الأسباب الموجبة لعدم إجراء الإنتخابات الفلسطينية / أسعد العزّوني




أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 29/4/2021 م …

الواهمون فقط هم الذين كانوا يتوقعون إجراء إنتخابات فلسطينية في مساحة أوسلو البائسة،مع أن هذه الإنتخابات باطلة  من أساسها كونها تحت حراب الإحتلال،ولكن الأوسلويين مارسوا تلك اللعبة القذرة ،وتجاوزوا الحقائق ونجم عن مغامرتهم المدروسة الإنقسام الفلسطيني بين إمارتي رام الله وغزة ،الذي جسّد القضية الفلسطينية إلى مستوى رغيف الخبز،وجردها من قدسيتها كونها قضية إنسانية ،تتعلق بمظلومية شعب ،تكالب عليه القريب مع البعيد ،منذ أكثر من قرن .

يدور الحديث هذه الأيام عن انتخابات فلسطينية أوسلوية جديدة ،وتمارس تحت هذه اليافطة كافة أفعال الحرام والهرطقات من قبل الجميع،ونرى بطولات وهمية وفرقعات صوتية ،تشدد على ضرورة شمول القدس  هذه الإنتخابات،مع إن قراءة الواقع من قبل  الأميين على سبيل المثال،تشي صراحة بأن الإحتلال وضع يده على القدس، ولن يسمح لأي كان بالسيطرة عليها ،وتحديدا البلدة القديمة التي تبلغ مساحتها نحو 200 مترا،ومن يحكمها يحكم العالم،وتضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة،وهذا هو سر تمسك الصهاينة بها،بمعنى أن السماح بإجراء انتخابات فلسطينية فيها يعد من سابع المستحيلات،ويعرف الجميع ذلك ،ومع ذلك يكابرون بالتصريحات فارغة المحتوى والمضمون ،لتضليل الشعب المبتلى بهم.

هناك سبب موجب آخر لعدم اجراء الإنتخابات الفلسطينية وهو تواصل التشرذم الفلسطيني،ويقين رئيس السلطة المنتهية ولايته منذ دهر من الزمان ،بأن فرصة إعادة انتخابه مرة أخرى وكيلا للإحتلال باتت معدومة ،لوجود منافسين يحظون بدعم أقوى من الدعم الذي يحصل عليه،إذ أنه إستهلك نفسه إسرائيليا ،لإفراطه في التنازلات ،ولم يبق لديه ما يتنازل عنه.

الحل الوحيد الذي يعيد للشعب الفلسطيني كرامته وحريته ووحدته ،هو  المقاومة المسلحة المستمرة فعلا على أرض الواقع ،ولو إقتصر الأمر على إطلاق رصاصة واحدة يوميا بإتجاه هدف للإحتلال،كي يبقيه مستنفرا ومنشغلا بالرعب الذي يتنامى بداخله  قلق وجود ،رغم وجود من قبلوا على أنفسهم أن يكونوا”شسع “نعل ،في حذاء “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو، المرعوب من قضاء بقية حياته في السجون الإسرائيلية بسبب فساده وإفساده.

المقاومة المسلحة وحدها هي الحل ،وهي الضامن الوحيد لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني،وهي السلاح النووي الحقيقي لدى الشعب الفلسطيني الذي لم يتنبه له أحد ولم يستغله أحد،وهو بطبيعة الحال يختلف عن السلاح  النووي الإسرائيلي الذي هو في حقيقته سلاح ردع ليس إلا…..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.