الكاتب والباحث د. اسعد العزوني يكشف الأسباب الحقيقية وراء العدوان السعودي-الإماراتي على اليمن


أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 5/5/2021 م …




كان الحوثي ضيفا مقيما ومعززا مكرما ومرحبا به في قصور الرياض ،ولكنه  آثر التحالف مع إيران وإبتعد عن السعودية ،التي شكّلت تحالفا عربيا-إسلاميا عسكريا ،بحجة محاربته ومنع  تمدد نفوذه في اليمن،وإتسمت هذه الحرب بأنها حرب إبادة ،طالت الحجر والشجر قبل البشر،ولكننا لو تمعنّا في القضية أكثر لوجدنا أن الحوثي عبارة عن حجة واهية تسلحت بها السعودية والإمارات بشكل خاص،لتخفيا  الأسباب الحقيقية وراء شن العدوان على اليمن،ومحاولة إرجاعه إلى العصور الوسطى ،كي لا تقوم له قائمة.

العارفون ببواطن الأمور والتقارير الإستخبارية والدراسات، تقول أن السبب الرئيس في شن العدوان السعودي-الإماراتي  على اليمن هو النفط والغاز والذهب والموقع الإستراتيجي وليس الحوثي،وهذه هي الحقيقة التي تظهر جليا مثل عين الشمس في وضح النهار،فالحوثي حديث عهد ،ولكن الأطماع السعودية في اليمن قديمة،ولا يستطيع نكرانها عاقل حصيف.

بحسب التقارير والدراسات الإقتصادية فإن اليمن يمتلك ثروة نفطية على وجه الخصوص ،أكبر من إحتياطات كافة دول الخليج مجتمعة،وهو يمتلك 25% من نفط العالم ،بنسبة نفطية تقدر ب 34%،وهذا هو السبب الرئيس لتجييش السعودية ضد اليمن،كما أن موقع اليمن الإستراتيجي على باب المندب يكسبه أهمية خاصة أيضا،لأن 3.4 مليون برميل نفط يخرج عبر باب المندب يوميا،كما أن اليمن يمتلك 100 قطاع نفطي وغازي ،ويتركز الغاز اليمني في مناطق شبوة ومأرب والجوف.

ذات التقارير والدراسات تقول أيضا ان حقل الغوار، وهو أكبر حقل نفطي عالمي – سعودي في طريقه للنضوب،وهذا ما جعل السعودية تتحالف مع فرنسا للسيطرة على النفط اليمني من أجل التحكم في عملية الإنتاج،ومعروف أن السعودية تسرق 63% من النفط المستخرج من الحقول اليمنية ،وعرضت السعودية على حكومة الرئيس اليمني هادي مبلغ 10 مليارات دولار سنويا ،مقابل إمتياز نفطي لمدة 50  عاما،وقامت بطرد ممثل اليمن لدى منظمة التعاون الإسلامي في الرياض فؤاد المزنعي ،بسبب تصريح له قال فيه بعد مرور خمس سنوات على العدوان السعودي على اليمن ،أن خمس سنوات  من الحرب على اليمن تكفي من أجل السيطرة على موقع اليمن الإستراتيجي وثرواته النفطية،كما قامت السعودية بإضعاف الجيش اليمني  في منطقة الجوف الغنية بالنفط،وسهّلت عودة الحوثي إليها،لمنع الإستثمارات النفطية فيها،ولا ننسى أن السعودية طردت اليمنيين العاملين فيها وعاقبتهم ،ردا على عدم تعاون الحكومة اليمنية معها  والموافقة على بيع حقول نفطية لها في الجوف،كما مارست عام 2013 ضغوطا كبيرة على حكومة باسندوة حت لا يمنح تراخيص حكومية للتنقيب عن النفط،وفي عام 1992 كشف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح نمطامع السعودية في مأرب والجوف .

اليمن يعج بالثروات الأخرى وهناك دراسات تقول  أن حجم الذهب في اليمن يبلغ 100 مليون طن،ويتم تهريب معظمة إلى أبوظبي عبر ميناء الضبة الجديد القريب من ميناء المكلا،وهناك 24 منجم ذهب في اليمن و16 منجم فضة ،كل هذا أطال فترة العدوان السعودي على اليمن،وعندما وجد مبز نفسه في مأزق سيضطره إلى وقف عدوانه على اليمن ،دون تحقيق النتائج المرجوة ،وقع إتفافا مع الإدارة الأمريكية  يقضي بمنع اليمن من إستغلال نفطة لثلاثين عاما مقبلة ،لقاء الموافقة على وقف العدوان.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.