المناضلة الشيوعية السودانية فاطمة أحمد ابراهيم
الإثنين 2/5/1016 م …
الأردن العربي – كتب المدير العام …
المناضلة الشيوعية السودانية فاطمة أحمد ابراهيم مناضلة سودانية معروفة بانتمائها الصادق الى حزب الطليعة الثورية في السودان ( الحزب الشيوعي السوداني ) .
زوجها الشهيد المرحوم المناضل العمّالي والقائد الشيوعي الشفيع الشيخ الذي أعدمه الرئيس المجرم جعفر نميري عندما نكّل بالشيوعيين السودانيين عام 1971 م ، على إثر ما عرف ب(انقلاب هاشم العطا ) .
أخوها المرحوم صلاح ابراهيم الذي كان شيوعيا أيضا ولكنه فصل من الحزب عام 1958 م ، لأسباب لا مجال للخوض فيها الآن ، وكان أديبا وشاعرا ودبلوماسيّا متأثّرا في كلّ ما كتب بالنزعة والفكر اليساري .
تقول لي الصدبقة والرفيقة الدكتورة خديجة صفوت ، ردّا على بعض ما كتبت عندما نشرنا ” النشيد الأممي ” في هذه الزاوية : ” كيف اشكرك على تلك التحية التى اعادت لي ايام كنا نحتفل جماعيا بما يملا القلب بالعشم في السنين التى لم نعشها بعد؟
-لايمكننى التعبير عن غبطة تصورت اننى نسيت طعمها ورائحتها منذ وقت طويل ” .
بحثت عن طريقة أحيّي من خلالها الدكتورة خديجة وأذكّرها والقرّاء والمتصفّحين ، فوجدت أن نشر مادّة صحفية عن قامة وطنية باسقة كالمناضلة فاطمة ابراهيم ، قد يفي بالقصد الذي أرمي إليه ، وهو ” أننا لا ننسى مناضلينا ممّن كانوا روّادا في حركة التحرر العربية “.
هؤلاء الروّاد والرائدات هم الذين زرعوا بنا ذلك الإصرار على مواصلة النضال وعلى ضرورة التغيير وعلى أهمية الإنتماء الصادق لفكر الطبقة العاملة وعلى الإستعداد الدائم للتضحية في سبيل التحرر والإستقلال السياسي والإقتصادي لأوطاننا وشعوبنا .
* إذن دعونا نعتبر هذه المادة تحية خاصة للدكتورة خديجة صفوت .
** ملاحظة : المادة الصحفية منقولة ، وهي عبارة عن حوار أجرته الإعلامية ( روان الضامن ) مع المناضلة ( فاطمة ابراهيم ) ، وهي ( المقابلة ) زاخرة بالأخطاء الإملائية والقواعدية ، فضّلت ( للأمانة الصحفية والعلمية ) أن أبقيها على حالها دون تدخّل مني .
النص الكامل للمقابلة …
روان الضامن: هنا في الخرطوم قادت المظاهرات أضربت عن الطعام اعتقلت مرات ومرات حوكمت محاكمة عسكرية أعدم زوجها انتخبت أول امرأة نائب في البرلمان السوداني عام 1965 وما زالت تناضل فاطمة أحمد إبراهيم في رائدات.
النشأة وتأسيس الاتحاد النسائي
روان الضامن: ولدتِ في الخرطوم عام 1933 من أبوين متعلمين حصلا على التعليم في وقت كان التعليم فيه خصوصا للبنت يكاد يكون معدوما كيف حصل الوالد والوالدة على ذلك؟
فاطمة أحمد إبراهيم – مناضلة سودانية: كان جدي لأبي قاضيا في عهد المهدي قبل الاستعمار وكان جدي لأمي نائبا له للقاضي وكلاهما متعلم ومتدين فلما جاء الاستعمار البريطاني فصلهم الاثنان من وظائفهما واستوعب جدي لأمي كناظر لأول مدرسة أولية للأبناء للبنين قام جدي بخطوة جريئة جدا وهو إدخال أمي وأخواته في مدرسة البنين إذ لم تكن توجد حينذاك مدرسة للبنات في الخرطوم مشى لأبعد من ذلك لما خلصت أمي المدرسة الأولية كانت هنالك مدرسة بريطانية يدرس فيها فقط تدرس فيها بنات البريطانيين الذين يعملون في السودان فأدخلها في هذه المدرسة.
روان الضامن: كانت هذه مدرسة الإرسالية الإنجليزية اليوم اسمها الـ (Unity) أو مدرسة الاتحاد.
فاطمة أحمد إبراهيم: وكانت الإرسالية الإنجليزية فهي أصبحت أول بنت تتعلم اللغة الإنجليزية الوالد تم التعليم الأوسط وكان عندهم كلية واستمر فيها وتخرج.
روان الضامن: كلية غوردون الإنجليزية.
فاطمة أحمد إبراهيم: الإنجليزية.
روان الضامن: نعم والتي هي اليوم جزء من جامعة الخرطوم لكنه بعد ذلك يعني فصل من التدريس.
فاطمة أحمد إبراهيم: لأنه رفض أن يدرس اللغة الإنجليزية ففصل من مدرسة الحكومة التحق بمدرسة أهلية وأصبح معلما للغة العربية وللدين الإسلامي.
روان الضامن: لماذا رفض تدريس الإنجليزية؟
فاطمة أحمد إبراهيم: إغاظة للاستعمار البريطاني لأنه أنا أرفض تدرس لغتكم، علاقته بأمي كانت مميزة لأنه هما كانوا حريصين أن لازم يشتروا الصحف اليومية يوميا بعدين يجلسوا مع بعض هو يصتنت وهي تقرأ له كل الأخبار والمقالات اللي في الجرائد وبعدها هو يقرأ لها من الكتب الدينية ونحن من حولهم نلعب يعني نستمع لهذا.
