خطوة روسية اخرى في طريق الرد على حماقات اردوغان / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 7/5/2021 م …
يلاحظ المراقب كيف تثور ثائرة تركيا عندما يرد مصطلح” ابادة الارمن على يد الدولة العثمانية” وتعتبر انقرة هذا الامر اكثر ازعاجا لها وهناك شواهد مواقف كثيرة اتخذت تركيا بشانها قرارات منفلتة وطالبت دولا حتى بالاعتذار عن ذلك لكنها وقفت هذه المرة صامتة ازاء موقف روسيا الرسمي من ” الابادة ضد الارمن” وبلعت الطعم ولن تتطرق الى الموضوع كما كانت تفعل مع الدول الاخرى.
فقد شارك عميد الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف رسميا في مناسبة احياء ذكرى ضحايا الابادة في ارمينيا على يد الدولة العثمانية خلال زيارة قام بها الى عاصمة ارمينيا ” يرفان” التقى خلالها بوزير الخارجية الارميني ارا ايفازيان.
وصفت مصادر عليمة الزيارة بهذه المناسبة التي اكثر ما يستفز تركيا ويثيرها كما يثير اللون الاحمر ” الثور الاسباني” بانها جاءت ردا اخر على حماقات اردوغان ومواقفه التي اخذت تزعج القيادة الروسية خاصة موقف انقرة من ازمة اوكرانيا وكذلك جزيرة القرم فضلا عن النشاطات البحرية العسكرية للبوارج الاجنبية في مياه البحر الاسود.
خطوات روسية سبقت ذلك منها وقف رحلات الطيرن السياحي الى المنتجعات التركية بحجة انتشار وباء كورونا مما اضطر انقرة الى ارسال وفد وزاري الى موسكو قيل ان الهدف من الزيارة اطلاع الجانب الروسي على مساعي انقرة والترتيبات الجارية في مجال الحفاظ على ارواح السياح الروس مما يعني ان هناك ضررا فادحا سوف يلحق بالاقتصاد التركي اثر توقف حركة ملايين السواح الروس الى تركيا والتي تدر مليارات الدولارات سنويا على الخزينة التركية من روسيا وحدها وفق احصائيات رسمية.
وفي حركة روسية نحو مصر هي الاخرى ليست بعيدة عن رسائل روسيا الى باتت تبعث بها الى تركيا و تدخل في اطار رد موسكو على مواقف انقرة الاخيرة غير المتزنة بعد ان اخذت تتمادى و لاتعير اهمية لكثير من الموضوعات التي تربطها مع روسيا في مناطق ما وراء القوقاز وسورية وليبيا ومصالحهما المشتركة الثنائية خاصة تصرفات انقرة عندما اندلعت ازمة اوكرانيا والاندفاع التركي المتهور باتخاذ مواقف استفزازية ضد روسيا التي تعتبر هذا الموضوع خطا احمر .
ومثلما تعتبر انقرة اثارة مسالة ابادة الارمن على يد العثمانيين اسلاف اردوغان هي الاخرى خطا تركيا احمر ايضا جرى اتصال بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن والمصري عبد الفتاح السيسي تركز على موضوع استئناف رحلات الطيران الى مصر بعد ان توقفت جراء تفجير طائرة روسية مدنية قبل سنوات في الجو من قبل ارهابيين اسفر عن مئات الضحايا من الروس وعوائلهم الذين يمضون فترات راحة واستجمام في منتجعات شرم الشيخ والغردقة.
وبات لدى روسيا اكثر من مكان للرد على حماقات انقرة ومن يدري سوف يكون الرد الاكثر ايذاء لتركيا في سورية بعد ان طال امد الازمة السورية جراء الوجود الاجنبي خاصة التركي والامريكي على ارض سورية.
ان الوضع في محافظة ادلب السورية وتملص تركيا من الاتفاقات التي ابرمها ” مسيلمة انقرة” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف لن تتساهل معه روسيا بشانها الى ما لانهاية ما ان تخف الضغوط التي يمارسها الغرب ضدها ليس في المجال الاقتصادي والعقوبات والحظر غير القانوني بعد ان اخذت تتردد اصوات في المانيا لاعادة نظر في اكمال خط سيل 2 للغاز الروسي الى اوربا الذي اوشك الانتهاء منه بل حتى في المجال العسكري خاصة تحركات دول حلف ناتو العسكرية المكثفة قرب اوكرانيا وفي البلطيق وغيرها من المناطق الحدودية فضلا عن اجراء المناورت العسكرية العدوانية التي تراقبها روسيا عن كثب.
لاشك ان خطوة وزير الخارجية الروسي لافروف الاخيرة في يرفان تعد خطوة مؤذية للجانب التركي الذي يسعى الى عقد لقاء منفرد بين اردوغان والرئيس الامريكي بايدن خلال قمة ” ناتو” في محاولة لتقديم الطاعة التركية لزعيمة الحلف العدواني مقابل وقف الحديث عن ” شي اسمه مجزرة الارمن ” وهو ما ورد على لسان بايدن نفسه مؤخرا فضلا عن بحث امور اخرى تتعلق بالعلاقات بين انقرة وواشنطن التي تعتبر تركيا حليفا لها بل شرطيا في المنطقة رغم الخلافات التي تطفوا على السطح والناجمة عن حماقات انقرة واستفزاتها وما اكثرها .
التعليقات مغلقة.