هام … تقرير عن العلاقات الأردنية السعودية

 

الخميس 28/4/2016 م …

كتب محمد شريف الجيوسي …

** عراب العلاقات الأردنية ؛ السعودية ، د. باسم عوض الله : الاتفاقيات التي وقعها الأردن مع السعودية، هي من أكبر الاتفاقات الاستثمارية بين البلدين، وستجلب مليارات الدولارات للأردن في مجالات الطاقة النووية واليورانيوم والنفط بمدينة العقبة

** تسريبات تتحدث عن انزعاج أردني لعدم دعوته لقمة نادي الملكيات في الرياض .. وعدم اطلاعه على مباحثات ” جسر الأحمر وجزيرتي خليج العقبة : والسعودية منزعجة لعدم مشاركة الأردن في حرب اليمن البرية .. وعلاقات ” فاترة “  مع الدولة والإمارات

نقلت مصادر عن عراب العلاقات الأردنية ؛ السعودية ، رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق ، د. باسم عوض الله ؛ نائب رئيس الوزراء الأسبق  قوله بأن الاتفاقيات التي وقعها الأردن أمس مع السعودية، هي من أكبر الاتفاقات الاستثمارية بين البلدين، حيث ستجلب مليارات الدولارات للأردن .

وقال د. عوض الله الذي رأس الفريق الإقتصادي الأردني غير مرة ، والذي يعتبر أحد مهندسي الخصخصة وبيع القطاع العام ، ان الاتفاقيات نصت على الاستثمار في الطاقة النووية واليورانيوم والنفط، وسيكون مقره في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالعقبة.

وربط عوض الله بين التوصل لهذه الاتفاقيات ، والاتفاقية المصرية السعودية لبناء جسر البحر الأحمر، وتطوير حوض قناة السويس بمبلغ يصل إلى 25 مليار دولار.

وكشف عوض الله ، عن أن لقاءات دورية ستعقد  شهرياً بين رئيس الوزراء الأردني وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على مدار 5 أشهر؛ للاتفاق حول استثمارات أخرى.

واعتبرعوض الله أن الأردن يحتاح لاستثمارات مهمة تدعم اقتصاده الوطني، وتخلق فرص عمل تترك تأثيرات مباشرة على مؤشرات النمو الاقتصادي، وتفتح أسواقا جديدة للاستثمار ، للتغلب على تأثيرات أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الأردني.

وتأتي تصريحات عوض الله في اعقاب القمة التي عقدها الملك الأردني عبدالله الثاني والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز ، في العاصمة السعودية ؛ الرياض، أمس الأربعاء ، وتناولت مستجدات الأوضاع الإقليمية، وسبل التعامل معها في إطار تعزيز أمن واستقرار المنطق.

وأوضح بيان مشترك صدر، في ختام مباحثات الملكين الأردني والسعودي ، أنه تم بحث مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى الأحداث الإقليمية والدولية. وآفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها.

وقال البيان ، فقد تم توقيع محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني في مدينة الرياض ، ويرأس الجانب السعودي في المجلس ، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كما يرأس الجانب الأردني ، رئيس الوزراء الأردني .

ويهدف المجلس إلى تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المجالات المشار إليها في البيان المشترك، كما يهدف إلى التشاور والتنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وإلى تعزيز التعاون القائم بينهما ا في مختلف المجالات.

وسيعقد المجلس اجتماعاته  دورياً بالتناوب بين البلدين.

وقع المحضر عن الجانب الأردني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، وعن الجانب السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني.

ووجه الملك عبدالله الثاني، في ختام المباحثات، دعوة إلى الملك السعودي لزيارة الأردن .

حضر المباحثات من الجانب الأردني، رئيس الوزراء ، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ، ومستشار الملك للشؤون العسكرية ؛ رئيس هيئة الأركان المشتركة ، ومبعوث الملك الخاص إلى السعودية  (د. عوض الله )، ومدير مكتب الملك ، ووزير التخطيط والتعاون الدولي والسفير الأردني في الرياض جمال الشمايلة.