روان الضامن: نشأتي يعني في أسرة مثقفة ومتدينة ومنشغلة بالوضع السياسي.
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم.
روان الضامن: وكانت الوالدة تقول لك إن قيمتك ليست في المظهر وإنما ما في داخل رأسك من معرفة.
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم كانت على طول ما تسمح لنا أن نقف أمام المرآة سوى لمحة من البصر روحي أقرأي جمالك ما في وجهك ولا في شعرك جمالك ما بداخل رأسك روحي أقرأي حتى كرهت أن أنظر لوجهي في المرأة من شدة ما هي كانت طوال الوقت وبعدين خلانا ده يعني نتعلم على أنه نحب القراءة كثير جدا كلنا.
روان الضامن: تنقلتِ يعني بحكم عمل الوالد كمعلم.
فاطمة أحمد إبراهيم: بلاد.
روان الضامن: في عدد من المدن غير الخرطوم.
فاطمة أحمد إبراهيم: البلدان.
روان الضامن: نعم.
“أول إضراب نسائي في السودان كان عام 1949 عندما احتجت طالبات ثانوية أم درمان العليا على قرار مديرة المدرسة إلغاء مادة العلوم بحجة أن السودانيات غير مؤهلات ذهنيا”
فاطمة أحمد إبراهيم: أم درمان رحنا مدني ورحنا بربر وده أثر فينا تأثير كبير جدا حقيقة. درست في المدرسة الثانوية أم درمان العليا وطبعا كانت أول مدرسة ثانوية للبنات في كل السودان وكانت وقتها مدير المدرسة بريطانية فقامت هي قررت أن تلغي لنا كل العلوم.. العلوم الطبيعية وكل العلوم وأدخلت لنا بس لغة الإنجليزية وتدبير منزلي والطبخ يعني الطبخ والمنزلي فقمنا احتجينا فقالت أنتم معشر البنات السودانيات ما مؤهلات ذهنيا لأي دراسة أخرى فقررنا أن نحرض الطالبات ليدخلوا في إضراب.
روان الضامن: كان هذا أول إضراب للطلاب للفتيات في السودان.
فاطمة أحمد إبراهيم: هذا أول إضراب نسائي في السودان.
روان الضامن: عام 1949.
فاطمة أحمد إبراهيم: عام 1949 بس فيلا البنات طوالي راحوا أعلنوا الإضراب دي كانت بقى في البلد حاجة ضخمة أنه كيف البنات وبعدين الإضراب ما ممارس اثنين حتى في البلدان الثانية ده عمل رجالي ما عمل نساء مما اضطرها أن هي تتراجع وترجعنا وترجع لنا كل الدروس اللي كنا بنأخذها ما في كانت شهادة سودانية كنا شهادة كامبردج.
روان الضامن: يعني وكانت الدراسة باللغة الإنجليزية لباقي المواد نعم.
فاطمة أحمد إبراهيم: أيوه المواد كلها.
روان الضامن: يعني رغم وعي الوالد لكن فاجأك برفضه أن تدخلي الجامعة بعد إنهائك الثانوية.
فاطمة أحمد إبراهيم: والدي قال أنا ما أدخل الجامعة فأمي تقول ليه وكيف أنت عرفت أنها هتجلس للامتحان وتدخل الجامعة تغير رأيك ليه ما كلمتني يقول لها بس أنا ما بأسمح لها.
روان الضامن: هل هذا حفزك على يعني الدخول في وتأسيس الاتحاد النسائي؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم فأنا من في الثانوي كنا نتكلم حول الموضوع ده أنه لازم النساء لازم نضع أيدينا مع بعض حتى أن نغير وضع المرأة ونقضي على العادات الضارة اللي تقلل من قدر المرأة ولذلك قمنا فكرنا في 1952 بتكوين الاتحاد النسائي وكوناه.
روان الضامن: هل تذكري أسماء يعني زميلات شاركنك في تأسيس الاتحاد النسائي وكانوا رائدات في هذا المجال؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم أذكر منهم الدكتورة خلدة زاهير، نفيسة أحمد الأمين، حاجة كاشف، عزيزة مكي، كانت ثريا إمبابي، عشان نمشي لقرية ما نمشي للنساء نطلب مقابلة مع العمدة أو الشيخ يبقى هو اللي يدعي لنا الناس العمدة أو الناظر يدعي لنا الناس ونقول له جيب الرجال الاجتماع الأول نساء ورجال قضية المرأة قضيتكم أيها الرجال ونجنب أنتوا تقولوا رأيكم النساء ذاتهم يقولوا رأيهم فيكم أنتم تقولوا رأيكم وهم يقولوا وإحنا نتدخل ده صح وده غلط ونتفق عليه بالأغلبية الساحقة أحسست أنه بعض الجرائد اليومية واللي طبعا كلها ما فيها نساء كل الجرائد ما فيها نساء أصبحوا يعني يهاجمونا على أساس أنه ما نمشي لأوسع من كده عايزين نعمل تنظيم نسائي اتحاد نسائي فأصبحوا يهاجمونا ولذلك أحسست بأنه ما ممكن إلا يكون عندنا صحيفة للمرأة ونحررها نحن وتدافع عن قضايا المرأة. كان رئيس الوزراء وقتها زميل والدي في كلية غوردون إسماعيل الأزهري لما جئت قلت له يا عمي أنا جئتك في كده كده يا عمي فقال لي كيف يا فاطمة ما أسمح دي قفزة ودي.. قلت له نحن ما هنغير أي شيء لا هنتخلى عن ثيابنا لا عن أخلاقنا لا عن أي حاجة بعدين حتى في المطبعة بما أنها كلها رجال نحن نشوف من بعض الرجال يصححوا البروفات بس لكن إحنا نجهزها ونرسلها يطبعوها يشيلوا لنا البروفات يجيبوها لنا وبنصحح هنا ونرجعها لهم يطبعوها ونحن نوزعها فقام قال لي بشرط ما تدخلوا في السياسة قلت له خلاص قبلنا الشرط نحن ما بندخل لكن أنا داخلي وفي حاجة تنفصل عن السياسة بقلبي خلاص يا عم أزهري بنعطيك إحنا الشرط فقال لي تمشي.
