حلب… أم المعارك وأولى مراحل الاستقرار / د. يحيى محمد ركاج
د. يحيى محمد ركاج* ( سورية ) الأربعاء 4/5/2016 م …
*باحث في السياسة والاقتصاد …
ما بين حلب تنتصر… حلب تحترق .. حلب تستشهد … # تحيا حلب…. حلب تنزف… حلب تُبعث من جديد…، فلنترقب أم المعارك في حلب.
سنوات عدة انتهت من حيث التقويم ولم تنتهي أثارها ولا يتوقع لآثارها أن تنتهي في السنوات القليلة القادمة، حيث الإرهاب حط رحاله في الأرض العربية السورية، معارك كثيرة شهدها الميدان السوري، وبطولات تاريخية سطرها عناصر الجيش العربي السوري حماة الديار، قابلها انتصارات إعلامية سجلتها الدول الداعمة للإرهاب، فكل انتصار يقابله هزيمة للخصم، إلا أن ما يميز الانتصارات الإعلامية للحلف المعتدي على سورية هو انتصاره في سفك دماء الشعب السوري الذي يكون الدولة والمجتمع، من أطفال ونساء وعجائز وأطباء ومعلمين.
ومع كل انتصار إعلامي للحلف المعتدي الإرهابي على سورية، أو بكلام آخر، مع كل مواجهة إعلامية فاشلة يخوضها الإعلام السوري، ينتش الإرهابيون تحت بريق كاذب، ينتج أبحراً من دماء السوريين، وتضليل لملايين البشر في الغرب المتحضر.
لم يختلف الأمر كثيراً في سيناريو حلب، فالانتصار الإعلامي الزائف لآلة الإرهاب الصهيوأمريكية رافقها أيضاً قصف المدنيين، وتدمير المشافي ومدارس الأطفال التعليمية، ورافقها في هذه المرة وبشكل مكثف تواجد مخابراتي غربي على الساحة الإعلامية ليقوم بعمليات التقمص والتصيد، وفوضى في الفضاء الافتراضي يتم توجيه الجموع من خلاله لفقدان الثقة بكل ما هو رسمي، وفقدان الثقة بالإعلام السوري المتردد في اتخاذ قرار المواجهة. فكانت شائعة اللون الأحمر ودلالاته، قابلها تخبط شعبي عفوي نجم عنها حب الحياة في اللون الأخضر، فما بين حلب تحترق وهاشتاغ الخنزيرة الغطرية الأحمر و# تحيا حلب وهاشتاغ الشعب السوري الصامد باللون الأخضر وتحته العلم الرسمي للجمهورية العربية السورية، كانت الحكمة العسكرية في سورية تقرأ المواجهة الميدانية بكل تفاصيلها الدقيقة، وتحارب بعصا الوقت والاستهلاك، مسجلة أول انتصارات الميدان في مواجهة مصيرية بالنسبة للإرهاب وداعميه،
إن حلب هي معركة المصير بالنسبة للجماعات الإرهابية المحاربة في سورية ولداعميهم أيضاً، فهي مفتاح العودة للمناطق التي عاثوا فيها تهديداً وفساداً في السابق، ومفتاح تخفيف الضغط على باقي الجماعات التي اندحرت وتوشك على الفناء في باقي الجبهات المختلفة، ومفتاح استمرار لعق الحذاء الأمريكي بالنسبة للدول الداعمة للإرهاب في سورية، لأنه من يحافظ لحكام هذه الدول على عروشها، وقد أدركت القيادة السورية هذه الأهمية وأجادت للآن إدارة دفة المواجهة المرحلية، فكان أولى انتصاراتها بالتمكين المؤسساتي للمؤسسة العسكرية والمؤسسة التشريعية (مجلس الشعب)، وبالتمكين الشعبي الذي تجسد في أحد جوانبه من خلال ولادة قوة شعبية إعلامية من أرض الرباط الجديد حلب تثق بجشها وقيادته، وتدرك أن أبعاد الصخب الإعلامي الذي تردد الإعلام الرسمي في كشفه للشارع السوري هو إعادة حرب القوى الناعمة لسورية من خلال منهجية التدمير الذاتي القائم على فوضى الشك، وتجسدت في جوانب أخرى بافتضاح الغطاء السياسي والإعلامي للإرهابيين وإفلاسهم العسكري الذي يدركون خطورته بالنسبة إليهم.
فتحية إلى حلب الشهباء، حلب الصمود وحلب العروبة والفداء، أم البطولات والتضحيات، وتحية إلى قوة الشعب العربي السوري الذي جسدته قوة وعزيمة أهالي حلب. ليشهد التاريخ أن مجد الشرق سوف يكتبه الجيش العربي السوري وسوف تقرؤه للملأ الشهباء حلب.
التعليقات مغلقة.