العراق الضائع في ظل متاهات الامية والجهل والاهمال المتعمد / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 17/5/2021 م …
مهما اطلقنا من تسميات واوصاف على من يحكم العراق منذ عام 2003 عام التدمير وحتى يومنا الحاضر لن ترقى تلك الاوصاف والمسميات الى مستوى الكارثة التي حلت البلاد.
مع كل الذي حصل وطيلة قرابة عقدين من السنين وجميع الفاشلين سياسيا من المتمترسين في ” المنطقة الخضراء” بجوار سفارة سيدتهم ” سيئة العالم الحر” يعقدون الصفقات الان ويتبادلون المشاورات تحضيرا لفصل جديد اخر من فصول مسرحية الديمقراطية والانتخابات المسخرة حتى ان البعض اخذ يردد ” شيئا اسمه ضرورة عدم السماح ” لفراغ سياسي” وان تجري الامور في اوقاتها حرصا من هؤلاء السراق الفاشلين على ” الدستور” الذي يعد ام المصائب لانه يكرس بالعديد من بنوده ” الطائفية” والشوفينية بل ان هناك بنودا فيه تشكل خطرا على وحدة العراق الجغرافية.
نقولها بملئ الفم لاتتحدثوا عن ” فراغ سياسي” لان وجودكم وعدم وجودكم سيان بل ان عدم وجودكم وكنسكم عن وجه العراق هو صمام الامان من خلال تشكيل حكومة انقاذ وطني.
الاجتماعات والمشاورات تتواصل من قبل الحرامية ” معممين وافندية” تحضيرا للانتخابات المهزلة في ظل ديمقراطية مستوردة لاتغني ولاتسمن وقد تاكد ذلك طيلة 18 عاما ” ديمقراطية لن تشبع جائع ولن توفر رغيف خبز لمواطن ولن تعيد كرامة مفقودة ولن تسهم في بناء معلم حضاري او خدمي من المعالم ولن تحقق مطلبا شعبيا واحدا تظاهر الالاف من اجل تحقيقه.
ديمقراطية لن توفر الخدمات المغيبة .
ديمقراطية بلا كهرباء بوجود ” مصطلح كريه ” سحب ووطنية” كما يسمونها ديقراطية مسخت وجه العراق الحضاري ووجه بغداد الجميل تسير وتطالك ” الاسلاك ” المتدلية اينما تمر في الشوارع والازقة و” الدرابين” وللعام الثامن عشر .
ديقراطية تحمي الحيتان واللصوص والسراق الذي نهبوا كل شيئ من الذين جاءوا للعراق تحت عباءة المحتل الغازي كاسراب الجراد النجدي.
لم يعد هناك فسحة او مجال لمواصلة الضحك على ذقون العراقيين بايراد مسميات ” دولة قانون” ” وقضاء وعدل ومحاكم لاتعرف سوى ” القانون ” في ظل ” دولة القانون” عفوا انها ” دولة من فافون” ووووو كبار الحرامية والفاسدين يرابطون في المنطقة الخضراء للعام الثامن عشر ويتحدثون عن ضرورة محاربة الفساد والفاسدين معتقدين بغباء ان ” العمامة” التي يضعها البعض على الرؤوس كديكورمن المشاركين في العملية السياسية المشبوهة سوف تبقى تحظى باحترام العراقيين اللهم الا القلة من الجهلة والمنتفعين الذين يواصلون تمجيد بعض المعممين احتراما لابائهم واجداداهم الذين كانوا يعيشون حياة بسيطة وعلى الكفاف ولن يالفوا العيش في مناطق المسبح والكرادة والزوية او في مناطق اخرى اختاروها بعد ان سيطروا على الاملاك العامة وكانوا قبل ذلك” اي قبل مجيئهم مع دبابات الغزاة يستجدون ” فطرة رمضان” من بعض من انظمة الخليج.
هذه المرة الاولى في التاريخ التي يظهر فيها المواطن العراقي واخذ يشتم من على شاشات الفضائيات مستخدما الفاظا كان يحاسب عليها العرف والقيم العشائرية والدينية بعد ان خرج عن طوره واوصلوه الى هذا الحال بعد ان سئم الوعود الكاذبة.
الكل يتلقى الشتائم يوميا دون ان يتحرك ضمير من ضمائر هؤلاء الذين ادمنوا على ذلك مثلما ادمنوا على السرقة والكذب والنهب واللصوصية واهمال البلاد واهلها.
لقد عجزت كل القواميس العربية حتى بغزارة معلوماتها ومصطلحاتها عن ايجاد وصف دقيق لما يحدث في العراق منذ عام 2003 وحتى الان بوجود هولاء في الحكم دون ان نستثني احدا لان جميع المشاركين في العملية السياسية هم من طينة وسخة دخيلة على تربة العراق وتاريخه وحضارته ولم يعد هناك متسعا للتفكير بالتخلص من هؤلاء لان خلاص العراق هو بحكومة انقاذ وطني وتعطيل الدستور ” وحل ما يسمونها ب ” الرئاسات الثلاث” التي يتناوب فيها السراق واللصوص ويتبادلون المناصب في ظل ” انتخابات قادمة ” سيشوبها التزوير ايضا ولن تختلف عن سابقاتها حتى يضفوا الشرعية على وجودهم غير القانوني في الحكم لانهم يحكمون بحماية المحتلين ويفتقدون الارادة الوطنية بل وحتى الكرامة بعد ان تحول العراق بوجودهم الى بلد منتهك فاقد للسيادة الوطنية.
التعليقات مغلقة.