روان الضامن: وكانت صوت المرأة في عام 1955 انطلقت حتى قبل الاستقلال يعني.
فاطمة أحمد إبراهيم: انطلقت قبل الاستقلال.
روان الضامن: فكنت دخلت أيضا يعني في الحزب الشيوعي.
فاطمة أحمد إبراهيم: إخواني الاثنين كانوا في الحزب الشيوعي وصلاح كان من العناصر الله يرحمه النشطة يجيء لنا سرا يحكي لنا إيه هي الشيوعية إيه هو الحزب الشيوعي هدفه شو وطبعا مما يقول لنا إن هدفه الأول التخلص من الاستعمار ما عايزين نعرف الباقي بس الاستعمار إحنا دايرين نتخلص منه.
روان الضامن: يعني ألم تسمعي من الناس في مجتمع الخمسينات أن الحزب الشيوعي حزب الملحدين وأن التيار الشيوعي السوداني يعني منافي للدين؟
فاطمة أحمد إبراهيم: منافي للدين وبعدين يدعو للفساد والانحلال الخلقي وكده ده كله سمعنا به لكن أنا قلت أنا ما بأقدر الدعاية دي كلها أوقفها لكن أوقفها بشيء واحد بسلوكي أنا ما أقول له أنت أنا مسلمة ومؤمنة بالله ورسوله وبأدي صلاتي ما بأصوم لأني عند السكر بس مريضة لكن ما أقوله على الإطلاق أخليه يقول زي ما عايز ورب العالمين هو الحكم.
روان الضامن: يعني أنت تقولين إن الإسلام أعطى المرأة حقوقها ولكن الخطأ هو في التطبيق غير السليم للإسلام.
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم بالمناسبة هذه نقطة مهمة جدا لأنه هم يستغلوا الإسلام ضدنا أنا ركزت على أني أدرس الإسلام أعرف رأي الإسلام في المرأة شو اكتشفت أن الإسلام لم يظلم المرأة على الإطلاق طيب قوموا يقولوا ما يخرج البنات طلقنهم اطلعوا وأقوم أرد عليهم أقول لهم لعلكم تذكروا أن سيدتنا عائشة رضي عليها عنها زوجة الرسول خرجت من منزله لما كانت هناك معركة بين فريقين من خلفاء الرسول وأصحابه ومن بينهم على بن طالب ابن عم الرسول طلعت لواقعة الجمل سميت واقعة الجمل لأنها كانت على ظهر جمله دي زوجة الرسول أما نحن ممنوع علينا الخروج وممنوع علينا نقف ضد الرجال أللي ضد المرأة نطلع ونحقق هذا فبالإسلام ذاته ألقمتهم حجر منظرنا كلنا واحدة أن هي تعمل أي شيء يفسر بأنه ضد الإسلام لازم نلتزم وكل نقول للشابات نقول لهم الإسلام لم يظلم المرأة إطلاقا لم يظلم المرأة بعدين حاجة ثانية ما تطلع كيف طيب إذا كان الاختلاط ممنوع ربنا سبحانه وتعالى جعل الطواف في مكة المكرمة مختلط ليه كمان مختلط بتحاكك الأجساد والرجال شبه عرايا يبقى الإسلام ليس ضد الاختلاط إطلاقا ولا ضد خروج المرأة للعمل إطلاقا بل أنتم يا راجعيين يا متخلفين، بعد الانقلاب عبود زميلتنا رحمة الله عليها اسمها فوزية اليمنية يعني عظيمة جدا في رسم الكاريكاتير الساخر وتعليقاتها ساخرة جدا فخصصنا صفحتين في وسط مجلة صوت المرأة فترسم منظر الرئيس وبعدين ما عنده رقبة يعني رأسه وجسمه كده المجلة اختطفوها في دقائق فقام طوالي وزير الإعلام استدعوني أنا كرئيسة تحرير داير يحاسبني جاءني إيه اللي بتعملوا فيه قلت له عملنا إيه وحاطط المجلة أمامه ترسموا الرئيس بالصورة دي وترسموني أنا.. أنا ببرود شديد قلت له الصورة تشبهكم نحن ما قصدنا إحنا رسمناها لكن إذا طلع أنت تفتكر أنها طلعت تشبهك على كيفك أنت وعلى كيف الرئيس نحن ما قصدنا رسمنا ساكت هي جاءت بالصدفة أنت نحن ما قلنا ولا القراء قالوا تشبهك يقوم خبيثة بأعطلها ثلاثة شهور يعطلوا ترجع وين من طلع تطلعهم أسوأ من الأول.
إحسان فقيري – ناشطة في الاتحاد النسائي منذ الستينات: في يوم من الأيام إحنا قاعدين نتصفح في صوت المرأة بعد ما جابوها لنا جاء البوليس يتكلم مع الناظر وسحبوا منا صوت المرأة من أيدينا فما فهمنا نحن ليش قالوا والله صوت المرأة دية تقف ضد نظام عبود.
** محاسن محمد عبد العال- ناشطة في الاتحاد النسائي منذ الخمسينات: في المرأة السودانية سيرت أول موكب احتجاج على اعتقال المناضلة جميل بوحيرد من دار الاتحاد النسائي في أم درمان للسفارة الفرنسية ده كان أول موكب تسيره المرأة السودانية أيام عبود.
