الصراع مع إسرائيل .. وجودي / عبد الحفيظ ابو قاعود

 

 

عبد الحفيظ ابو قاعود ( الأردن ) الإثنين 2/2/2015 م …

 

فشل “مشروع كيري “للمفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية كشف عن السرالاهم في تاريخ الصراع الربي الاسرائيلي ، بان الخطة إلاسرائيلية الجيوسياسية / القطاع المزدوج/؛ أستهدفت الأحتفاظ بغورالاردن الغربي لضرورات أمنية وسياسيه، الجزء الشرقي من القطاع المزدوج،الذي نفذ وينفذ بموجب الخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية منذ عام 1976، بعدم قدرة إسرائيل بالتخلي عن اراض محتلة في عام 1967 من ناحية ، ومن ناحية ثانية عدم قدرة سلطة رام الله التنازل عن حق العودة بالقبول بالتعويضات ؛شكلت عقدة جديدة مركبة ومعقدة غير قابلة للحل في معادلة الصراع.

نتائج حرب تدمير غزه الثالثة2014 ؛شكلت في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي حادثا نوعيا مضافا في استعادة مساره العام الطبيعي دورات حروب ،بعد ان تحقق لمحور المقاومة استكمال منظومة التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل في الجبهات الشرقية والشمالية والجنوبية .
الحرب التدميريه على غزه أستهدفت تحقيق هدفين رئسيين ،بالاضافه الى اهداف فرعية اخرى ،هما ؛
الاول :- تأهيل “مصر السيسي ” بالاستمرار في المسار الاستلامي الساداتي ،وعدم الغاء مذكرة التفاهم والتعاون العسكري مع الولايات المتحدة الامريكية لعام 1988،والبقاء عضوا في منظومة التحالف الامني الاقليمي لمواجهة محور المقاومة العربي الاسلامي عبر منح البترودولار.
الثاني :- تدميرالجبهة الجنوبية للتمهيد لتسوية دائمة شاملة مذلة ومقبولة من طرف عربي بعينه ،هو حل يسعى إليه “النظام الاسرائيلي” في هذه المرحلة ،وليس مجرد التوصل الى اتفاقيات سلام مرحلية أو دائمة مع العرب؛وإنه يعمل على تهويد فلسطين المحتلة مقابل أمن “أنظمة المنطقة” ،وهو في ذات الوقت يدعي انه لا يستطيع ان يتنازل عن أراض يعتبرها ضرورية لامنه ومستقبله السياسي.
النظام الاسرائيلي يدعي، أنه يتمكن من ان يمنح العرب” سلاما ” مقابل الامن الشامل ، لكنه في الوقت ذاته لا يستطيع ان يتنازل عن اراض إحتلها بالقوة العسكرية المسلحة، ويعتبرها ضرورية وحيوية لامنه ومستقبله السياسي ، ضاربا عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية التي ولد الكيان الاسرائيلي من رحمها .
هل أصبح لزاما على”النظام الاسرائيلي” في فلسطين المحتلة ؛إذا رغب في التعايش السلمي مع العرب بعامة والفلسطينيين بخاصة،أن يحسم أمره بان يقرر إي إرض يستطيع ان يتخلى عنها في حال حسم مسألة الصراع الدائر بين التيارات والحركات والاحزاب الاسرائيلية حول هوية “النظام الاسرائيلي”،والتوافق الضمني حول مصير الاراضي العربية المحتلة1967 في إطار” تسوية الكامب”،وتحت إي شروط ؟!!!.
وهل”الضفة الغربية” المحتلة ما زالت جزء من ارض “المملكة الاردنية الهاشمية”، بموجب الدستور الاردني 1952،والقانون الدولي العام الذي بموجبه تم قبول “المملكة الاردنية الهاشمية “المكونة من الضفة الشرقية والضفة الغربية عضوا في الامم المتحدة في العام 1955 ،إي بعد الارتباط الشعبي بين الضفتين بخمس سنوات، وإقرار دستور الوحدة النافذ حاليا ،الذي جسد العقد الاجتماعي في نظام الحكم.
هل العقلية اليهودية تؤمن بالتعايش مع العرب على ضوء هذه المعطيات ؟!!!،وهل إستسلم العرب الى الامر الواقع ؟!!، وهل استبقت الخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية محطات تسوية الكامب ؟!!، ام متزامنة معها ، ام مقدمة لها ؟!!!،هل اعلان وتعليمات فك الارتباط الاداري والقانوني مع الضفة الغربية لعام 1988شكلا خطوة عملية للتنازل عنها والغاء الوحدة ،أم مقدمة لوعد اوسلو ووادي عربه ؟!!!، .
