عبثاَ لا تحزن يا ولدي / جمال العلوي

 

جمال العلوي ( الأردن ) الأربعاء 4/5/2016 م …

جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي، لا تحزن..! مع الاحترام للراحلين عبدالحليم حافظ ونزار قباني..!

غضبت منها، ومن طريقة نصيحتها لي بعدم الحزن، وهل هناك مجال لعدم الحزن، في هذا الزمن تقلب المحطات الفضائية تجدها تهرب من موت محكم الى موت معلن ومن شقاء الى تعاسة ومن انفجار الى تحطم طائرة ومن قصف الى احتراق مشفى.

تهرب الى الشارع تجد الناس «تحكي» مع حالها بلا سبب وبسبب ، وهناك من يشتم وهناك من يصرخ وهناك من يقول بعالي الصوت « انت ما بتعرفني» واخرون يرفعون «قنوة» ويهجمون على سائق «بكب» غلبان لانه لم يفسح لهم المجال لممارسة الهروب من الموت الى السرعة وتجاوز الحدود المسموح بها.

تهرب من رواية لطيفة الدليمي سيدات زحل الى روايتها ضحكة اليورانيوم الى خبر عن ناسا حيث تكتشف انها تسعى للاقامة على القمر، وتهرب من البيت بحثاً عن ملاذ أمن تكتشف أن هناك من يشاغب عليك ،وتعبرك روايات على ظهرك بدون سبب وربما بسبب لا اعرف حتى الان..!.

وتهرب من الحديث عن الانتخابات والتعديل الوزاري الاخير وسبب خروج سلامة حماد لتكتشف أن صديقا لك عاتب لان ابناء المرحوم مروان دودين لم يوفروا «مايك» للحديث في قاعة العزاء بمدينة الحسين طيلة ايام العزاء ويحملك المسؤولية عن ذلك بدون نقاش ويصرخ في وجهك: لا تجامل!!! ويا خوفي لو قال لا تصالح كان !! راح فيها بسرعة..!وتعود مدججا لقراءة كتاب مستشار الملك فتصدمك الروايات المدونة والتي لم تكن تلم بها.

تذهب الى حيث تنام تجد النوم يهرب منك فتعود تبحث عن فيلم تمضي فيه الساعات والساعات القادمة من الليل لا تجد عندها تهرب الى عوالم اخرى وروايات اخرى بحثاً عن الهدوء والسكينة بلا امل.

وبعدها اتذكر قولها لا تحزن يا ولدي فطريقك ملغوم ملغوم عندها انام ملء جفوني مستغرقاً بلا ذكرى وبلا حديث وبلا صمت وبلا « بيدر البصري» او «زهور حسين» وحتى بلا ناظم الغزالي وبلا تموز او 14رمضان او حي المنصور او « العرصات الهندية» واسرح بعيداً بعيداً بعيداً خلف السراب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.