روان الضامن: شاركت الحركة النسائية مع القوى الوطنية في ثورة أكتوبر عام 1964 ضد نظام عبود العسكري؟
فاطمة أحمد إبراهيم: استشهدت بخيتة الحفيان وكانت معنا في المظاهرات ورصصونا.
روان الضامن: في ظل الحكم المدني بعد 1964 تم انتخابك كأول نائب في البرلمان السوداني كامرأة عام 1965 يعني وكان هذا حدث هام جدا في السودان كأول امرأة منتخبة في البرلمان ومستقلة أيضا يعني وكتبت قصائد عديدة يعني السودانيون يحبون الشعر..
فاطمة أحمد إبراهيم: الشعر نعم..
روان الضامن: بشكل خاص يعني أذكر منها يعني قصيدة في عام 1965 للدكتور مبارك الخليفة فرحة غمرت جوانح أمتي شقت طريق ضيائها في مهجتي لحنا جديدا ناعما لحنا قويا عارما لحنا يسمى فاطمة. يعني ماذا كانت مشاعرك في أول يوم للبرلمان وأن تدخلين فيه.
فاطمة أحمد إبراهيم: والله كانت تجربة عظيمة وتجربة خطيرة في نفس الوقت أنا كنت رقم 3 في قائمة الأصوات يعني كانت مرتفعة جدا اللي صوتوا إلي ولذلك كانت ضربة قاسية لأعداء المرأة يعني أنه كمان يصوت لي هذا العدد خصوصا اللي صوتوا رجال وبعدين انتقاد للحكومة رهيب أي حاجة أنتقدها فدي حببت الناس اللي ما قادرين هم يقولوه بيجوا هم يسمعوني أنا بأنتقد الأشياء داخل البرلمان فعملت زيارة للجنوب رحت ملكال فأنا داخلة على المستشفى لقيت طفل صغير جنوبي بيرجف أنا ألف عشان ناويه أتبناه وبأخذه معي قال ليه كويس لفيت وين الطفل قال لي هرب فضلت أبكي وهاجمتهم هجوم لا هوادة فيه وحصل لي حالة نفسية فظيعة رفضت أمشي بعد الجولة لقيت امرأة قالت لي قابلة وأنا أرسلوني لك اسمهم الأناني المتمردين أرسلوني لك وقالوا لك عايزين يقابلوك في الغابة.
روان الضامن: متمردين جنوبيين كانوا ضد الحكومة.
فاطمة أحمد إبراهيم: ضد الحكومة.
روان الضامن: نعم.
فاطمة أحمد إبراهيم : مشيت للغابة يعني استقبلوني استقبال عظيم وقالوا لي إحنا اهتمينا لأنك أول شمالي يبكي علينا وتبقى من جواك لو كنت تكلمتِ زي ما نقول كذب لكن بدمعوك أنت بكيتِ لطفل مننا عشان كده نحن جاين نشكرك ونقول لك عشان نوريكِ باقي الماسي هنوديك قرية قريبة قلت لهم جدا والله ساقوني القرية أنا كدت يغمى علي من البكاء كالهياكل العظمية بعدين ساكنين في جحور لأن الطقس بارد جدا وما عندهم ما يغطي به أجسادهم أما قال لي بيسموه هو الكجور ده شيخهم أو رئيسهم القبلي بيؤمنوا به وأن هو قديس يعني عنده قداسة وبعدين لافف الجزء ده وهنا عاري يعني ضلعه أنا ممكن أحسبه ضلع فأنفجرت كمان بكاء اصله ما معقول فجاء طوالي وقالوا لي قال عايز يباركك قلت له جدا فدي كانت بالنسبة لي زيارة تاريخية.
حل الاتحاد النسائي وإعدام الشفيع
روان الضامن: عام 1966 تزوجت فاطمة أحمد إبراهيم من النقابي الشفيع أحمد الشيخ الذي كان مدافعا صلبا عن حقوق العمال وسجن في عهد الانتداب البريطاني ونظام عبود العسكري وحصل من فرنسا على وسام السلام ومن روسيا على وسام لينين ووصل إلى منصب نائب رئيس اتحاد عمال العالم وقرر الشفيع وفاطمة أن يكون زفافهما شعبيا محاربا عادات البذخ.
فاطمة أحمد إبراهيم: رفضنا العادات قررنا الدعوة تكون عن طريق وسائل الإعلام وصار سائقين الباصات يا ركاب مثلا غدا أو بعد غد زواج النائبة فاطمة أحمد إبراهيم من النقابي الشفيع والدعوة عامة لكم وجبنا كراسي كثيرة ملئنا الميدان كله.
روان الضامن: ميدان عام ميدان الربيع.
فاطمة أحمد إبراهيم: ميدان الربيع إحنا فجأة أشوف لك كل الشحاذين والعمال والعتال اللي ما مدعوين واقفين جاريين نحن استغربنا الحاصل إيه نلتفت نلقى في لوري مليان موز وهم طلعوا كلهم ويتشاكلوا أن يخطفوا الموز قمت أنا وقفت قلت لهم اليوم أنا والشفيع أسعد الناس لأنه في زواجنا هذا الكم من الهائل من الفقراء اللي ما يتذوقوا ما عندهم إمكانية يأكلوا الموز أكلوه اليوم في زواجنا.
روان الضامن: التقيتِ أنتِ والشفيع يعني أريد أن أتوقف عند ذلك مع الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 هنا في الخرطوم يعني ماذا تذكرين عن ذلك؟
فاطمة أحمد إبراهيم: حقيقة جمال عبد الناصر جاء هنا هو أبدى إعجابه بالحركة النسائية إنها اتحادكم النسائي قاعدي وكونكم تضموا نساء حتى من القرى فروع منها في القرى في كل أنحاء السودان دي حاجة عظيمة جدا.
