الصمت علي جريمة اسرائيل في المسجد الاقصي جريمة / د. هاني العقاد
د. هاني العقاد ( فلسطين ) – الإثنين 10/5/2021 م …
جنت اسرائيل ونسف كل الامال التي كان يفكر البعض بان اسرائيل يمكن ان تكون شريك سلام مستقبلي, جنت واثبتت انها كيان عنصري مجرم لا ينتهك القانون الدولي دون خشية من المجتمع الدولي فقط , وانما تعتدي علي المقدسات وبيوت الله واولهم المسجد الاقصي وقبة الصخرة المشرفة , تندس المقدسات دون رادع يردعها من تكرار هذا الفعل وبالذات انها ليست المرة الاولي التي تقتحم فيها المسجد الاقصي لكنها المرة الاولي التي تجري بعد عقد اسرائيل اربع اتفاقيات مع دول عربية اسلامية وتباهيها بان العلاقة مع العرب انهت حالة الحرب مع تلك الدول . جنون اسرائيل جاء بعد صدمة اسرائيل من استبسال شباب القدس في تصديهم للاحتلال ومستوطنية بالشيخ جراح وباب العامود وبعد توافد عشرات الالاف من الفلسطينين من كافة المدن والقري الفلسطينية المحتلة عام 1948 والالاف من الفلسطينين من الضفة الغربية ممن وجدوا طرقا التفافية وسافروا عبر الوديان والجبال ليصلوا للمسجد الاقصي للدفاع عن الاقصي والرباط في مساجده لاحياء ليلة السابع والعشرين ليلة القدر واقامة الصوات والشعائر الدينية وقراءة القران.
الحرب التي اشعلت اسرائيل شرارتها لن تقف عند بوابات الاقصي والايام القادمة ستثبت هذا وهي حرب من شانها ان تفجر المشهد في كافة ارجاء الدنيا ليس فقط الارض الفلسطينية لان حجم الجريمة كبير وجريمة اضرت كثيرا بمشاعر المسلمين في كافة ارجاء الدنيا خاصة انها تاتي في العشر الاواخر من رمضان ,لعل هذه االحرب تستدعي من العالم كلة بتشكيلاته المركزية وهيئاتة الاممية اتخاذ موقف حقيقي يجرم اسرائيل علي فعلتها ويحاكم قادتها واولهم “نتنياهو وقادة الشرطة والجيش ” الذين ارادوا لهذه الجريمة ان تقع بكافة تفاصيلها وعناصرها المتكاملة . ما قامت به اسرائيل جريمة ,الصمت عليها جريمة وهنا اشير الي الموقف العربي الرسمي والذي يعتبر صمته اشتراك في الجريمة الاسرائيلية من وراء الستار . مع اني استبعد اي رد عربي جامع ومسؤول من مجلس جامعة الدول العربية التي تجتمع اليوم لمناقشة ما يجري في القدس سوي الشجب والاستنكار ومطالبة اسرائيل بوقف هجمتهاعلي المقدسين والمسجد الاقصي ,واستبعد ان يكون هناك موقف حقيقي يتناسب مع حجم هذه الجريمة لترتقي لمطالبة “الامارات وعمان والبحرين والسودان والمغرب ” من تمزيق اتفاقيات التطبيع مع اسرائيل ورميها في سلال القمامة والطلب من سفراء “اسرائيل بالاردن ومصر والامارات” بمغادرة البلاد فورا لان الحدث اكبر من الاستمرار باي علاقة مع هذا الاحتلال عربيا وفلسطينيا ولم يعد هناك اي مبرر لبقاء السفراء وبقاء الاتفاقيات بعد هذا الاعتداء الكبير علي شرف الامة العربية ومقدساتها .
