المفكرة العربية الأردنية ديانا فاخوري تكتب: القدس اقرب .. “فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ( 5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)” – سورة المعارج … بذاكرة الحق النووية، وقنبلة اصحاب الارض الديموغرافية، ورجال الله في الميدان تخلق المقاومة اختلالاً في التوازن الاستراتيجي لمصلحة فلسطين وأهلها!
ديانا فاخوري ( الأردن ) – الثلاثاء 18/5/2021 م …
كنت قد تسائلت منذ بضعة أسابيع ان كان نتنياهو يعود للمقامرة هرباً الى الامام، واستغلالاً لحلفه المستجد في المنطقة.. فيغامر باقصى آماله ان يُعمِّرَ كيان الاحتلال كي يحتفل بعيد ميلاده المئة، وهل يمكن ان يُصوب عسكرياً باتجاه ايران او ضد حزب الله والمقاومة الفلسطينية فتكون المفاجأة في “ديمونا” او منشآت حيوية اخرى!؟
وهنا لا بد من العودة للتذكير بما كتبته سابقا:
“واذكروا انه أثناء التحضيرات لاحتفالات العدو بالذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه وأقصى آماله. وكان قد أعلن، في تشرين الأول ٢٠١٧ خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة «هآرتس»، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية (القديمة) ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة” .. وهو ما فتئ يحاول اجتذاب روسيا التي أكدت، وبلسان الرئيس بوتين شخصيا، التزامها بقرارات الشرعية الدولية، وموقفها واضح من الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وبينت ذلك بوضوح عندما “منح” ترامب الجولان لإسرائيل الامر الذي يزيد من قلق نتنياهو ويربك اسرائيل .. فلا تستغرب إذن ان تسمع وترى “الإسرائيليين” يعبرون عن خشيتهم ان هذا المشروع سيجلب كارثة للاسرائيليين، وها هو وزير سابق ورئيس الشاباك بالماضي (عامي أيالون) مثلا يرى ان “صفقة القرن ستجلِب الحرب الداميّة على إسرائيل وستؤدّي لإنهاء الحلم الصهيونيّ”!
وهنا لا بد من استدعاء ألبرت اينشتاين بتساؤله – حين زار القدس عام 1923، ورأى الطقوس الوثنية أمام حائط المبكى – “أي مستقبل لمجانين يهوه”؟
نشرح أكثر ونقول إنّه في غُضون أسبوعين قبيل هبة القدس أو أقل، شبّ حريقٌ في مطار تل أبيب، تبعه حريق اخر في مصفاة حيفا الرئيسيّة .. ثم تسرّب غاز أمونيا من مُستودعات في حيفا. جاء بعدها انفِجار ضخم في مصنع لمُحرّكات الصّواريخ في مدينة الرّملة، وانهِيار جسر أدّى إلى مقتل 45 مُتَشدِّدًا دينيًّا وإصابة 150 آخَرين، كانوا يَحتَفِلون بمُناسبةٍ دينية في جبل الجرمق في الشّمال .. ولا تنسوا إغلاق جميع الشّواطئ من النّاقورة شِمالًا حتّى قِطاع غزّة جنوبًا نتيجة تسرّب لمادّة القطران النفطيّة اللّزجة السّامة ..
هم ظلموا فهل يكون لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا؟ نعم فالقدس اليوم اقرب ..
ولأن القدس اقرب، نتوجه لعاصمة الجمهورية العربية الفلسطينية – ولكم كنّا قد اعلنّا الحب عليها – ونكرر:
الحب معك، التاريخ معك، الجغرافيا معك، الشعب العربي معك، القدر معك، والله – ورجاله في الميدان – معك! فلسطين هي خط التماس بين الأرض والسماء .. ووجود اسرائيل يرتكز الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة العربية الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر!
فلكم ارتقی الشهداء قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009 كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. ولكم رجوتكم ان اوقفوا “الكوميديا الجاهلية” فقد شبعنا لعبا بين يدي بيرنارد لويس وصحبه اصحاب بدع وخطط وخدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقی فيها دولة سوی اسرائيل .. من زئيف جابوتينسكي الی موشی هالبيرتال وحتی أوباما – و ترامب وبايدن بالتاكيد! ويستكمل ذلك، كما أسلفت في مقالات سابقة، جون بولتون وثلاثي من غلاة الصهاينة هم صهر الرئيس ومستشاره “جاريد كوشنر”، بدعم من مبعوثه إلى الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات”، وإسناد من سفيره لدى الكيان الصهيوني! كفوا عن مراقصة العدم وانسحبوا من اللعب بين أيديهم!
ما هالهم ان سيّدُهم الأعظم هذا ما فتئ يُعرب عن قلقه وارتياب القادة الإسرائيليين بخصوص بقاء “اسرائيل” ومستقبل وجودها حيث يرى انها قد لا تُعٓمِّر الى المئة؟! ولا تغرّنكم “عنتريات” الضم وفرض السيادة .. هي “عنتريات” لا “عنتر” فيها، وها هي رسائل المقاومة الى نتنياهو ما برحت اثارُها ماثلةً للعيان .. فلا تستغرب إذن ان تسمع وترى “الإسرائيليين” يعبرون عن خشيتهم ان مشاريع ترامب ونتنياهو ستجلب كارثة للاسرائيليين، وها هو وزير سابق ورئيس الشاباك بالماضي (عامي أيالون) مثلا (ضع عشرات الخطوط تحت “مثلاً”) يرى ان “صفقة القرن ستجلِب الحرب الداميّة على إسرائيل وستؤدّي لإنهاء الحلم الصهيونيّ”!
نعم، خسروا جُلّٓ حروبهم على المقاومة من بوابات الشام وعلى تخوم بغداد واسوار صنعاء! انظروا لوجوههم كيف بدت: باسرة مقطبة عابسة كالحة مضطربة قلقة كمجرم سيق الى العدالة ينتظر العذاب والعقوبة وقد اقترف ما يستحق ذلك .. وجوه “تظن أن ُيفعل بها فاقرة”.. وجوه يقف أصحابها على “رجل ونص” بانتظار ان تنزل بهم مصيبة عظيمة، تقصم فَقَار الظَّهْر! وجوه تظن ان يأتيهم رجال الله في الميدان بالرعب الذي يستوعب الصدور .. وجوه تظن ان يُلقي رجال الله بالهلع في قلوبهم ارتعاباً وارتياعاً .. “فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ” – ٢ الحشر.
اما وجوه رجال الله فناضرة ناعمة حسنة لسعيها في الميدان راضية .. “وجوه .. مسفرة ضاحكة مستبشرة” مشرقة مضيئة تعلم ما لها من الكرامة والفوز والنعيم! وجوه تعلم ان لا “كامب ديفيد” باقية، ولا “أوسلو”، ولا “وادي عربة” .. لا “صفقة القرن” باقية .. ولا تطبيع “ام هارون”، ولا ضم التنابل .. لا غرفة التوقيف باقية، ولا زرد السلاسل!
وجوه تعلم إن الليل زائلْ .. وان نيرون مات، ولم تمت روما .. بعينيها تقاتلْ!
وجوه تعلم ان فلسطين بعزتها، بقدسها، بغزتها وصدور ابنائها تقاتل .. وحبوبُ سنبلةٍ تموت .. ستملأُ الوادي سنابلْ..!
هنا القدس: من القدس سلام، وللقدس سلام ..
هنا القدس – السلام يمر بتحرير فلسطين .. كل فلسطين من النهر الى البحر، ومن الناقورة الى أم الرشراش!
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين!
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية
التعليقات مغلقة.