فلسطين للحرّية أقرب / موسى عبّاس
موسى عبّاس ( لبنان ) – الأربعاء 19/5/2021 م …
شتّان ما بين 15 أيّار النّكبة عام 1948 و15 أيّار 2021 فقد وُضع حُلُم التحرير موضع التنفيذ العملي .
لإثنتين وسبعين سنة خلَتْ لم يراود الصهاينة ولو مجًرّد فكرة حتى في اللاوعي
أنّهم سيرحلون يوماً عن الأرض التي اغتصبوها وطردوا أهلها يوماً منها بمساعدة الدول الإستعمارية ، لم يخطر في بالهم أنّهم قد يعودون يوماً إلى “الجيتوات” التي خرجوا منها بتشجيع من الحركة الصهيونية العالمية تحت رعاية الأوروبيين الذين سئمواحب جشعهم وعنصريّتهم آنذاك .
اليوم وبعد ماجرى ويجري على أرض فلسطين من ممارسات عنصريّة وقمعيّة ضد أصحاب الأرض الأصليين ، والتي تصاعدت وتيرتها يوماً بعد يوم منذ بداية الإحتلال لا سيّما ضدّ سكّان القدس، إلى جانب أن وصل الأمر إلى الحدّ الذي وصل إليه من طغيان قطعان المستوطنين بحماية من الأجهزة الأمنية الصهيونية .
أمّا أجهزة سُلطَة أوسلو الأمنيّة فبدلاً من حماية الشعب الفلسطيني ، على العكس تلاحق أيّ فلسطيني يتصدى للإحتلال ووصل بهم الأمر. إلى حدّ اعتقال المئات ممن يواجهون الصهاينة بصدورهم العارية، وإلى ملاحقة واعتقال وتسليم من ينفذون عمليات عسكرية لأجهزة أمن الصهاينة .
وبعد اندلاع انتفاضة شهر رمضان وما جرى في المسجد الأقصى وفي “حيْ الشيخ جرّاح”من عمليات اغتصاب منازل فلسطينيين ، وبعد وقوف ومساندة المقاومة في “قطاع غزّة” بالنار لأهل القدس لإجبار الصهاينة على وقف ممارساتهم ، تلك المساندة التي تحوّلت بفعل تعنّت وعنجهيّة وغطرسة حكّامٌ الكيان الغاصب إلى حرب صاروخية، بعد ذلك بدأ سكّان الكيان يشعرون فعليّاً بأنّهم في لحظة هزيمة نفسيّة وعسكرية قد تودي بكيانهم خاصّةً وأن محور مساندة المقاومة الفلسطينية يدُه على الزناد للمشاركة في الحرب ، بدأوا يستشعرون الخطورة والتفكير في الرحيل والعودة إلى الجيتوات التي جاؤوا منها .
وها هم يعبرون عن ذلك علناً:
“جدعون ليفي “المحلل الاقتصادي والسياسي الصهيوني يكتب في “Euro News” :
(“إسرائيل” تعيش في فوضى, فقد كنا نعيش بفوضى اقتصادية منذ بدايات كورونا…والان اصبحنا في وسط فوضى لا نعلم ما ستؤول له الأمور.
اقتحامنا لمسجدهم كان غلطة كبيرة لم تكن بالحسبان,القبة الحديدية ليست الحل فالكل يعلم بأن دقتها هي من 20 الى 30 بالمئة فقط وليس كما يدّعي نتنياهو لتطمين الشعب.
اليوم نواجه عدوّاً ارهابيّاً شرساً في منطقة صغيرة تدعى غزة.
ولن نستطيع ان نصبر لفترة طويلة….الحل ليس في القتال .. فقد فهمنا الدرس .. هؤلاء المتوحشين ليسوا جيوش عربية منهارة لا تجد قوت يومها … ولا هم باصحاب مال قد نستطيع ان ندجنهم كالخراف … المشكلة في عقيدتهم وايمانهم التام بان الارض لهم وليست لنا … امريكا لن تنفعنا في نهاية المطاف ورؤساء العرب لن يساندونا لعجزهم في اوطانهم ولكره شعوبهم لهم،
شخصياً اعتقد ان النهاية قريبة جداً لنا كدولة،
ان شعوب المنطقة بدأت تفيق من سباتها وتلاشى حلمنا في ارساء صداقة بيننا وبينهم.
أخشى شخصيا ان ت الطاولة قريبا في مصر والاردن مما يعني اننا اصبحنا بلا حماية من شعوب حيدناها عن الصراع.
وجهتنا يجب ان تكون اوروبا وعليهم ان يستقبلونا كلاجئين، اعتقد بان هذا افضل من ان نؤكل احياء من قبل العرب.
انا لا احاول ان اخيفكم ولكني احاول وضع النقاط على الحروف فقط فهذه الحقيقة التي لا تريدكم الحكومة الامريكية في تل ابيب ان ترونها.
كم سنستطيع ان نصمد في هذه الظروف؟ الجحيم من فوق رؤوسنا ونحن في الملاجئ وأعمالنا وحياتنا وكل شيء معطل تماما والحكومة عاجزة عن عمل اي شيء ،اخاف ان يكون الوقت قد مضى).
أمّا الرئيس السابق لجهاز”الشاباك
“يوڤال ديسكين” فيقول:
“لا أدري هل هي بداية النهاية أم نهاية البداية”.
—المؤرّخ الصهيوني “بيتي موريس”يكتب:
“خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقليّة في هذه الأرض إمّا مطاردة أو مقتولة وصاحب الحظّ هو من يستطيع الهرب إلى أمريكا أو أوروبا”.
المحلّل الساسي في القناة العبريّة الثانية”روني دانييل ” يقول:
“أنا غير مطمئن أنّ أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة ولا أظن أنّهم سيبقون في هذه البلاد”.
-أمّا “مئير دوغان” فيقول:
“إنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني”.
الرئيس السابق لجهاز الشاباك “كارمي غيلو يقول:
“أنّ استمرار السياسات المتطرّفة ضد المسجد الأقصى ستقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي وستقود إلى خراب “إسرائيل ” “.
أمّا الرئيس السابق لجهاز الموساد “افراييم هليفي” فيقول:
“نحن على أبواب كارثة ،إنّه ظلام ما قبل الهاوية”.
الباحث والمحلّل السياسي “أمنون ابراموڤيتش” يقول:
“إنّ أخطر ما تواجهه “إسرائيل” هو ليس ملفًات فساد نتنياهو بل هو ملف خراب “إسرائيل الثالث”.
حتى رئيس الوزراء بنيامين نتن ياهو يقول:
“سأجتهد كي تبلغ دولة “اسرائيل”عيد ميلادها المائة، لكن هذا ليس بديهياً فالتاريخ يعلّمنا أنّه لم تُعمّر دولة الشعب اليهودي أكثر من ثمانين سنة وهي دولة “الحشمونائيم””.
نعم،بات حلم تحرير فلسطين بات واقعيّا أكثر طالما هناك من يبذل دماءه رخيصةً على مذبح الوطن وطالما هنالك رجالٌ “صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدّلوا تبديلا”.
“ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات”.
التعليقات مغلقة.