السلام في اليمن إرادة يمنية / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 7/5/2021 م …
ما من شك أن السلام المنشود وبدون قيود أو شروط ،الذي يسعى لتحقيقه الإئتلاف اليمني للسلام والوئام برئاسة د.علي حسن الخولاني،هو إرادة يمنية شعبية أولا وقبل كل شيء،لأن المعتدين أصلا لا يهمهم السلام والإستقرار في اليمن ،وفي حال أجبروا على وقف عدوانهم ،فإنهم سيفرضون شروطهم المذلة والمهينة على اليمن،حتى يبقى هذا البلد الأصيل- والذي حباه الله بثروات لا تعد ولا تحصى،وإحتياطي نفطه يفوق إحتياطي نفط دول الخليج مجتمعة-تحت هيمنتهم ،ليستمروا في نهب ثرواته كيف يشاؤون ،ليدفعوها خاوات للبعيد قبل القريب ،نظير حماية عروشهم المتهالكة أصلا.
يشهد اليمن حربا بالوكالة ،دفع ثمنها أهلنا في اليمن،وإرتقت بعد ست سنوات إلى حرب إبادة لعجز المعتدين عن الهيمنة على الإرادة اليمنية،وحسم الأمور لصالحهم في اليمن ،رغم القوة الغاشمة التي يمتلكون ،وحجم القتل والدمار الذي أحدثوه في اليمن،بحيث أن الحجر والشجر لم يسلم من عدوانهم ،فما بالك بالبشر المنهكين أصلا بسبب سياسات المعتدين الضاغطة والسابقة على اليمن منذ ما يزيد على مئة عام،وهم الآن يستميتون للإحتفاظ بمدينة مأرب أم النفط في اليمن حتى تبقى تحت سيطرتهم،ويتغنون بوجود الشرعية عندهم،لكنهم لا يجرأون على قول الحقيقة وهي أنهم يحتجزون الشرعية عندهم ويصادرون قرارها.
ما يحار له العقل الحصيف أن التحالف العسكري ضد اليمن لم يستنفر من أجل القدس وفلسطين ،دفاعا عن مقدساتها وأهلها،بل إستنفروا ضد إيران في اليمن،وعندما فشل هذا التحالف في تحقيق الهداف المرسومة له،رأينا السعودية صاحبة التحالف تتوسل لليمن من أجل الحوار والجلوس معا،وشهدت بغداد العديد من جلسات الحوار الإيرانية السعودية،وهذا ما نرحب به شرط صدق النوايا،وآخر التوسلات هو أن مبس تعهد لإيران بعدم التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،في حال تصالحت إيران مع السعودية،ولا نظن أنه صادق في تعهده ،لأن السعودية قطعت شوطا كبيرا في مجال التطبيع ،وبدأت العلاقات مع الصهاينة إبان كانت “إسرائيل”فكرة على الورق يحار فيها مؤسس الحركة الصهيونية الصحفي النمساوي اليهودي د.ثيودور هيرتزل،ومعروف كيف حصلت الصهيونية على فلسطين ،من خلال الملك عبد العزيز،مقابل تمكينه من حكم الجزيرة منفردا وبدون منافسين.
الكرة حاليا في ملعب الشعب والقوى اليمنية الفاعلة،ونقول للجميع أنكم أهل الذهب في اليمن،ولستم بحاجة لسبائك الذهب من الخارج،وأنكم أهل النفط ولستم بحاجة لحقائب الدولارات التي تصلكم من الخارج رشوة ،ولكي تتنازلوا عن حقوق شعبكم،فتلك السبائك والحقائب هي أموال حرام وهي من خراج أراضيكم المنهوبة التي تمتد حتى الزاوية الجنوبية للحرم المكي الشريف ،وسيسجل التاريخ أسماء الرافضين للهيمنة الخارجية على اليمن بأحرف من نور ،فيما سترفض حتى مزابل التاريخ كل من سولت له نفسه التعامل مع أعداء اليمن والإسهام في إلحاق الأذى بشعبه.
الحوار غير المشروط بين مكونات الشعب اليمني الواحد هو الحل،والجلوس على طاولة مستديرة لوضع الحلول المناسبة هو الطريق الحتمي والوحيد لإخراج اليمن من الهيمنة الخارجية التي تعمل طويلا على تعطيل عجلة التنمية فيه،ليبقى تحت سيطرة وهيمنة الآخرين الجشعين والطامعين بخيراته رغم ما يمتلكون من ثروات كتبها الله لغيرهم ،بسبب سوء سياساتهم.
مطلوب من اليمنيين ولا ننحاز لمكون دون آخر أن يكثفوا اللقاءات الداخلية ،ويتسموا بالمرونة والحكمة وهم أهل الحكمة،ويعملون بجد وإجتهاد من أجل عقد مؤتمر دولي يحسم قضيتهم ،ويفرض قراراته على المعتدين ومن يزودهم بالسلاح،وعندها سيجد المعتدون وصناع السلاح أنفسهم مضطرين لوقف العدوان على اليمن ،وسيجد الرئيس الأمريكي نفسه في حل من إلتزامات المقاول ترمب ،والحصار السعودي على بايدن،ولا بأس من تحمير العين اليمانية.
نختم مبشرين أنه ورغم ضبابية الموقف بسبب الضغط السعودي على بايدن ،إلا أن البوادر تتزاحم على وقف العدوان على اليمن،وأن المعتدين يسعون فقط لتحسين شروط التفاوض المستقبلي مع اليمن،ومع ذلك نقول لأهلنا في اليمن أن الكرة في ملعبكم ،وأنكم في حال أعدتم اللحمة فيما بينكم سيأتيكم الأعداء طالبين الرضا .
التعليقات مغلقة.