البلطجة الامريكية قد تنسف عقد قمة بايدن وبوتين / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 9/5/2021 م …
وسط تلميحات امريكية بعقد قمة روسية امريكية ترافقها تهديدات بفرض عقوبات امريكية احادية اضافية على روسيا جاءالرد الروسي وهو الاخر ملمحا الى احتمال عدم عقد القمة التي تتحدث عنها واشنطن ويكمن السبب في استخدام الولايات المتحدة اسلوب ” العصا والجزرة” وهو اسلوب ترفضه روسيا قطعا.
ان موسكو حسمت امرها مع دول الغرب الاستعماري وفي المقدمة الولايات المتحدة بعد ان كانت تطلق عليهم مسمى” شركاء” عندما حددت وبالاسماء الدول المعادية لها مما اثار حنق دول الاتحاد الاوربي التي زعمت ان الاتحاد واحد وان اعتبار دولة عضو فيه عدوة لموسكو.
يعني ان هذا العداء موجه لجميع دول الاتحاد علما ان روسيا فرضت حظرا على اكبر مسؤول في الاتحاد الاوربي ردا على نهج وسياسة دول الاتحاد المهرولة وراء واشنطن دوما .
وبخصوص الموقف الروسي من قمة روسية امريكية اعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان الجانب الروسي لم يتخذ قراره بعد بصدد تنظيم قمة الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والامريكي جو بايدن.
بيسكوف وبطريقة روسية معهودة تنم عن عدم ارتياح للطريقة الامريكية في التعامل مع حدث من هذا الطراز وطريقة طرحه بصورة استفزازية قال ” لازلنا ندرس الوضع وما يحيط بتنظيم القمة في اشارة واضحة الى انزعاج روسيا من الطريقة والتصريحات الامريكية غير المنضبطة بالتعامل مع هكذا حدث مهم ابدت اكثر من دولة استعدادها لعقدها على اراضيها من بينها النمسا وسلوفينيا وفنلنده.
الولايات المتحدة كما يبدو وهو واضح من تصريحات المتحدثة باسم البيت الابيض جين بساكي اخذت تستفز روسيا وتتمادى باستفزازها حين قالت ان واشنطن قد تتخذ اجراءات اضافية ضد روسيا في حال اعتبرت ذلك ضروريا اي ان الولايات المتحدة تعمل على مزاجها تجاه الاخرين ووفق ما تراه هي وما ترغب فيه بعيدا عن الاعراف والقوانين الدولية ان هذا الاسلوب لن ترضاه روسيا وترفضه رفضا قاطعا لكن الولايات المتحدة تحاول ان تتجاهل الحقيقة.
وبدلا من ان تكون لهجة المتحدثة باسم البيت الابيض مغايرة تهدف لترطيب الاجواء ووضع حد للاحتقان جراء الوضع المتازم في العلاقات الامريكية الروسية الذي تسبب باستدعاء السفير الروسي من واشنطن والذي لم يعد الى مركز عمله حتى الان وتبادل طرد الدبلوماسيين وتحريض واشنطن حلفائها في ” ناتو” على اتخاذ اجراءات مماثلة لاجراءاتها الاحادية وغير الشرعية بدلا من ذلك تطلع علينا واشنطن بمقولة مفادها ” عندما اعلنا عن عقوباتنا استخدمنا اكبر مجال للمناورة لتكون لدينا امكانية اتخاذ اجراءات اضافية اذا شكلت اعمال روسيا سببا لذلك”.
انه قول عائم وغير مفهوم لان الاجراءات التي تتحدث عنها المتحدثة باسم البيت الابيض لا شرعية وليست قانونية تتم خارج اطار الامم المتحدة وهي مرفوضة دوليا كونها احادية الجانب وتخضع للمزاج الامريكي الذي يعتمد سياسة واسلوب البلطجة مع دولة عظمى هي روسيا.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد شن هجوما على الدول التي تتخذ قراراتها الاحادية خارج اطار المجتمع الدولي وذكر لافروف بان المنظمة الدولية ومجلس الامن الدولي فقط لهما الحق باتخاذ القرارات رافضا وبصورة علنية سياسة القطب الواحد .
الرئيس بوتين ومنذ الوهلة الاولى طلب عقد مناظرة على الهواء مع بايدن بعد وصفه للرئيس الروسي” ب القاتل” كان الهدف من المناظرة فضح سيد البيت الابيض الذي بات يتصرف وكانه “خارج التاريخ” بعيدا عن الاعراف والمواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول الا ان بايدن تملص من دعوة الرئيس بوتين واخذ يتحدث عن قمة بين الرئيسين اصبح انعقادها ربما مستحيلا وسط ضجة التصريحات الامريكية ذات الطبيعة الاستفزازية وتحمل بطياتها تهديدات مبطنة بفرض المزيد من العقوبات وترافقها ايضا تحركات عسكرية لدول ناتو قرب الحدود والاجواء والمياه الروسية كما تمارس واشنطن ضغوطا على بعض من حلفائها وتحديدا ” المانيا” بخصوص خط غاز السيل 2 الى اوربا بعد ان انجز الجانب الروسي اكثر من 90 بالمائة منه.
وقد وصف مسؤول روسي رفيع الاسلوب الامريكي هذا بانه اسلوب المنافسة غير الشريفة.
التعليقات مغلقة.