** إحسان فقيري: أقول لك كلام لما أنا عايز أمشي تشيكوسلوفاكيا بالأول الوالد الله يرحمه رفض قامت أمي قالت له ليش أنت رفضت ما تمشى تدرس في تشيكوسلوفاكيا قال لها الزمن أنا أرسل بنتي بعيد مع الخواجات وما معروف اللي بيحصل شنو البعثة أصلا هي جاءت من وين قالت جاءت من الاتحاد النسائي قالها يعني أنت عايزة تقولي أستاذة فاطمة أحمد إبراهيم قالت البنات يمشوا بره وعلى مسؤولياتها وجيونا لنا راجعين قالت أيوه قال لها خلاص يمشوا.
روان الضامن: هذه الحقوق كلها والتقدم الذي حصل للمرأة بعد مايو 1969 ويعني الحكم العسكري الثاني مع الجعفري النميري يعني كثير من هذه الحقوق لم تستمر خصوصا مع حل الاتحاد النسائي في أبريل 1971 يعني ماذا تذكرين عن ذلك؟
“جعفر النميري حاول أن يظهر بأنه ديمقراطي ومرن ومهتم بالحركة النسائية والحركة النقابية”
فاطمة أحمد إبراهيم: جعفر النميري يعني أول ما جاء حاول أن هو يبدي أن هو ديمقراطي وعنده مرونة مهتم بالحركة النسائية والحركة النقابية وكده كان الشفيع مسافر لمؤتمر نقابات عالمي فهو ضرب تليفون بنفسه قال لي للشفيع عايزك تجيء لي الشفيع قال له يا ريس أنا طالع الآن للمطار لأني مسافر عندي مؤتمر عالمي قال له أنا بأؤخر لك الطائرة مر علي الشفيع قال لي خلاص فمر عليه لكن من هناك مباشرة على المطار سافر للمؤتمر بعد طلع منه بثينة زوجة النميري ضربت لي قالت لي فاطمة عايزنيك تجيء تتغدي معنا اليوم أيوه طبعا الشفيع مش موجود قلت لها جدا بأجيء لكم قمت ركبت ورحت لهم فإحنا أثناء الغداء قام قال لي يا فاطمة أنا حقيقة داير أعملك وزيرة المرأة والشؤون الاجتماعية قلت له أشكرك سيدي الرئيس أن تعمل المرأة وزيرة لكن أنا ما أرضى تعيني وزيرة على الإطلاق إذا أنت عايزني وزيرة المرأة اعمل اجتماع دعوة عامة للنساء يجيء يرشحوا اللي يشوفها مناسبة ويصوتوا لها إذا أنا أو غيري الأغلبية اللي تقول ده تبقى هي الوزيرة والله العظيم لما ضرب المنضدة بيده الصحون طارت أنت وزوجك قررتم تهينوني قلت له شنو زوجي لقيته وين أنا عرضت عليه يبقى وزير عمل يقول لي نفس كلامك خلي موظفي وعمال وزارة العمل ينتخبوا وزيرهم اتفقتم قلت له قابلته فين هو جاءك قبلها إحنا كنا عارفين ما في قلبك ولا نواياك أنت كلمته منك مشي على المطار أكون لقيته وين لكن أصل تزوجنا بعض ليه لأنه أفكارنا ملتقية.
روان الضامن: هذا هو الشفيع مع فاطمة وشقيقتها ووالدتها وابنهما أحمد في استقبال نقابيين في الخرطوم عام 1971 كان ابنهما أحمد في الثانية من عمره لكن الصيف الحار كان يخبئ ما عرف بانقلاب هاشم العطا مع مجموعة من الشيوعيين ضد نظام جعفر النميري سمع الشفيع بخبر الانقلاب وهو في منزله من أخيه الدكتور الهادي ورفض أن يؤيد الانقلاب والمظاهرات الداعمة له فشل الانقلاب وعاد النميري أقوى من ذي قبل لينتقم من مدبري الانقلاب ورآها النظام فرصة لمساومة الشفيع على مبادئه.
فاطمة أحمد إبراهيم: وقدر ما حاولوا إخوانه دكتور الهادي والمنصور الله يرحمه وصلاح أخوي أن يقنعوه ما يمشي اتحاد النقابات أصر قال العمال هيفتقدوني يقولوا اختفيت وين واختفيت ليه فقام طلع ورايح على اتحاد النقابات اعتقلوه في الطريق وطوالي أخذوه للشجرة.
روان الضامن: منطقة عسكرية الشجرة.
فاطمة أحمد إبراهيم: منطقة عسكرية الشجرة فبدؤوا يعذبوه يعني واحد من الحكومة العسكرية اسمه أبو القاسم محمد إبراهيم يسكن بري وكان في الجيش هو اللي تولى ضربه وتعذيبه.
الهادي أحمد الشيخ – شقيق الشفيع: و لي صديق يجلس في نفس المكان اللي فيه الشفيع وكان موجود فقال جاء الأخ أبو القاسم محمد إبراهيم وكان عضو مجلس الثورة فقال يعني سأل الشفيع عبد الخالق فين؟ فقال له بشرفي لا أدري فقال له أنت عندك شرف راح ضربه وبعدين أخذوه معه ست عساكر أخذوه على مسافة 100 متر كده وضرب شديد جدا جاءنا الأخ اسمه الميرغني كان حكمدار السجن وسجل لنا شريط أنا وفاطمة فقال وصل الشفيع وكان عليه عذب ضرب شديد جدا قول دخلوه في طريقة للمشنقة فقال كان يهتف بحياة نضال الطبقة العاملة وإلى آخره الميرغني يقول له أنت يعني لم تقل أشياء يعني تحدثت في السياسة كثير فقل حاجة لربك دلوقتي فقال الميرغني أنا صليت قبل أن أحضر لهنا وبس عندي جملتين ثلاثة سياسات أقولهم وبعد كده الميرغني قال له تتلو معي اشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله الموت حق والحياة باطلة فتلاها ثلاث مرات وبعد كده قال للشفيع سأله قال له خلاص ياعم ميرغني قال له نعم قال له مع السلامة.