بالرجوع الى النصوص السرية ل “وعد اوسلو- الكارثة الجديدة”التي حلت بإهل فلسطين، نجدها منسجمة مع اهداف الخطة الاسرائيلية ومنطلقاتها، وجأت متوافقة مع برامجها، حيث تعتبر هذه النصوص احدى سيناريوهات تصفية قضية فلسطين.
وهل يخطط محور المقاومة العربي الاسلامي بالمقابل لاحياء الجبهة الشرقية وفق معطيات ومتطلبات جديدة في ادارة الصراع مع النظام العنصري في فلسطين المحتلة على نتائج حرب تموز 2006 وحروب تدمير غزة، ونتاءج الحرب الكونية على سورية وإخفاقات مشاريع التسوية وعدم قبول النظام الاسرائيلي بالمبادر العربية للتسوية ؟!!!. ه
ل تهديدات إسرائيل ألمتكررة ل”الادارة الانتقالية الفلسطينيةالمؤقتة “/ سلطة رام الله/،بإن الضفة الغربيةالمحتلة مازالت تحت السيادة الاردنية بموجب الدستورالاردني والقانون الدولي العام،وإنها تحتاج الى شريك قادرومقتدر على ابرام “اتفاق مذل” يقبل به الفلسطينيون، يلغي حق العودة والاستعاضه عنه بالتعويضات والاعتراف ب”يهودية الدولة” الصهيونية في فلسطين المحتلة؟!!!.
إعلان الاطراف العربية في منظومة التحالف الامني الاقليمي موافقتهم على إي خطوة لها علاقة بضم أراض عربية الى كيانه العنصري في المفاوضات الثنائية في مايسمى الحل النهائي،وتغطية” المفاوض الفلسطيني “باسقاط حق العودة بالقبول بالتعويضات ،والقبول بالشروط الاسرائيلية المذلة، مقابل” أمن الانظمة “,وإدارة فلسطينية ذاتية دائمةعلى بؤرومدن وقرى وكنتونات معزولة ،أصبحت غير مترابطة تقع وسط القطاع المزدوج، ولا مجال لاقامة دويلة عليها، تتحد مع الاردن كنفيدراليا ، سلاح ذو حدين يلوح به “النظام الاسرائيلي “في وجه “سلطة رام الله ” لتقديم مزيد من التنازلات ويمهد الطريق أمام عودة الضفة الغربية الى السيادة الاردنية بعد العدول عن إعلان وتعليمات فك الارتباط الاداري والقانوني في عام 1988،وقرارالرباط في عام 1974،خطوة اولى لتصفية قضية فلسطين .
هل تتضمن خطة “كيري ” للتوصل الى اتفاق فلسطيني – إسرائيلي ؛ تطبيق المادة (8) من اتفاقية وادي عربة كحل مقبول لمعضلة حق العودة للاجئين الفلسطيين من خلال منحهم تعويضات و حقوق سياسية في مناطق اللجوء ؟!!!.
خيارإحياء الجبهة الشرقية عبرأمتداد نهر الاردن وفق أستراتيجية قتالية جديدة من القيادة المركزية لمحور المقاومة العربي الاسلامي ، بعد ان أستعاد الصراع مساره الطبيعي،وذلك في اطار المعطيات الجديدة في إدارة الصراع مع النظام الاسرائيلي أفرزتها نتائج الحرب الكونية على سورية،وحرب تموز 2006 ،وحروب تدميرغزه ،وهوالخيار الاستراتيجي والحل لتحريرالارض والانسان العربي لالغاء أهداف خطة القطاع المزدوج / الجيو- سياسية/ ،التي أقرتها،وشرعت في تنفيذها حكومة ألارهابي أسحق رابين في العام 1976،كرد عملي على حرب تشرين/اكتوبر1973،بالتزامن مع مشروع أخراج مصر من معادلة الصراع العربي – الاسرائيلي في المرحلة الاولى .
وكانت الخطة الاسرائيلية/ الجيو-سياسية/ قدأستهدفت بالاساس مواجهة قيام الجبهة الشرقية على أمتداد نهرالاردن ،وذلك من خلال بناء حزام من المستعمرات لمليون مهجر يهودي من بيسان شمالا إلى عين جدي جنوبا على مدى جيل /1976- 2016/، بحيث تكون مدن وقرى الضفة الغربية بين فكي القطاع المزدوج وفق الخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية،ولامجال لاقامة دولة فلسطينية مستقلة مترابطة الاطراف في الاراضي المحتلة في العام 1967.
طرح موضوع تبادل الاراضي بالتوسع في النقب وسيناء،وتفعيل المادة 8 من اتفاق وادي عربه،والتقاسم الوظيفي لرعاية المقدسات الاسلامية في القدس ،والشراكه الاستراتيجية مع مملكة ال سعود في الاتفاق النهائي مع سلطة رام الله ؛ يكمن في الاحتفاظ بالشريط الاستيطاني الممتد من بيسان شمالا الى عين جدي جنوبا .

