معركة سيف القدس…رب ضارة نافعة / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 20/5/2021 م …

بعد تولّي المقاول ترمب مقاليد الأمور في البيت الأبيض عام 2016،وظهور ضبّي الخليج الثريين السفيهين على وجه الخصوص مبز ومبس،ومعهما عسكر السودان وملك البحرين ورئيس لجنة القدس ملك المغرب،وإنخراطهم في عملية التطبيع المجاني مع الصهاينة ،والذهاب بعيدا إلى الإنضواء تحت لواء الدين الإبراهيمي الجديد”الماسوني”،وصلت القضية إلى أفق مسدود وخرجت الأمور عن السيطرة،ولكن غباء أطراف اللعبة – وهم تحديدا النتن ياهو ومبز ومبس ،الذين إستعجلوا النهايات ورأوا أن شطب إيران بات ممكنا ،وكذلك شطب كل من القضية الفلسطينية ،وتهميش النظام الهاشمي في الأردن ،وهذا ما جاءت به  هرطقتهم المسماة بصفقة القرن- قلب الطاولة على من حولها وانقلب السحر على الساحر.




ما قام به النتن ياهو في الأقصى بداية الأحداث كان يهدف إلى زعزعة الموقف الأردني وإحراج القيادة الأردنية أولا  ،ومن ثم توريط المقاومة عند ردها على أحداث الأقصى لتنفيذ الشق الثاني من الهدف وهو تدمير المقاومة في غزة ،وإستكمال خطوات صفقة القرن ومنها إقامة الكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية ،بدليل ما رأينا من تحركات عسكرية على أرض الواقع عند إنفجار الأوضاع في الأقصى،ولكن الأمور لم تأت على هوى هؤلاء الذين إنقلبت رياح الخماسين لتهب في وجوههم.

هناك فوائد جمة لمعركة سيف القدس الناجمة عن معركة الأقصى وهي تحريك الراكد  ،وإبراز القضية الفلسطينية  من جديد وجعلها القضية رقم واحد،بعد تراجعها وتجرؤ سقط المتاع من أتباع مبز ومبس في الخليج على التقليل من شأنها وإهانة الشعب الفلسطيني وتمجيد الصهاينة،كما كشفت هذه المعركة عري كل من النتن ياهو ومبز ومبس ،بسبب تحويل المقاومة مستدمرة إسرائيل إلى حرائق في الجهات الأربع من القدس إلى تل أبيب فالنقب فالشمال،علما بأن أحدا لم يتدخل لصالح المقاومة ونعني بذلك حزب الله وأردوغان ،وإنما كانت المقاومة تطلق الصواريخ الإيرانية يمنة ويسرة بالعشرات في كل رشقة ،وتحرق آمال التحالف الصهيوني الجديد،وتدمر طموحاتهم كما دمرت برج مبز في تل أبيب وكلفته أكثر من مليار دولار.

بعثت معركة سيف القدس فينا جميعا عربا ومسلمين الطاقة الإيجابية التي إفتقدناها منذ مجيء ترمب على وجه الخصوص،وإشتعلنا فرحا ونحن نرى مستدمرة إسرائيل تحترق ،ومستدمريها يهرعون إلى الملاجيء ويصرخون كما كانوا يفعلون إبان فترة الكفاح المسلح قبل جريمة أوسلو،وتحولت بيوتنا جميعا إلى حلقات نقاش سياسي ،بعد أن ظننا مخطئين أن أبناءنا وبناتنا قد إنجرفوا مع ما تحمله الهواتف الذكية ،حتى أن نساءنا أيضا إستنفرن بأقصى طاقة،ناهيك عن إيماننا بأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.

عملت معركة القدس وهذا ما كنا نسعى إليه إلى إعادة برمجة المنطقة والعالم ،وعمّقت التوتر في العالم ،وظهر الفرز مجددا ،وأثبتت لنا الاحداث أن هناك قوى حية عالمية تقف معنا أبرزها أبناء طائفة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للصهيونية ومستدمرة إسرائيل،ويقيني أننا لو تحالفنا معهم لحققنا الكثير من النتائج المرجوة ،ولكننا نبحث عن كل ما يقرّب لمستدمرة إسرائيل ،ونبتعد عن أعدائها ونعتبرهم اعداءنا كما هو حاصل الآن مع إيران التي وقفت وحدها مع المقاومة قولا وفعلا.

نجم عن معركة سيف القدس تحول كبير في عقليات كبار مفكري وكتاب مستدمرة الخزر،الذين أيقنوا أن مصير مستدمرتهم إلى زوال ،ودعوا صراحة الصهاينة إلى حزم حقائبهم والعودة إلى أوروبا لاجئين،لأن فلسطين ليست لهم ،وبذلك حق لنا القول أن هؤلاء  سبقوا مبز ومبس وأتباعهما المرتزقة مئات السنوات الضوئية في الشرف على الأقل،وعليه نطالب بسحب لجنة القدس من المغرب علّ وعسى أن نستطيع فعل شيء لها،بدلا من تركها مجمدة بأيدي ملك المغرب.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.