شاعر الحركة الصهيونية “إيلي رندان” يحذر المهاجرين من “خازوق” ينتظرهم!
مدارات عربية – الجمعة 21/5/2021 م …
الشاعر اليهودي “إيلي رندان” من ألمع الشعراء اليهود في دولة الكيان في الوقت الحاضر، وأغزرهم إنتاجا وأقربهم لدائرة صنع القرار، والساسة الإسرائيليون يحجون إلى بيته ويتنافسون على أخذ الصور التذكارية معه أثناء وجودهم في مجالسه، وقادة الدولة اليهودية سواء كانوا من الحمائم أو الصقور يحرصون على ألا يتركوا مناسبة إلا ويقتبسون من قصائد هذا الشاعر؛ لأنها تمثل ما يعرف في “إسرائيل” بـ”روح الحركة الصهيونية”.
ومع ذلك فإن أحدًا من قادة الدولة اليهودية لن يجرؤ على اقتباس أي من أبيات آخر قصائده التي يعتبرها هو “خلاصة الحقيقة المرة”، فقد تناولت هذه القصيدة نظرة هذا الشاعر الصهيوني من انتفاضة الأقصى، وتصوره بخصوص تأثيرها على دولة الكيان ومستقبلها، حيث يقول رندان في قصيدته التي سماها: “سم في مذاق العسل”: إن على اليهود الذين يهاجرون لأرض فلسطين للبحث عن بلاد السمن والعسل أن يدركوا أن دون ذلك ويلات وويلات!، وحتى إذا عثروا على السمن والعسل فإنه ينصحهم بألا يغتروا بمذاقهما الخادع الكاذب، ويضيف رندان أنه قد يكون مذاق السم حلوًا ولكنه يبقى قاتلاً!.
الحقيقة المرة!
وقد وجه- في مستهل قصيدته- خطابه إلى شاب يهودي يدعى “إسحاق” يستقر حاليا في أوكرانيا ويهم بالهجرة لأرض فلسطين قائلا له:
“على رسلك يا إسحاق،
إلى أين أنت ذاهب،
إلى بلاد السمن والعسل
لماذا تصمت! أجبني،
أم أن سؤالي يثيرك،
لا بأس، أنا لن أصمت بعد اليوم.
إسحاق، لماذا يبحث الناس عن السمن والعسل،
أليست هاتان المادتان لحفظ حياة الإنسان وسد رمقه ورمق أطفاله،
ولكن عندما يتطلب الحصول عليها أن يضحي المرء بروحه وأطفاله
فإن من يصر على الحصول عليها هو أحمق حتى في نظر البسطاء
بالطبع تستطيع أن تأتي وستجدهم يستقبلونك أحر استقبال
أذرع ممدودة لك
فتيات جميلات ينتظرنك عند سلم الطائرة في المطار
يقدمن لك باقات الورود.. فأنت بطل؛ لأنك عدت إلى أرض الأجداد
وقد تحظى بقبلاتهن الحارة، مسرحية كبرى ستشاهدها
وتكون أنت –غصبًا عنك- أحد ممثليها
فأنت الذي أتيت لكي تُحْيِي تراث الأجداد
وتصدق النبوءات القديمة
أنت رجعت إلى وطنك بعد ألفي عام!!!
رجعت لكي تحيا فيه للأبد
كي تنهل من العسل ويطيب لأطفالك تناول سمن هذه البلاد.
هم لن يتركوك تنعم بالراحة والسكينة
لن يمهلوك كثيرا من الوقت
هم لم يخبروك الحقيقة
هم لم يخبروك الحقيقة المُرّة والقاتلة
هم لم يقولوا لك : إن هناك قوما آخرين غيرنا يدعون أن السمن والعسل ملكهم
وأنه لا حق لنا في تناوله ، لم يقولوا لك: إن هناك شعبًا آخر
هم قالوا لك: إن هناك بعض الرعاع (الفلسطينيين) الذين بالإمكان معالجتهم كما عالج العم سام الهنود الحمر في أمريكا، ويقولون لك : لماذا لا نتعلم من تجارب حليفنا الأكبر والأوثق ونستخدم نفس الوسائل
نحن متحضرون صحيح، لكنه الصراع على الوجود
وكل شيء فيه مباح
عندنا اقترضوا من ميكافيلي منهجه
بإمكانك أن تفعل ما يحلو لك
لكنك سرعان ما تصطدم بالحقيقة المرة يا إسحاق
ستعترف بخطيئة حياتك، وستكتشف أنك أسأت لأطفالك
فهؤلاء الرعاع ليسو هم الهنود الحمر الذين يتحدثون عنهم
هؤلاء الذين بثوا هذه الخزعبلات في ذهنك “خَوْزَقُوك” !!!
حقا، هم لم يقولوا لك الحقيقة.. إن هؤلاء الرعاع لهم قدرة كبيرة في تغيير تأثير الأشياء
فالسمن والعسل اللذان يُستخدمان لرفد الإنسان بالحياة حوّله هؤلاء الرعاع إلى سم زعاف
تستلذ بطعمه لكنك سرعان ما تتحول إلى جثة هامدة !.
إسحاق، إذا كنت مصممًا على القدوم رغم نصائحي
إذا ضقت ذرعا بالحياة في كييف (عاصمة أوكرانيا) وأردت القدوم لبلاد الفرص الواعدة ففكر مليًا مليًا
عليك أن تعي أنك تقدم هنا لكي تمتشق سيفك
الموت يا إسحاق مزروع في هذه البلاد
في شوارعها وفي جبالها وفي هضابها وفي أزقتها وفي الزرقة الداكنة لبحرها
وفي هوائها أيضا
إسحاق، هي كما قالوا قديما “أرض تأكل ساكنيها”
إسحاق، لا أخفيك أنني وعلى الرغم من أنني أكفر بكل ما جاء في الكتب القديمة
فإنني أحترم أجدادنا الذين رفضوا دخول هذه البلاد مع نبيهم موسى، لقد فعلوا الشيء الصحيح، التيه في صحراء سيناء والعيش على أوراق الشجر الشاحب أفضل من أن تموت هكذا
إسحاق، إذا صممت على القدوم على الرغم من نصائحي فكل الاحترام لك
أنت إنسان مقدام تستحق الاحترام
لكن علام التضحية ومن أجل أي شيء الفداء!!.
إسحاق، سيفك لن يكون كعصا موسى التي شقت البحر
ولن يكون أحد فينا كالملك داود، لا يغررك ما يقولون
المعركة لم تنته بعد
كل حديثهم عن انتصارات خداع
لكن أي انتصارات تلك التي لم تجعل الفلسطينيين يسلّمون -على ضعفهم- بالحقيقة التي نريدها
أي انتصارات تلك التي لم تقنعهم أن يتخلوا عن الإيمان بآيات قرآنهم وبوعد الرب لهم بالنصر من جديد
إسحاق أخي، يخيل لي أن المعركة قد بدأت للتو..
إسحاق أخي، رحمة بأطفالك.. ارجع ونم!!
التعليقات مغلقة.