الخلاصة والاستنتاج؛
– إسرائيل تسعى في مفاوضات الحل النهائي الى اتفاق مذل مع سلطة رام الله بموجبه تتخلى عن حق العوده بالتعويضات دون ان تنازل إسرائيل عن اراضي محتلة ، تعتبرها ضرورية لامنها ومستقبلها السياسي ، وتجعل من” القدس الكبرى “عاصمة لها وليهود العالم .
– معطيات جديدة في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي تتمثل بانهيار منظومة التحالف الامني الاقليمي /المسار الاستلامي الساداتي/في مواجهة محورالمقاومة العربي الاسلامي بالتوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل بالصمود الاسطوري للدولة الوطنية السورية امام مؤامرة الحرب الكونية ،واحباط المشروع الارهابي التكفيري والشرق الاوسط الكبيرلتوظيف الدين في تفتيت الشرق .
-احياء الجبهة الشرقية وفق الاستراتيجية الدفاعية القتالية لمحور المقاومة ،خطوة مهمة في اسقاط المسار الاستسلامي الساداتي بالضربة القاضية ،
-ان الصراع مع إسرائيل صراع وجودي وليس صراعا حدوديا ،كما يصوره النظام الدولي القائم واطراف منظومة التحالف الامني الاقليمي ، بحيث يحسم للصالح العربي بالتوازن الاستراتيجي الكاسر ،الذي بدأ يتبلور على ارض الواقع بانهيار حلفاء الولايات المتحدة الامريكية الاقليميين ،وفشلهم الذريع في تحقيق اهداف المؤامره الكونية على سورية ،التي اعدت فصول سيناريوهاتها في واشنطن وتل ابيب ،لتفتيت الجرافيا السورية الى ست كنتونات طائفية ومذهبية وعرقية ، وتقسيم العراق الى ثلاث كيانات فيدرالية.
– مسار التسوية السياسية / مسار السادات الاستلامي /غير قادر على فك لغز المعادلة الجديدة لمتغيرات الصراع بعد استعادة مساره الطبيعي /دورات حروب / ،وان اعادة النظر في جدوى التسوية السياسية ، من حيث التعايش السلمي وعدم قدرته على انهاء حالة العداء التاريخي المتجددة بين طرفي الصراع ؛تؤكد سراب نظرية الحلول السلمية للصراع .
– توزانات القوى الدولية والاقليمية الصاعدة ، وما رافقها من تحالفات اقليمية ودولية جديده لايجاد نظام دولي متعدد الاقطاب ساهمت لدرجة كبيره في تحقيق التوازن الاستراتيجي الكاسرمع إسرائيل .
– نتائج الحرب الكونية على سورية ومن سوريه بالحسم العسكري الاستراتيجي على المشروع التكفيري الارهابي ،يكون بافشال مشروع الشرق الاوسط الكبير،وأهداف مؤامرة الحرب الكونية على الامه ومستقبلها الحضاري، ليكون لها مكانا تحت الشمس.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.