اليمن واحد موحد وخيرات اليمن لشعبه / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الاردن ) – الخميس 6/5/ 2021م …
رغم ضبابية الموقف في اليمن – من حيث مصير العدوان الهادف إلى فرض السيطرة على اليمن والهيمنة على ثرواته النفطية التي تفوق ثروة كل دول الخليج المجتمعة ،وتبلغ 25% من نفط العالم،ناهيك عن الذهب والفضة وما إلى ذلك،وهذا ما جعل الطامعين والجشعين في الإقليم يواصلون التآمر عليه ،بمساعدة بعض الأطراف الداخلية التي وجدها الجشعون مرتكزا يرتكزون عليه-فإن السلام مقبل لا محالة للشعب اليمني وإن كان ثمنه كبيرا بعض الشيء.
كنا نقرأ أن الرئيس بايدن سيدعو إلى وقف العدوان على اليمن ،وإتخذ خطوات مشجعة على ذلك أهمها وقف تسليح السعودية بما يتعلق بحرب اليمن ،ولكن العامل الإقتصادي كان كالسيف المسلط على رقبة الرئيس بايدن ،وجعله يتراجع بعض الشيء،مما شجع المعتدين الذين هددوا الرئيس بايدن أنه في حال أصر على تنفيذ خططه تجاه الإقليم بعامة واليمن على وجه خاص ،فإنهم سيدمرون الإقتصاد الأمريكي ،وسيتحولون نفطيا وإقتصاديا بإتجاه الصين بإستدارة 180 درجة،وبما أن أمريكا تخوض حربا إقتصادية ضد الصين الناهضة ،لم يرغب الرئيس بايدن بالمغامرة بفقدان البقرة الحلوب،ولذلك فإن موضوع اليمن بات مغلفا بضبابية نوعا ما.
التحول في الإقليم مقبل لا محالة ،وهناك تغييرات إقليمية جذرية مرتقبة ستفرض نفسها على التغير المرتقب القريب في الإقليم،والذي سيكون أشبه بالوضع عندما تنفرط المسبحة كما يقولون،وعندها ستتفكك مشاكل المنطقة،وسيكون اليمن من أول المستفيدين من ذلك،وهذه المتغيرات مبشرة بالأمل لأهلنا في اليمن الذين يتوجب عليهم الإستعداد والقابلية لإستعادة السلام والوئام في اليمن ،ونبذ البنادق والرصاص وإعتماد لغة الحوار ،من أجل بناء يمن واحد موحد سيد،يرفده أبناؤه جميعا .
السلام المطلوب الذي نتحدث عنه هو للشعب اليمني وليس للآخرين في الإقليم،إذ أنه ليس قدرا أن يبقى الشعب اليمني مشتتا يدفع فواتير الطامعين في خيراته ،وأن يكونوا على الدوام يعملون في خدمة الغير تحت تهديد التسفير والحرمان والظلم،مع إنه صاحب الثروات المهولة،بمعنى أنه يتوجب أن تكون خيرات اليمن لليمنيين فقط،لأن للآخرين خيراتهم أيضا ،لكنهم جشعون لا يشبعون ،علما أن عوائد ثرواتهم تذهب للغير الطامع فينا كلنا.
مطلوب وبدون تسويف أو تأجيل بعث الحكمة اليمانية لإرجاع السعادة لليمن،ولن يتم ذلك إلا بمفاوضات يمنية-يمنية بدون قيد أو شرط سوى الإتفاق المسبق على ان اليمن لليمنيين وخيرات اليمن للشعب اليمني وقبول خيار صندوق الإقتراع،ناهيك عن مفاوضات موازية مع أطراف الإقليم لرفع أيديهم عن اليمن وثرواته،ويجب أن تتصف هذه المفاوضات بالندية والحدية معا ،لأن اليمن بلد سيد وليس مزرعة للإيجار أو الضمان،وهنا لا مجال للدبلوماسية.
إن ضمان أمن الجوار ليس مسؤولية يمنية محضة ،ولكن اليمنيين يستطيعون التعهد بالإسهام في أمن الجوار، في حال تعهد الجوار بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية وضمن أمن اليمن بعدم شن العدوان عليه،لذلك نقول ان الكرة حاليا في مرمى الشعب اليمني كي يطلق شعاع الأمل والرغبة في الإنتقال لمرحلة السلام القائم على الوحدة ،وبطبيعة الحال أهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل الدارج.
التعليقات مغلقة.