لن استثني الفلسطينين من الرد المناسب علي جريمة اسرائيل الخطيرة والكبيرة ولابد من رد شعبي ورسمي وفصائيلي يتناسب مع الحدث وخطورته ايضا فلعله يتوجب علي القيادة الفلسطينية الوقف الفوري والحقيقي بالتعامل مع كل الاتفاقيات والتفاهمات التي تربطاها باسرائيل والاعلان رسميا ان هذا الاحتلال العنصري المجرم لم يعد يمثل طرف يمكن التوصل معه لسلام يعيد المنطقة الي حالة الامن والاستقرار التي تنشهدها كافة الهيئات الاممية والقوي المركزية بالعالم ,مع الاستمرار في مقاضاة هذا الكيان المحتل المجرم امام الجنايات الدولية وتجهيز ملف اقتحام المسجد الاقصي لتقديمة لمحكمة الجنايات الدولية في اسرع وقت . اما عن الفصائل فصمتها لا معني له سوي انه تم شرائها بمال عربي وعليها ان تفتح نقاط اشتباك حقيقي مع هذا المحتل لتغير الواقع وتصويب المعادلة لان اي رد فعل باهت وضعيف في ظل امتلاك المقاومة الفلسطينية الالاف الصواريخ لن يفسر باكثر من ذلك . اما علي المستوي الدولي وخاصة ان مجلس الامن سيعقد جلسة مشاورات ونقاش للوضع في القدس وانتهاكات اسرائيل المتكررة للمسجد الاقصي وتهجير الفلسطينين قسراً من اراضيهم وبيوتهم فلا نتوقع اكثر من مطالبة لاسرائيل بضبط النفس وسعي الطرفان لاعادة الوضع الي ما كان عليه من هدوء مع لوم خجل لانتهاك اسرائيل المسجد الاقصي واقتحام حرماته وافراغ المصلين منه بالقوة العسكرية ولا اعتقد ان العالم سيتجاهل مطالبة اسرائيل باحترام قواعد القانون الدولي , لكنه لن يتخذ قرارات نافذه بتوفير الحماية للفلسطينين المدنين تحت الاحتلال خاصة في القدس ولن يتخذ قرارات تؤلم اسرائيل وتجبرها علي احترام كافة المواثيق والقواعد الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة .
اذا صمت العرب علي الاقل علي فعلة اسرائيل فان صمتهم جريمة واذا لم تخرج الشعوب العربية نصرة للاقصي وشعب فلسطين فاقول ان الشعوب العربية ماتت ودفنت ولن تقوم لها قائمة بعد اليوم حتي لو بلغ القمع السلطوي في العالم العربي مبلغ السيف من الرقبة , واذا لم تعرب الشعوب المسلمة عن غضبها من فعلة اسرائيل فان اسرائيل لن تتواني بعد اليوم في تكرار ما قامت به وسنشهد اقتحام دموي يومي للمسجد الاقصي حتي يتم تقسيمه زمانيا ومكانيا ويتم ترحيل الفلسطينين من احيائهم داخل المدينة المقدسة , اننا يمكن ان نتفهم جبن الحكام وانحيازهم لاسرائيل وخشيتهم من غضب ولي امرهم في تل ابيب ,ونتفهم ان صمتهم له مبرر واحد انهم احرص علي مصلحة اسرائيل من انتمائهم وعروبتهم ,ونتفهم ان صمتهم او شجبهم الخجول لما قامت به اسرائيل خشية علي عروشهم اذا ما غضب المحتل منهم . لكننا لا نتفهم صمت الشعوب وحق القدس عليها ان يغضبوا باي طريقة كانت وباي شكل كان المهم ان يغضبوا ويعبروا عن غضبهم هذا امام العالم ليعرف العالم وتعرف اسرائيل ان القدس قضية العرب ومازالت بالرغم من اتفاقات التطبيع المذل التي توصل اليها العرب واسرائيل وكانت علي حساب الفلسطينين وحقوقهم . لعل العالم العربي خاصة امام صورة واضحة لجبروت اسرائيل الذي دنس المقدسات واعتدي علي العقيدة ما يستدعي ان يستفيق الحكام المطبعين من غيبوبتهم ويعودوا الي رشدهم ويمزقوا اتفاقيات العار علي الهواء مباشرة وخاصة “اتفاقية ابرهام ” والا فهم شركاء اسرائيل في الاعتداء علي الاقصي من وراء الستار.
التعليقات مغلقة.