تطهيرٌ عرقيٌّ مُمنهج / محمد جميل خضر




محمد جميل خضر ( الأردن ) – الإثنين 24/5/2021 م …

أفهمُ (ولا أتفهّم) قتلَ الصهاينة لأطفالِ فلسطين. إنه منطقُ الأشياء، فكلّ طفلٍ هُناكَ في غزّة أو الضفة أو فلسطين التاريخية، إنْ لم يُقتل فهو مشروع يحيى عيّاش جديد.. أو محمد ضيف جديد.. أو جمال وأسامة زبدة جديدان.. أو أبو عبيدة جديد.. أو أبو جهاد جديد.. أو جورج حبش جديد.. أو ثائر سلوادي جديد.. أو أحمد سعدات جديد.. أو باسل أعرج جديد.. أو كمال كحيّل جديد.. أو عماد عقل جديد.. أو أحمد جرّار جديد.. أو عمر أبو ليلى جديد.. أو محمد خليل زعول جديد.. أو علي منير يوسف جديد.. أو رائد عبد الحميد مسك جديد.. أو فادي نائل قنبر جديد.. أو أشرف نعالوة جديد.. أو مجد مطير جديد.. أو صالح برغوثي جديد.. أو محمود عمر صادق كميل جديد.. أو محمد ومحمد ومحمد جبارين جُدد.. أو جمعة طحلة جديد.. أو محمود فارس جديد.. أو أحمد جعبري جديد.. أو عبد الهادي غانم جديد.. أو عادل عنكوش جديد.. أو باسم عيسى جديد.. أو أسامة عطاء جديد.. أو براء صالح جديد.. أو محمد وخليل مخامرة جديدان.. أو أكرم هنيني جديد.. أو ولاء سرور جديد.. أو ذياب محتسب جديد.. أو سامي أبو هليّل جديد.. وقائمة تطول وتطول وتطول..

وكل طفلة هي مشروع دلال مغربي جديدة.. أو آيات أخرس جديدة.. أو وفاء إدريس جديدة.. أو دارين أبو عيشة جديدة.. أو ليلى خالد جديدة.. أو زكية شموط جديدة.. أو ريم رياشي جديدة.. أو هديل عواد جديدة.. أو هديل هشلمون جديدة.. أو مرام حسونة جديدة.. أو رشا عويصي جديدة.. أو مهدية حماد جديدة.. أو أماني سباتين جديدة.. أو هنادي تيسير جرادات جديدة.. وقائمة تطول.

بالمقابل أفهم وأتفهّم قتلَ الأطفال الصهاينة، فهم إن أتيح لهم أن يكبروا سيصبحون شارون جديد ونتنياهو جديد وباراك جديد وغولدامئير جديدة وستيفي ليفني جديدة وموشي ديان جديد وبن غوريون جديد وقائمة سنقضي عليها إن شاء الله ونقصف عمرها ولن تطول.

إنها حرب وجود.. طبعًا نحن لن نقتل أطفالًا لأن ديننا حرّم علينا ذلك، وقيمنا تمنعنا عن فعل ذلك، ولكننا سنقتل الورم الصهيوني داخل أحشائهم بما سيرونه من قوّتنا وعزيمتنا وسموِّ أخلاقنا وترجيح كفّتنا وهدير هجمتنا حين يوم تحرير قريب. سينخلعون من الإرث القبيح البشع المأفون الذي زرعه أولياء أمورهم داخل عقولهم فغسلوا كل خير فيها ونزعوا كل إيمان داخلها. سيكرهون اليوم الذي ولدوا فيه صهاينة أبناء صهاينة.

لا حلَّ دولتين.. هي دولة واحدة؛ دولة فلسطين العربية الإنسانية وعاصمتها القدس بوابةُ الأرض إلى السماء وحصتُها منها.. حاضنةُ الأديان.. راعيةُ المحبة.. جليلةُ التسامح.. بهيةُ السَّنا.. أحياؤها جامِعةٌ صامدةٌ مانِعة، من حي الشيخ جرّاح وحتى حيّ الشرف في سلوان وصولًا لأحياء النجادا والسراحين والصيامية والمحاريق وغيرها.

الصهاينة يسعون لتطهيرٍ عِرقيٍّ مُمَنْهَج، ونحن نسعى لتحريرِ أرضِنا وإنسانِنا، واستعادةِ كرامتِنا ووحدتِنا ومعنى وجودِنا، وتحقيقِ وعودِ قرآننا، ورفعِ رؤوسِنا، أخيرًا، أمامَ أطفالِنا، بعدَ أنْ نكونَ حميناهم، أولًا، من القتلِ والخوفِ والتهجيرِ والضياع. وجعلناهم، ثانيًا، وقد كبروا وترعروا ونضجوا في ظل هذه الحماية المباركة، يَفْخَرون بِنا، ويشعرون أنّهم لا يقلّون شأنًا عن باقي أطفال العالَم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.