روان الضامن: هل كنتِ يعني بمن أن الشفيع لم يكن مرتبطا بالانقلاب هل كنتِ تتوقعين إعدامه؟
فاطمة أحمد إبراهيم: إطلاقا لأنه ما كان هو كان ضده كمان لكن هم قصدوا النميري قصد وعارف أنه ما مشترك لكن قصدوا أن يتخلصوا منه دكتور الهادي اتصل بواحد فيهم فوراه العلامة اللي في قبر الشهيد والشهداء الآخرين فمشيت يعني الحقيقة انهارت وقرأت له الفاتحة وقرأت له آيات من القرآن جثوت أمام قبره وعاهدته أمام الله أن لا يدخل علي زوج رجل بعده مدة حياتي وأن أربي أحمد تربية ترفع رأسه في قبره وأن أسير في نفس الطريق لو أدى بي لنفس نهايته عاهدته على هذه ولازالت محتفظة وسأحتفظ إلى أن أموت.
الاعتقال والعمل في البرلمان
روان الضامن: بعيد إعدام الشفيع فُرضت الإقامة الجبرية على فاطمة في هذا المنزل لعامين ونصف العام وتبع ذلك اعتقالات متتالية لها.
فاطمة أحمد إبراهيم: مرة في سجن رجال مع رجال وفيهم قتلة في الزنزانة لكن حقيقة احترموني احترام لا حد له لما جئت وقفوا على حيلهم وبعدين صمت فطلبت القاضي جاءني القاضي فقال القاضي امرأة وسط رجال مجرمين قلت له لا يا سيد القاضي هؤلاء ما مجرمين المجرم جعفر النميري فاطمة لقاضي الحكاية شنو كل ما نقول ننقذك أنت ِ قلت له أنا لما جئت ولا واحد ما رفع عينه علي ما رفعوا عينهم علي واللي دخلهم هنا الحكومة اللي ما وفرت لهم عمل شريف يعيشوا من وين يسرقوا يخطفوا ينهبوا يقتلوا يعني الزنزانة أنا ما أقدر أمد رجلي يعني رجلي كده بعدين الذيل في الحائط ده ورأسي وظهري في الحائط الثاني يدي كده يعني حاجة بطالة.
روان الضامن: مَن كان يعتني بأحمد يعني في هذه المرحلة وهو صغير وأنتِ في عدة اعتقالات؟
فاطمة أحمد إبراهيم: كانت ابنة أختي مريم العاقب وهي كانت موظفة يعني طبعا كنا خائفين عليه أن ينتقموا فيه هو ولذلك كان الإشراف عليه ما عملية سهلة أنا دخلت للناظر بقيت أنا أول ما أجيء يفتحوا لي الباب قبال عشر دقائق بأقف ما أوريهم وجهي لكن بأقف كده في الزاوية لما أدخل أخذ ولدي من يده أطلع روان به.
روان الضامن: ولذلك حرصتِ ِعلى إبعاده عن السياسة.
فاطمة أحمد إبراهيم: لذلك حرصت على إبعاده عن السياسة خالص.
روان الضامن: اليوم أحمد طبيب ولفاطمة أربعة أحفاد.
فاطمة أحمد إبراهيم: ولأول مرة في تاريخ السودان تسجن نساء سياسات وأصروا أن يخلونا مع القاتلات والسارقات في مكان واحد.
روان الضامن: عدة مرات في هذا السجن كنتِ.
فاطمة أحمد إبراهيم: في السجن ده زي مرتين ثلاثة كده.
روان الضامن: في مرة منها كانت طويلة بحدود ست أشهر.
فاطمة أحمد إبراهيم: آه كانت واحدة طويلة بعد ذلك بيقولوا بأنه السجن ما عمل لي حاجة فقام قرر يرسلني لمحكمة عسكرية أعلن النميري بكل وسائل الإعلام لقد تم اعتقال هذه المرأة أم لسان طويل واللي هي هاجمتني وشتمتني سأقدمها لمحكمة طوارئ عسكرية ليقذفوا بها في السجن إلى مدى الحياة إلى أن تموت نطق بالحكم قبل ما يرسلني الشاهد ضدي شاهد الاتهام فسأله القاضي هل أنت كنت هناك قال أيوه هل سمعتها قال أيوه قال قالت إيه ليه ألقيتم القبض قال أنا ما بأقدر أقول الكلام اسألها هي قال له قلت لك تكلم قال لا أنا ما بأقدر اسألها قال ليه تكلم أنت تفتكر أنا وزوجي مضحيين بحياتنا بندخل السجون ليه ما عشان خاطرك أنت رجل بوليس أنت شرطي روح شوف وشك في المرآة أنت عندك فقر دم وفاقد سوائل قالت رحت شوفتِ وجهي في المرآة لقيتها صدقت ده أول ما قال صدقت، القاضي على المعاون غطوا وجههم والناس تضحك ما قدروا لأنه ضعيف جدا لقيتها صدقت.
