حلب الأسطورة….وتآمر أمريكي تركي يائس / د.خيام الزعبي
د.خيام الزعبي* ( سورية ) السبت 3/4/2016 م …
*صحفي وكاتب سياسي …
تواصل حلب نزيف دماء أبناءها ثمناً لمخطط دولي كبير يرمي إلى خلق شرق أوسط جديد، بتسهيل من دول إقليمية ودولية شعارها الدم والتفجير وأهدافها الفوضى والعنف انسجاما ً مع طبيعتهم في الإجرام التي لطالما أكتسبوها وأتقنوها منذ بداية الأزمة السورية، فكانوا على استعداد لخوض معركة كبرى من خلال مخزونات الأسلحة، وإصرارهم على التقدم نحو مدينة حلب وإسقاطها، كانوا يعتقدون بأن حربهم على حلب ستكون نزهة، وضنّوا بأنهم سيدخلونها ويحتلوها، لكنهم لم يعلموا بأن الشعب السوري شعب يملؤه الإصرار والثبات يقاوم السقوط، ويرفض الإستسلام ويكره أن يموت جبان فداء سورية وعزتها وشرفها.
بعد أن سقطت أدواته في حلب، حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على سورية يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يرمي ويصبوا إليه، فالجيش السوري أعد خطة عسكرية محكمة وكبيرة لتحرير جميع مناطق محافظة حلب من تنظيم داعش والقوى المتطرفة الأخرى، فالدواعش محاصرين في بعض مناطق حلب من جميع المحاور وخاصة في مخيم حندرات وجبهة الملاح، ولدى الجيش السوري مفاجآت لهم لن تطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها، فهذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لإرهانات أمريكا وتركيا وحلفاؤهم في المنطقة وستشكل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب وتطهير جميع الأراضي السورية من براثينه وأحقاده.
اليوم علامات انهيار تحالف قوى الشر بدأت تظهر بقوة وأن بالغوا في قصفهم للأحياء السكنية في حلب وغيرها من المدن السورية أو إظهار سيطرتهم عليها عبر وسائل الإعلام، صحيح أن ما حدث لحلب من تدمير ما كان ليحدث لولا الدعم الخارجي الكبير” الأمريكي التركي”، لكن الصورة الواضحة في حلب هي إنهيار بين صفوف القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة الأخرى، يقابله عزم وإصرار من الجيش السوري وحلفاؤه على تحرير سورية من ذيول الغرب وحلفاؤهم، فمعركة حلب وجهت ضربة قاصمة لجماعة داعش وأخواتها، بعدما شنت فوات الجيش السوري وبمشاركة واسعة من الحلفاء عمليات كبيرة منذ نحو اسبوع كانت ذروتها الـ 24 ساعة الأخيرة التي أدت الى قتل وأسر أعداد كبيرة من عناصر داعش والمجموعات المتطرفة الأخرى، ونجح الجيش في تدمير آليات وأسلحة وذخائر للإرهابيين وسيطرت على بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة المجموعات المسلحة بدعم من سلاح الجو الروسي والسوري فيما دارت معارك شرسة في مركز المدينة والمنطقتين الشمالية والشرقية لتطهيرهما بشكل كامل من إرهابيي داعش كونها خط التماس الأول مع المناطق التي تسيطر عليها الجماعة المسلحة كما لاحق طيران الجيش السوري الفارين من المسلحين باتجاه الحدود التركية، ومن جهة أخرى أحبط الجيش السوري عدة محاولات لجماعة داعش للسيطرة على الطريق العام الرابط بين دمشق وحلب، بهدف قطع طرق الإمداد للقطعات العسكرية، وفي المقابل لاحظ المراقبون تجاهل محطات وسائل الإعلام الغربية والعربية تغطية إنتصارت الجيش السوري وحلفاؤه والحاق هزيمة منكرة بجماعات داعش وحلفائها وإكتفت بعضها بنشر خبر مختصر عن العمليات العسكرية في حلب.
في سياق متصل إن الجيش السوري يتحمل مسؤولياته اليوم لحماية سورية وتحصينها في مواجهة التكفيريين, ويقوم بكل ما من شأنه أن يجعل بلدنا قوياً وعزيزاً وعصياً على كل التهديدات والأخطار التي تواجهه، إن المحاولات الخائبة التي تقوم بها أمريكا وعملاؤها المحليون لن تنجح في ثني قوات الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية، وأن الشعب السوري المؤمن مستعد لأن يوفر للجيش كل مقومات إستمراره، كونه هو خيارنا الأوحد وأملنا في تحقيق الأمن للوطن والمواطن.
ما يجري في حلب اليوم، لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها سورية، فالحرب واحدة وممتدّة ومتصلة، وإذا كانت داعش والمجموعات المسلحة تتصور بأنها ستكسب شيئاً من تلك المجازر والمحارق التي تقوم بها في حلب فهي واهمة، ومن الغباء ألا تدرك هذه المحموعات إن عدوانها قد زاد من رصد الكراهية تجاهها في نفس كل سوري، ومن قصر النظر ألا تدرك بأن ما ألحقته بأهل حلب وكل سوري من إصابات وجراح ستكون بمثابة جرس إنذار يدق على الدوام لدحر القوى المتطرفة من الأرض السورية.
وأخيراً ربما أستطيع القول إنها معالم المعركة الكبرى التي سيكون لداعش وداعميها النصيب الأكبر من نتائجها، إنها ملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه جنود الجيش العربي السوري ومعه حلفاؤه في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة، قجيشنا اليوم يخوض معركة مصيرية من أجل الدفاع عن سورية وعن مقدسات سورية وعن سيادة سورية وعن وحدة شعب سورية، مجملاً… إن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن الدولة السورية واستقرارها.
التعليقات مغلقة.