فيما حضرها عن الجانب السعودي الأمراء فيصل بن بندر بن عبد العزيز ، أمير منطقة الرياض، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الملك السعودي ، ، والسفير السعودي لدى الأردن، ووزير المالية ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء

وكانت قد سربت مصادر قبل القمة أن ( الأردن يتجرع الخذلانات من “الاخوة” في الخليج بصمت  ) وأن الدولة الأردنية (العميقة ) تدرك حقيقة أن الحلفاء في الخليج العربي والاخص السعوديين لايريدون لها الاسترخاء تماما، وانها بذلك تدفع ثمنا باهظا لعدم استجابتها بإرسال قواتها الخاصة لليمن منذ بداية عاصفة الحزم، وهو ما يفسر أنها اليوم “لم تعد تتذمر فعلا” من التجاهل الخليجي لها والواضح في القمة الخليجية في الرياض، والذي بدا “صارخا” بسبب وجود ملك المغرب محمد السادس دون الملك عبد الله الثاني.

واعتبرت التسريبات أن قمة الملكيات المنعقدة في الرياض الخميس ، بدت ناقصة بغياب الملك الأردني ، بخاصة وأنه طالما تردد بأن شيئاً ما ( غير مفهوم ) تفتقده العلاقة بين الملكين ،  رغم أن الأردن بحسب التسريبات ، تقول ان الملك قدم العديد من البادرات ، الأمر الذي يولد شعوراً لدى الدولة الأردنية وكأنه مطلوب للأردن أن لا يغادر منطقة التوتر،ومبدية نوعاً من الإمتعاض بعد إطلاعها على ترتيب الجزر الواقعة في خليج العقبة ، بين الرياض والقاهرة واسرائيل .

ورغم أن الأردن دان طهران لـ ( تدخلها في دول المنطقة، واعتبارها بلسان ناطقه الحكومي دولة مقلقة واستدعى سفيره في ايران عبد الله ابو رمان؛  ومنع رسميا النواب و الصحافة  الأردنية من التسبب بأي إحراج للعلاقات السعودية- الأردنية عبرالتركيز على آثار الجسر المنوي إنشاؤه مع مصر على خليج العقبة إلا أن التخوفات السعودية فيما يبدو لم تهدأ ) ، وبالطبع لم تنقصها توضيحات السفير الأردني ، من أن ايران جاهزة لابعد مدى من الانفتاح على عمان ، وتقديم مساعدات واستثمارات وسياحة دينية ، عرضت ايران بعضها بينما المحت بالبعض الاخر، فيما عمّان حريصة على الإنحياز ( لمحيطها ) الخلايجي ، وهو ما كان قد أبلغه وزير خارجية الأردن ناصر جودة لطهران ، بأن أمن ورغبات الخليج وامنه  “خطا اردنيا احمر” .

وكان الملك عبد الله الثاني اول من حذر من الهلال الشيعي .

وتدرك عمان أنها تدفع ثمن قرارها بعدم الاشتراك بريا في الحرب على اليمن وأنها ليست عضواً دائما في نادي الملكيات على نقيض المغرب ، وأن الانفتاح الخليجي عليها سيكون دوما “بقدر” ولن يكون كاملا.

السعودية تتحدث عن الكثير من الإستثمارات،تحت عنوان “صندوق سيادي” واتفاقية شراكة اردنية سعودية، وهو ما تراه عمان غير كافٍ، وهي ( الحامية لحدود الجوار والحاملة لويلات الاقليم عن السعودية ) .

وقالت التسريبات ، بالإستناد لمسئول أردني رفيع ، تبرم في جلسة خاصة الأسبوع الماضي من غموض الطريقة التي تتعامل بها السعودية مع الأردن ، وأفاد أمام مثقفين أردنيين ، بان الملك الأردني زار الرياض 6 مرات بعد تولي الملك سلمان شؤون الدولة السعودية ، وزار ابو ظبي عدة مرات ، لكن اي من الزعامات في السعودية والإمارات لم  تقم بزيارة الأردن ، وأضافت التسريبات أيضاً علاقات سيئة بين عمان والدوحة وتأثيرها على حضور الأردن القوي في منظومة النادي الخليجي.

يذكر أن د. باسم عوض الله يعتبر ومنذ نحو عام تقريباً عراب العلاقات الأردنية السعودية ، حيث يعمل على تعزيزها في كل المجالات ، بما يتمتع من مكانة خاصة لدى حكام السعودية من جهة ، وثقة الملك الأردني الكبيرة به من جهة أخرى ، لكن تعقيدات تحدث عنها هذا التقرير ، لم تستطع تحقيق كل ما يطمح إليه الأردن ، رغم قفزة العلاقات الأخيرة .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.