رسالة من تحت التراب إلى حكّامٌ العرب ( شعر ) نزار قباني

الأردن العربي – الجمعة 14/5/2021 م …



* أرسلها لنا الكاتب والباحث موسى عباس … مشكورا
** هذه القصيدة كتبها نزار قبّاني قبل وفاته.. 
وأوصى أن لا تُنْشَرْ إلا بعد وفاته.. 
على أن تؤرَّخ بالعام الذي توفّيَ فيه (30/4/1998) 
بُعَيْدَ الوفاة بفترة قصيرة…
ظهرت القصيدة وهي تُحاكي الواقع العربي بعد مرور أكثر من 23 سنة .
*************************************************************
من هــا هــنا..
من عالمي الجميل.،
أريد أن أقول للعرب..
الموت خلف بابكم ..
الموت في أحضانكم..
الموت يوغل في دمائكم..
وأنتم تتفرجون .. وترقصون .. وتلعبون ..
وتعبدون أبا لهب !
والقدس يحرقها الغزاة .. 
وأنتم تتفرّجون ..
وفي أحسن الأحوال.. تلقون الخطب !!!
لا تُقلِقوا موتي .. بآلاف الخطب !!!
أمضيت عمري أستثير سيوفكم ..
واخـــجــلـتاه …
سيوفكم صارت من خشب !
من ها هنا .. أريد أن أقول للعرب ..
يا إخوتي..
لا… لم تكونوا إخوة !
فأنا ما زلت في البئر العميقة ،
أشتكي من غدركم ..
وأبي ينام على الأسى ..
وأنتم تتآمرون ..
وعلى قميصي جئتم بدمٍ كذب !
واخــــجـلـتاه …
من ها هنا أريد أن أقول للعرب ..
ما زلت أسمع آخر الأنباء ..
ما زلت أسمع أمريكا تنام ..
طوبى لكم.. طوبى لكم ..
يا أيها العرب الكرام !
كم قلت ما صدّقتُم قولي ..
ما عاد فيكم نخوة .. غير الكلام !
لا تُقلِقوا موتي ..
فلقد تعبت ..
حتى أتعبتُ التعب ..
من ها هنا ..
أريد أن أقول للعرب ..
ما زلت أسمع أن “مونيكا” تدافع عن فضائحها ..
وتغسل عارها بدمائكم ..
ودماء أطفال العراق ..
وأنتم تتراقصون ..
فوق خازوق السلام !
يا ليتـكم كـنـتم ك”مونيكا” ..
فالعار يغسلكم ..
من رأسكم حتى الحذاء !
كل ما قمتم به هو أنكم ..
أشهرتم إعلامكم ..
ضد الهجوم .،
وجلستم في شرفة القصر تناجون.. النجوم!
واخـــجــلـتاه …
ماذا أقول إذا سّئلتُ هناك .. عن نسبي ؟!
ماذا أقول ؟
سأقول للتاريخ ..
أمّي لم تكن من نسلكم …
وأنا .. ما عدت أفتخر بالنسبِ !
لا ليس لي من إخوةٍ ..
فأنا بريء .. فأنا بريءٌ منكم ..
وأنا الذي أعلنت .. من قلب الدماء ..
ولسوف أعلن مرّةً أخرى هنا ..
موت العربِ !
نزار قباني من العالم الآخر 17/12/1998 الساعة الثانية فجرا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.