عيد العمال نضال متواصل ضد الاستغلال / محمد جبر الريفي

محمد جبر الريفي ( فلسطين ) – الإثنين 3/5/2021 م …




كل عام من الاول من شهر مايو ايار يحتفل العالم وخاصة الحركات العمالية بعيد الطبقة العاملة تخليدا لمذبحة شيكاغو في الولايات المتحدة الي راح ضحيتها عدد من العمال على ايدي بطش النظام الراسمالي في وحشيته ضد مطالب العمال العادلة التي كانت مهضومة من قبل الشركات والمصانع الامريكية التي كانت تستغل جهدهم العضلي في انتاج فائض القيمة التي على اثرها يزداذ ارباب العمل حصولا على الثروة المالية في مقابل المزيد من حياة الفقر للعمال الكادحين ..

لقد مرت اعوام عديدة على مذبحة شيكاغو الاجرامية التي جرت بسبب مطالبة العمال بتخفيض ساعات العمل كما مر اكثر من قرن على الاحتفال باول عيد للعمال في العالم وقد جرى في مدينة نيويورك الامريكية في عام 1882 وما زال العمال في الدول الراسمالية وفي دول العالم الثالث النامية رغم مرور هذه الاعوام العديدة يعانون وبشكل اكثر قسوة من الماضي من جشع الراسماليين ومن استغلال انظمتهم الراسمالية ومن طغيان شركاتهم الاحتكارية في تغولها في نهب مقدرات الشعوب التي ما زالت تعاني من علاقات التبعية للدول الراسمالية الكبرى التي تحاول احتكار التقدم العلمي والتكنولوجيي ومنعه عن دول العالم الثالث حتى تستمر هذه الدول متخلفة وغير قادرة على التخلص من علاقات التبعية بكل اشكالها عن المركز الراسمالي الامبريالي وهي بهذه السياسة العنصرية الامبريالية التي تمارسها الدول الصناعية الراسمالية الكبرى وفي عصر العولمة تضمن بذلك المحافظة على مصالحها الحيوية من اجل استمرار هيمنتها على مجري السياسات الدولية والتحكم في حل صراعاتها الداخلية والاقليمية الجارية الان خاصة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وبعض دول اوربا الشرقية ..
في العالم الراسمالي استطاعت الانظمة الراسمالية من تخريب النضال المطلبي العمالي وحرفه عن اهدافه الاقتصادية والاجتماعية من خلال اشباع حاجات العمال الحياتية الاستهلاكية بحفنة من الاموال تغدقها عليهم نتيجة الارباح الهائلة التي تجنيها الشركات الاحتكارية الراسمالية من وراء نهبها لموارد ومقدرات الدول النامية لكن هذه العملية التخريبية لن تستمر طويلا في تضليل الطبقة العاملة وحرف نضالاتها فكلما قطعت البلدان النامية في منظومة العالم الثالث اشواطا كبيرة في عملية التقدم والتنمية الوطنية كلما نضبت اجور العمال في الدول الراسمالية وضاقت عليهم سبل الحياة وتفاقمت مشاكلهم المعيشية الامر الذي ستعاود فيه الطبقة العاملة في الدول الراسمالية حيوتها في العودة بقوة الى ممارسة نضالها المطلبي وفي معارضتها لقيم الحضارة الغربية البرجوازية التي تبيح شرعية الاستغلال والعنف والقهر والظلم السياسي والاجتماعي والذي لابد ان يكلل في نهاية المطاف هذا النضال السياسي السلمي بانتزاع حقوق العمال العادلة ..
أما في بلدان العالم الثالث والبلدان العربية جزءا منها فحال العمال في هذه البلدان هي اكثر بؤسا منها في البلدان الراسمالية لانها تتعرض لقمع مزدوج من الطبقة الراسمالية المستغلة بكسر الغين الجشعة وايضا من انظمة الحكم البرجوازية والرجعية التي تربطها علاقات التبعية مع المركز الراسمالي الامبريالي وهكذا فالعمال في هذه البلدان ما زالوا يناضلون ضد هذا التحالف الطبقي الحاكم ..ضد جشع اصحاب المصانع والشركات الراسمالية ومؤسسات القطاع الخاص ومشاريع الشريحة العليا من البرجوازية الصغيرة ..
ومن انظمة الحكم التي لا تحمي حقوق العمال وتصادر عليهم حرية العمل النقابي وحرية التعبير ويحدث ذلك كله في حق العمال على الرغم من حالة التراجع في اوساط العمل النقابي على المستوى العالمي بسبب ضعف فاعلية الاحزاب والحركات اليسارية والعمالية وهيمنة الفكر الاصلاحي على قياداتها ولكن يبقى نضالهم الوطني والطبقي هو جزء اصيل ومكون اساسي من نضال حركات التحرر العالمية ضد هيمنة النظام الراسمالي الامبريالي على مقدرات الشعوب …
أما في بلادنا فلسطين المحتلة فالطبقة العاملة تلعب دورا مميزا في النضال الوطني والطبقي من خلال انخراط قطاعات كبيرة منها في العمل السياسي وفي اجنحة التنظيمات المسلحة وفي الاطر النقابية لانتزاع حقوقها المطلبية العادلة وهي تمارس هذا الدور الكفاحي وذلك على الرغم ايضا من استمرار تعرضها لمظالم عديدة تتمثل بشكل خاص في تدني مستوى الاجور وانعدام فرص العمل وسياسة فرض الضرائب التي تؤدي الى ارتفاع الاسعار وثقل تكاليف المعيشة على كافة قطاعات الجماهير الشعبية وكذلك تتعرض الطبقة العاملة الفلسطينية في الضغة والقطاع الى مضايقة سلطة الاحتلال التي تمنعها من حرية التنقل والعمل وتفرض عليها حياة بطالة قاسية تذداد بها حالتها معاناة وقسوة …

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.