اليمن …شعب من نوع مختلف! / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 19/5/2021 م …

لكل شعب من شعوب الأرض ميزته،وهويته ونهجه وطبيعته،فهناك شعوب خانعة وأخرى راكعة،وكذلك لا يحسب لها حسابا بسبب طبيعتها،وذلك لم يأت من فراغ بل جاء من خلال التجارب والمراحل المفصلية ،وكم نجد شعوبا لا تترك لها بصمة يعتد بها ،أو يتسلح بها علماء الإجتماع أو المحللين السياسيين  عند التعرض لمرحلة ما مر بها ذلك الشعب،مع أن الشعوب بالمجمل محرك قوي للأحداث ،ولكن ذلك وعلى ما يبدو لا ينطبق على الشعوب العربية القابلة لحكم الديكتاتورية والمتأقلمة معها،وهذا ما أورد عالم الإجتماع العربي إبن خلدون في مقدمته التي تحمل إسمه.




لكن ما تقدم له إستثناءات ولا ينطبق بالكلية على الشعب اليمني، الذي لم يشهد لحظة إستقرار في حياته الحافلة بالأحداث الدموية التي مر بها بسبب المؤامرات الإقليمية التي ينظر إليه أصحابها وكأنه حديقة خلفية لهم،ولذلك وضعوه هدفا لرمايتهم المستمرة وآخرها عدوان التحالف العربي –الإسلامي العسكري، الذي يشن عليه عدوانا بقيادة السعودية والإمارات منذ أكثر من ست سنوات،ولكنهم ورغم حجم الدمار والخراب وحجم ما نهبوه من اليمن وعدد الشهداء والمصابين والمشردين ،لم ينالوا من هذا الشعب الأصيل صاحب الجين الرجولي الخاص الذي لا يهين ولا يستكين.

فهذا الشعب الفقير  إجباريا والمحاصر فعليا ،يتمتع بصفات لم يكتشفها حتى إبن خلدون عندما تحدث عن صفات العرب،ولا يرغب علماء الإجتماع الحاليون التطرق إليها ،لأنها لا تروق لهم ،فهم يريدون أن تكون الشعوب العربية قاطبة صاحبة جين الخنوع والخضوع للغير والقبول بالمهانة والمذلة ،وهل هناك إهانة أكبر أو مذلة أصعب من صمت أمة  تعدادها 1.5 مليار نسمة وهي ترى قدس أقداسها يتم تدنيسه  علانية ،وجزة منها يتم إبادته وهي قابعة أمام شاشات التلفزة تراقب المشهد عن كثب ولا تملك من أمرها شيئا؟

الشعب اليمني له جين مميز وخاص يمتاز به عبر التاريخ وهو عدم الخنوع لأي قوة غاشمة كانت ،وتشبه صلابته صلابة صخور صعدة،وإرادته عربية حقيقية خاصة ،فهو الشعب الوحيد الذي يقرن القول بالفعل ،ونتحدث هنا عما يتعلق بالقضية الفلسطينية ،فهذا الشعب الصادق الحر أردف الثورة بشبابه ليس توظيفا من قبل أجهزة الأمن لتقديم التقارير للقوى المعادية للشعب الفلسطيني ،بل لتعميد الأخوة اليمنية – الفلسطينية بالدم.

لا نكشف سرا عندما نقول ان الشعب اليمني المنكوب ببعض قياداته  والإقليم يعاني كثيرا ،ويعيش حالة حرب إبادة من قبل تحالف الجبن والشر ،ولكنه لم يركن إلى حالته ،ويتبرأ من فلسطين كما فعل جميع العرب والمسلمين ،بل أعلن عن حملة تبرعات مالية ،ونزل هذا الشعب الصادق الصدوق بعشرات بل بمئات الألوف إلى الشوارع يهتف بإسم فلسطين ويلهج بالدعاء إلى الله أن يمكنه من الإسهام في نصرها القريب بإذن الله ،دون أن يضع في حسبانه مصائب الجغرافيا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.