** ثريا التهامي – ناشطة في الاتحاد النسائي: فهذه المحكمة كانت في نمرة 2 نمرة 2 في صينية دائرية حواليها عدد كبير جدا من الشوارع فكنا نقوم نحتشد من قبل الشروق لأنه قبل الشروق طبعا هم ينقلوها من القسم الشرقي بيجيبوها حوالي الساعة 10 إلى المحكمة نحن في العادة نطلع بدري جدا نكون مدسوسين في الشوارع الجانبية لغاية ما تجيء العربية جايبه الأستاذة فاطمة نقابلها بهتاف فلما تعبوا اليوم الثالث حاولوا يعني.
روان الضامن: يعني من الخامسة صباحا للعاشرة صباحا بالشوارع.
** ثريا التهامي: لغاية 10 نحن في الشوارع الجانبية بنقعد اكتشفوا الحكاية دي حاولوا يحاصروا المحكمة فاليوم ده جئنا أبدر ومش بدل ما نكون برة عشان ما يطلعونا طوالي وقفنا حول المحكمة ده اليوم اللي نطقوا فيه بالحكم وكان ذكر الرئيس النميري بطائرة كان يحلق هليكوبتر حول المحكمة.
فاطمة أحمد إبراهيم: قالوا له لو حاكمناها هتقوم ثورة راح قال أطلقوا سراحها.
روان الضامن: يعني تقريبا قرابة عشرين سنة من هذه الاعتقالات والصعوبات المتتالية يعني وفي نوفمبر تشرين الثاني 1990 قررتِ الذهاب إلى لندن للعلاج ونصحكِ أفراد الأسرة بالبقاء في لندن يعني ما هي الأعمال التي قمتي بها في بريطانيا آنذاك؟
فاطمة أحمد إبراهيم: بدأنا ماشينا بقافلة للسلام في الجنوب وكان الشهيد قرنق يعني اهتم بنا جدا وأعطى لنا قافلة تمشي معنا.
روان الضامن: جون قرنق من الحركة الشعبية في جنوب السودان.
فاطمة أحمد إبراهيم: رئيس الحركة الشعبية.
روان الضامن: تبنيت قضية الجنوب وشاركت في أكثر من مؤتمر أوروبي لشرح قضية الجنوب يعني ما ردود الفعل لذلك؟
فاطمة أحمد إبراهيم: دي تركت أثر كبير جدا وسط الناس في الجنوب خصوصا قافلة السلام كلها شماليين مهتمين بهم يعني مش أنا وحدي كان عندنا نشاط واسع جدا في لندن.
روان الضامن: يعني يعيش العرب المغتربون مفارقة بين كونهم يستطيعون الكلام والعمل بحرية في الغرب ويعلمون أن الغرب كان وما زال له اليد الطولى في معاناة بلادهم يعني كيف يعني يتفاعل المناضل أو المناضلة العربية مع هذا الوضع؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم سؤال جيد حقيقة يعني نعرف أنه هذه هي الدول التي استعمرتنا ولا زالت ترغب في استعمارنا ولازالت تمتص ثرواتنا ده كله نحن كنا عارفينه لكن اللي كان واضح عندنا أن ليس كل الشعب مع حكوماته.
روان الضامن: هل لأجل ذلك يعني عملتي كتاب من كتبك العديدة باللغة الإنجليزية بعنوان صرخة مدوية؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم عشان يقرؤوه ووزعناه عليهم وزعناه على معظم المنظمات البريطانية.
روان الضامن: ولذلك رشحتك عام 1991 يعني الوفود العربية والإفريقية لرئاسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي؟
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم.
روان الضامن: أول مسلمة إفريقية عربية وأيضا أول امرأة من العالم الثالث.
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم والله كانت تجربة عظيمة وفريدة بالنسبة لي كنت باستمرار أقول لهم ما في يد واحدة تصفق على الإطلاق إلا الأيادي بالعشرة أصابع حتى تصفق يبقى أنا ما نلت هذا المنصب لأن أنا عالمة ولا ذكية لا أي شيء ده عُمل بالإتحاد النسائي السوداني قاعدة وقيادة عملي الآن في قمة هذا التنظيم العالمي الديمقراطي هيكون قاعدة كلكم معي أنا ما بأقدر أعمل شيء ولا بدعي ولذلك تتعاونوا معي عشان إحنا نعمل طبعا بعضهم استجاب والبعض الآخر ما كانوا قابلين أن واحدة سوداء ومن العالم الثالث تجيء تبقى رئيسة يعني تغاضيت عن أي حاجة كأنه ما فهمانة إيش ثم قامت الأمم المتحدة قرروا يعطوني جائزة على أساس.
روان الضامن: يعني حصلتِ أنتِ على عشرات الجوائز.
فاطمة أحمد إبراهيم: الجوائز.
روان الضامن: والشهادات والتقدير.
** أولريك فريتاج – رئيسة مركز الدراسات الشرقية المعاصرة: فاطمة إبراهيم أعتقد الذي عملته من ناحية تغيير الأوضاع القانونية للمرأة السودانية أو من حيث منع شغل الأولاد في السودان وفي الوطن العربي كل هذه الأعمال لها أهمية إلى حد اليوم.
روان الضامن: من لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
فاطمة أحمد إبراهيم: حقوق الإنسان.
روان الضامن: عام 1993 واستلمت الجائزة في قاعة الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
فاطمة أحمد إبراهيم: من بطرس غالي.
روان الضامن: نعم كان الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بطرس غالي.
فاطمة أحمد إبراهيم: بطرس غالي.
روان الضامن: يعني في عام 1996 حصلتِ على الدكتوراه الفخرية من قسم الدراسات الإفريقية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس نتيجة لبحث قدمته عن تجربة الاتحاد النسائي وواقع المرأة في إفريقيا يعني حديثنا عن تلك التجربة.
