فلسفة المقاومة بين الكفاح ضد التمييز العنصري والعبور إلى مابعد الاستعمار / د. زهير الخويلدي




د. زهير الخويلدي* ( تونس ) – الإثنين 17/5/2021 م …

أتظن أنك قد طمست هويتي ومحوت تاريخي ومعتقداتي

عبثًا تحاول، فلا فناء لثائرٍ

 أنا كالقيامة ذات يومٍ آتٍ!

ما يحصل للفلسطينيين هو ابادة جماعية وهولوكوست صهيوني للسكان العزل في قطاع غزة ومدن الضفة

ووقف العدوان الهمجي على غزة والقدس واجب وطني وفريضة دينية والتزام قومي ومهمة ثورية اممية.

الفلسطينيون قرروا خوض مواجهة بلا حدود مع الاستيطان والاجتياح والتهويد وشرعوا في ازالة الاحتلال وتصدوا بلا هوادة الى التمييز والازدراء واللااعتراف واستمروا في كتابة البطولات قصد انهاء الاستعمار لأن هذه الأرض المباركة لا تتسع لأكثر من هويتين، اما نحن أو نحن، هم عابرون ونحن ماكثون وقادمون.

 لعل السؤال الابرز الذي يجدر بالعقل العربي طرحه هو:

 لماذا تأخرت عملية اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس؟

الجواب هو الخيانة والعمالة وبيع الذمة واستباحة الشرف وخلع الكرامة بتزايد المطبعين والمنبطحين والمركوبين. لكن انتفاضة سيف القدس انهت موجة التطبيع مع العدو التي ركبتها بعض الانظمة المعولمة والنخب العربية المفلسفة وترجمت اشتياق الشبيبة الأبية الى الإحساس بالحرية والكرامة والسيادة الوطنية.

ان استعادة الذات الثورية في زمن التفاهة والاستسلام هو إعادة تشكيل الإنسان المقاوم الرسالي بدل الشخص الاناني الانتهازي والتصدي لمشاريع التعايش المغشوش والتفاوض الملغوم والمسار التنازلي عن الثوابت.

مثل الذي باع وطنه وخان بلاده مثل الذي يسرق من بيت أبيه لكي يطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يشكرونه على ما قام به ومثل المطبع المرتزق كالسوائم المركوبة التي تجهل عاقبتها ومصيرها.

الانظمة السياسية التي منعت المظاهرات المساندة للمقاومة الفلسطينية هي انظمة معادية الحرية وحقوق الشعوب في التعبير والسيادة الوطنية بينما دخل أحمد عمر هاشم خطيب جامع الأزهر الشريف التاريخ

من باب كبير بدعوته إلى تحرير فلسطين بقوة الردع التي يمكن أن تتشكل من الدول العربية والإسلامية

مازال النظام السياسي الأوروبي او الأمريكي منحازا للكيان الغاصب وبقي حبيا للمركزية الغربية المعادية للإسلام والعروبة والشرق لكن الكثير من شعوب العالم جعلوا من مناصرة القضية الفلسطينية واحبا إنسانيا.

إذا كان الكيان الهجين يعتمد على سلطة التنسيق الأمني ويقوى بخدمات الصهاينة العرب والمسلمين لمشروعه فإن الشعب الفلسطيني يستمد قوته من شرعية نضاله ووجاهة مطالبه وتمسكه بحقوقه في الأرض والعودة. ان عاد الى الاحتلال والاستيطان والتهويد عاد الفلسطينيون الى النضال والكفاح والمقاومة وان زاد في الظلم والتعسف والاعتداء والتهجير زاد الجبارون في الإصرار على التحرير ورفعوا لواء التحدي وكثفوا المواجهة. يا مهبط الأنبياء لقد تحولت غزة الأبية الى رمز لعزة الأمة وباتت المقاومة المهيكلة على وشك الانتشار في مختلف أرجاء مدن وقرى الضفة الغربية وتحولت القدس الى أم المدائن وحي الشيخ جراح الى حي الصمود.

مهما كانت الكلفة باهظة ومهما كانت التضحيات كبيرة من شهداء وجرحى ومهما كانت الخسائر في العتاد والعمران والارواح كبيرة فإن النصر التام قادم لا محالة وان المكاسب ستتحقق في القريب بالإرادة والبذل.

*كاتب فلسفي

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.