التهدئة في فلسطين والتصعيد في اليمن … مفارقات عربية معيبة / اسعد العزوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 16/5/2021 م …
مفارقات عربية معيبة نشهدها هذه الأيام وهي أن العربان تكالبوا منذ اليوم الأول على المقاومة الفلسطينية ،وطلبوا منها وقف التصعيد مع الصهاينة مقابل إغراءات مادية كبيرة،كما أن مبس إتصل بالأصفهاني الأصبهاني الذي إغتصب المقاطعة في رام الله ،وكان وما يزال الحاكم العسكري بإسم الإحتلال وصاحب مشروع التنسيق الأمني،عنّفه فيه على التصعيد وطلب منه “لجم”المقاومة ،لأن ما تقوم به يعرض المصالح السعودية للخطر،ولا ننسى بطبيعة الحال ما قام مبز خاصة بعد تدمير برجه في تل أبيب،ولا نذيع سرا إن قلنا أن “كيس النجاسة” النتن ياهو أصبح مقاولا عند كل من مبز ومبس،اللذين يريدان إستكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وها هي جهود هذا التحالف الخائن تتواصل من أجل التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل،ويبدو أن هناك ثغرات في المقاومة نفذوا منها لإنجاح مشروعهم وتبييض وجوههم مع مستدمرة الخزر،وكنا نقول دائما أن على المقاومة أن لا تضع بيوضها في سلة واحدة وهي تعرف أنها مخرومة،كما إن على الفلسطينيين الإطاحة بسلطة أوسلو قبل كل شيء ،لتلاحم الجسد الفلسطيني وحمايته من الجراثيم العربية والإسلامية الساعية إلى التهدئة ،حفاظا على مستدمرة الخزر وحماية لها.
أثبتت الأحداث أن فلسطين وحيدة بلا مؤيدين من العربان وكذلك القدس،رغم القول بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية ،وأن القدس والأقصى خط أحمر،علما اننا لا نرى ما يؤكد ذلك على الأرض،بل نرى تآمرا عربيا وإسلاميا واضحا مع مستدمرة الخزر،ولو كان الأمر غير ذلك لرأينا الدعم لا ينقطع للفلسطينيين كي تستمر ثورتهم متوهجة ،وتحقق نصرا على الصهاينة الذين لا يصمدون أمام العمل الجاد،وقد لمسنا ذلك في المواجهة الحالية القريبة من الغدر العربي-الإسلامي المتمثل بالتهدئة.
أما على الجانب الآخر ونعني بذلك اليمن الشقيق،فإن الحالة العربية-الإسلامية إرتدت ثوبا آخر وهو ثوب التحدي والصمود ومواصلة العدوان على اليمن ورفض دعوات وقف النار ،وترك الأخوة اليمنيين وشأنهم،فها هي السعودية تشكل تحالفا عسكريا عربيا-إسلاميا لتدمير اليمن بحجة القضاء على الحوثي المدعوم من إقبل إيران ،علما أنه كان صديقا مقربا من السعودية وضيفا عزيزا مكرما في قصور الرياض لكنه عرف مع من يتحالف،فثارت ثائرة الرياض ضده،وجيّشت له،في حين ظهرت على حقيقتها تجاه القضية الفلسطينية وكشفت نفسها أنها صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم،وتبنت الرواية الصهيونية بخصوص الحق الفلسطيني،ولم يسلم حتى الأردن من الأذى السعودي.
هذه المفارقات التي نتحدث عنها ونستعرض من خلالها مواقف العرب والمسلمين تضع العقل في الكفة ،إذ أن التحالف السعودي يواصل تدمير اليمن منذ أكثر من ست سنوات،بحجة محاربة إيران الإسلامية هناك ،في حين أن السعودية تضع كافة إمكانياتها لدعم مستدمرة الخزر،وتدعو لشطب المقاومة ،والأكثر حيرة في الأمر هو إنضمام أردوغان للسعودية للحرب إلى جانبها في اليمن ضد الحوثي،بينما يدعو أردوغان نفسه إلى التهدئة في فلسطين منذ اليوم الأول ويسعى لتشكيل قوات دولية لحماية المدنيين الفلسطينيين تحت الإحتلال.
التعليقات مغلقة.