لا تلوموا بايدن / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 23/5/2021 م …




جاء الرئيس الديمقراطي بايدن إلى البيت الأبيض ،وفي أجندته لجم “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ، وبقرته الحلوب مبس،وكان حاقدا جدا على النتن ياهو الذي أهان الرئيس السابق أوباما  كثيرا وأهانه شخصيا عندما كان نائبا للرئيس أوباما،في حين كان ينوي تحجيم مبس بسبب دعمه اللامحدود للمقاول ترمب وقيامه بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي،وقيامه بتشكيل تحالف عربي-إسلامي عسكري للعدوان على اليمن.

كان المراقبون السياسيون واثقين من اجندة بايدن السياسية في الشرق الأوسط ،من حيث لجم النتن ياهو وتحجيم مبس،ولكن الأمور لم تسر على هوى أحد،وإنقلب بايدن رأسا على عقب وتحول عن سياساته 180 درجة،وربما يقول البعض متعجلا أن ملّة الكفر واحدة ،ولكننا هذه المرة ندعو الجميع للتريث قليلا قبل الحكم على الديمقراطيين ولماذا فاجأونا بتغيير مواقفهم المعلنة.

لا ننكر أن بايدن كان يرغب بمواجهة أكبر قوتين في العالم ،السعودية ذات الحجم الإقتصادي والثروة المستباحة،ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية المتغولة ليس على أمريكا فقط،بل على العالم بأسره ،وكان السبّاق إلى كسر شوكة بايدن هو ولي العهد السعودي مبس الذي بعث برسالة تهديد إلى بايدن قال فيها أنه في حال الإستمرار بالعمل ضده ،فإنه أي مبس سيدمر الإقتصاد الأمريكي ،وسيتحول إلى الصين ،وهنا بطبيعة الحال لا يجرؤ بايدن ولا غيره على المغامرة ،خاصة في حال عدم ظهور قوى قادرة في الجانب الآخر،كما أن النتن ياهو شغّل مراكز الضغط اليهودي في واشنطن ،وكانت الإستجابة السريعة كما رأينا ليس حبا في إسرائيل ،بل رغبة ملحة في عدم عودة اليهود إلى أمريكا مرة أخرى،وهذا ما يفكر به الغرب أيضا،ويبقى العرب والمسلمون المغيبون عن مصالحهم بيضة القبان.

ولا ننسى أيضا أن بايدن جاء متحمسا وأعلنها مرارا أنه سيوقف العدوان على اليمن ،وقرر عدم بيع السعودية أسلحة تستخدم في اليمن ،وبنينا أملا على ذلك ولكن الضغوط السعودية والتهديدات التي أوضحناها آنفا ،أجبرت بايدن على التروي وترك الأمور على غاربها ،من خلال التحركات الدبلوماسية المشلولة أيضا.

كل ذلك أجبر بايدن على إتخاذ موقف مؤيد لإسرائيل في عدوانها الحالي على  قطاع غزة ،لعدم وجود أطراف عربية وإسلامية ضاغة على الإدارة الأمريكية ،ورأي بايدن أن القوى الفاعلة في العرب بغض النظر عن طبيعة فعلهم ،وهما الإمارات والسعودية ،وهذان البلدان يشكّلان أكبر حليف إستراتيجي مع مستدمرة الخزر…ولا عزاء لمن إتخذوا من الخطابات طريقة للنضال من أجل القدس وفلسطيننوالذين إستبدلوا العداء لإسرائيل بالعداء لإيران إرضاء للصهاينة،ونذكّر بموقف اليهودي اليساري مرشح الرئاسة السابق بيرني ساندرز المعارض لصفقة الأسلحة الجديدة الأمريكية لإسرائيل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.