إنحسار الدور الإقليمي الأردني ..لماذا؟ / أسعد العزّوني




أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 22/5/2021 م …

بعيدا عن أساليب من يتم فرزهم للحديث على بعض الشاشات،مسلحين بمواقف إستفزازية تضر بالموقف الأردني أكثر مما تفيده ،ويخرج المشاهد بمساحة أوسع من التيه والغموض حول الموقف الأردني الرسمي على وجه الخصوص ،إذ يهاجم  هؤلاء كل من يوجه سؤالا مشروعا ،انبثق عن حرقة داخلية على الوضع الذي نعيشه ،خاصة وأن أي تطورات دراماتيكية في المحيط ،تنعكس سلبا على الأردن ،ولذلك كان يتوجب فرز من يستطيعون تقديم أجوبة مقنعة على الأسئلة والمواقف الحرجة التي تنجم عن غموض في الموقف الأردني،لا أن نتسلح بالإنفعال والشتائم والتهديد المبطن ،لمن تساءل بحرقة أو تصرف بإنفعال إنطلاقا من غيرته على الموقف الأردني الذي حيّر الجميع ،خاصة وإن معركة الأقصى كانت معركة أردنية خاضها الفلسطينيون.

متاهات واسعة وكثيرة غرقنا بها في الأيام الماضية حول الموقف الأردني منها:تغييب تام للفعل الأردني من خلال إيفاد وزير الخارجية إلى واشنطن ،ومغادرة رئيس الوزراء إلى الإمارات للإستجمام ،وسيره منفردا في المطار خلف وليّي عهد الإمارات والبحرين بعيدا حتى عن السجاد الأحمر،كما أننا إفتقدنا الناطق الإعلامي بإسم الحكومة صاحب نظرية دحرجة الرؤوس ،ومما زاد الطين بلّة أن رئيس الوزراء بعد عودته من الإستجمام في وقت يخوض فيه الأردن حربا من نوع آخر ،بدأ بسلسلة زيارات لهذا الوزير أو ذاك ،ولا ندري ما الحكمة  من وراء كل تصرفاته بدءا من الإستجمام حتى الزيارات.

كان يتوجب إختيار متحدثين من الأوزان الثقيلة للإجابة على الأسئلة المحيرة التي تتعلق بالموقف الأردني ،وأولها بطبيعة الحال وصول قطعات من الجيش علانية إلى الأغوار،خاصة وإننا نعيش حاليا في تقدم علمي يتيح لنا كشف حركة النملة في هذه القارة أو تلك،ناهيك عن وجود جواسيس أردنيين مزروعين في الخارج ويتم تزويدهم بأدق المعلومات للتشويش على الموقف الأردني،وكذلك تبرير إصرار الحكومة على عدم طرد سفير مستدمرة إسرائيل الخزرية بناء على رغبة الشعب وأعضاء البرلمان ،وقبلها  كان قبول سفيرنا في تل أبيب دعوة الرئيس الإسرائيلي لتناول إفطار رمضاني،وما جرى يوم الجمعة عندما توجه الآلاف من الأردنيين  إلى الأغوار ،وحدوث مشادات كلامية خرجت عن المألوف مع جنود مرابطين على الحدود يؤدون المهام الموكلة إليهم،ناهيك عن الفيديوهات المضللة التي تم توزيعها دون اعتراضها أفادت بأن الشباب الأردني إقتحم الحدود،وبعض الأخوة العرب هيء لهم أننا قمنا بتحرير الضفة الفلسطينية،وتبين بعد ذلك أن ذلك الفيديو الربيعي  مصدره الجولان السورية ،وهناك فيديو آخر بيّن أن شبابا أردنيين إقتحموا الحدود وأحرقوا ثكنة عسكرية إسرائيلية.

لم يكن الأردن يوما إلا هدفا للأعداء ،ومع ذلك صمد كثيرا رغم الأفخاخ والمتفجرات المزروعة بعناية فائقة في طريقه .

الأزمة التي يعاني منها الأردن هي عدم وجود رجال دولة بالمعنى الحقيقي حول جلالة الملك ،يصدعون بما يؤمرون ،ويزودون جلالته بالحقائق والوقائع الصحيحة،وتكون مصلحة البلد هي المحرك الرئيس لهم ،ولا ننكر أن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يتعرض لحصار منذ تولي المقاول ترمب الحكم ،ورغم تغييبه عن المشهد السياسي بتسلّم بايدن الحكم ،إلا أن مطايا ترمب من العربان وتحديدا مبز ومبز حليفا “كيس النجاسة” حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،يعملون  معا لتقويض الدور الأردني وتحجيمه من خلال تجريده من الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،بحسب  بنود صفقة القرن.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.