فاطمة أحمد إبراهيم: شكرا لك اللي ذكرتيني لها وضعوا لي لافتة كاتبين فيها الدكتور فاطمة أحمد إبراهيم قلت لها أنا لما أرسلت لكم قلت لكم أنا خلصت المرحلة الثانوية وقوبلت في جامعة الخرطوم والدي رفض فما دخلت الجامعة كيف تقولوا لي أعطيناك بقيتي دكتورة ثانيا العمل اللي أنا قدمته لكم ده عمل الاتحاد النسائي ولذلك ما تقولوا لي يا دكتور فاطمة قالت لي خلاص نكتب دكتور الاتحاد النسائي.
روان الضامن: بعد الاتفاق الذي تم بين التجمع الوطني الديمقراطي المعارض والحكومة السودانية في عام 2005 يعني قررتِ العودة إلى السودان في أوائل عام 2006 كان استقبال حافل بعودتك إلى أرض الوطن ويعني تم ترشيحك من قبل الحزب لتكوني عضو في المجلس الوطني وهو ما يقابل البرلمان يعني ما الفرق الذي وجدتيه بين البرلمان الذي دخلتيه لأول مرة عام 1965 والبرلمان اليوم في 2007؟
فاطمة أحمد إبراهيم: فرق كبير لأنه البرلمان الأول كان عن طريق الانتخاب الحر برلمان شرعي دي الشرعية هذا البرلمان جاء بحكومة استلمت السلطة رغما عن أنفنا بانقلاب عسكري هي قررت أن تختلف عن الأنظمة العسكرية الثانية بأنها تفتح مساحة للقوى السياسية الأخرى ولذلك دي فرصتي لأنه إذا ما دخلت هنا صوتي ما يكون مسموع وربما الصحف ما تنشر ليه لأنها تخاف يعطلوها.
** يس محمد نور يس – عضو المجلس الوطني السوداني: نحن نكن احترام خاص للأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم وعلى الرغم من تباين مذاهبنا ومنهاجنا الفكرية معها ولكنها امرأة تستحق الاحترام وما ذلك إلا لعصاميتها ثم لجرأتها في اقتحام هذا المجال الذي لم تسبق عليها امرأة من قبل ثم صبرها ومثابرتها في التعاطي مع الشأن العام وهي سودانية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.
روان الضامن: أنتِ ناشطة في العمل يعني السياسي والعمل النسائي العام منذ قبل الاستقلال لكن تقولين جملة شهيرة لك تسرب استقلال السودان من بين أيدينا ماذا تقصدين بذلك؟
فاطمة أحمد إبراهيم: وهذه حقيقة ناضل الشعب السوداني من أجل الاستقلال وخرج الاستعمار البريطاني خرج فقط بجيشه وحكامه ولكن بقي عملاؤه وأياديه الخفية لازالت هي التي تتحكم في مستقبل بلادنا وزاد عليها إحنا استعمرونا البريطانيين فقط زاد عليها الاستعمار الأميركي الذي لم يحضر بجيوشه ولكن أياديه الخفية وعملاؤه هم اللي يتحكموا في مصيرنا أصبحوا عندنا اثنين وما يكون في واحد ثالث خفي كمان هؤلاء الاثنين هم اللي يتحكموا فينا مين اللي يحكم من السودانيين.
روان الضامن: يعني السودان هي أكبر دولة مساحة في الوطن العربي وأكبر مساحة حتى في جميع دول إفريقيا يعني هل تعتقدين من خبرتك الطويلة أن السودان يعني ضمن النظام العالمي الجديد مخطط لها أن تتقسم أن يتم تقسيم السودان يعني.
فاطمة أحمد إبراهيم: نعم مخطط لها أن تمتص في الأول كل ثرواتها وبكل أسف البريطانيين والأميركان يعرفون أماكن ثرواتنا أكثر مننا أكثر من حكوماتنا هم يعرفون أين ثروات السودان أين البترول أين الذهب أين الأحجار الكريمة كلها يعرفون ربنا سبحانه وتعالى قال {الحج لمن استطاع إليه سبيلا} أنا ما مستطيعة أنت تأخذونها من الميزانية العامة من أموال الدولة وهنالك من هم أحق من الحج شفتي كيف هم الأطفال المشردين في الشوارع أحق بهذه الأموال أنتم كل سنة وزرائكم كلهم يحجوا ويسوقوا أسرهم حتى الأطفال الرضع.
روان الضامن: حياكِ الرئيس الحالي عمر البشير العام الماضي وكتبتي له رسالة عبر الصحف يعني تنتقدين فيها الفقر والغلاء ومهاجمة الشرطة لبعض المتظاهرين الذين يتظاهروا ضد الفقر والغلاء وكتبتي له يعني تقولين أدعوك أن تطبق العدل فإن فعلت فسوف يجزيك الله خير الجزاء وإن لم تفعل فسوف يعاقبك الله ألا تجدين أن التعبير هكذا يعني دون مجاملات ودون تلوين شيئا غريبا في اللعبة السياسية؟
فاطمة أحمد إبراهيم : هو حقيقة يمكن في اللعبة السياسية ما ممارس لكن أنا تربيت في بيئة والدي كان رجل يقول الحق حتى لو على نفسه والدتي كانت متعلمة وبرضه ما كانت تخفي عنا حاجة الطريقة اللي أنشؤوني عليها أن نقول الحق حتى ولو على أنفسنا أنا كنت بأقف في الطريق وأواجه الحكام ده ورثناه من والدنا.
روان الضامن: يعني هل نستطيع نسميك النائبة المتمردة؟
فاطمة أحمد إبراهيم: أنا حقيقة متمردة ما أنا براي، كلنا كلهم متمردين مهما حصل لي أستمر أناضل إلى أن أموت.
التعليقات مغلقة.