خطورة المثقف المفخخ … مرّة أخرى !

 

الأربعاء 4/5/2016 م …

كتب الناشر ، المدير العام  …

كتبت تحت هذا العنوان أو ما يمكن أن يؤدّي إليه ( أقصد عن خطورة المثقف المفخخ أو الملغوم ) ، أكثر من مرة ، وكنت أسوق أمثلة حيّة ( أسماء لمثقفين ) لتعزيز النصّ الذي أكتب .

للأسف الشديد ، أن أكثر هؤلاء المثقفين ( المفخخين ) هم ممّن كانوا في يوم ما شيوعيين أو يساريين بشكل عام ، مما جعل البعض يعتبرهم الممثلين الحقيقيين لانحياز الفكر اليساري لما يزعمون أنه ( الثورة ) على أنظمة وطنية ما ساومت يوما على القضايا الكبرى والمحورية لشعوبنا العربية .

واليوم ، عندما أكتب مرة أخرى عن نفس الموضوع ، فإنما أفعل ذلك في محاولة مني لفضح ألاعيب الكثيرين من الذين يدعمون عصابات القتلة والإجرام في سورية بإسم الثورة المزعومة .

أنا لا ألوم من كان التآمر ديدنه وأسلوبه في الحياة وفي العمل السياسي … لا ألوم من كان منتميا الى جماعة الإخوان المسلمين مثلا عندما يتآمر على وطنه وشعبه خدمة للأجندة الصهيوإمبريالية ، فالجماعة ومنذ أن أسسها حسن البنّا عام 1928 م في مدينة الإسماعيلية المصرية ، كان لها هدفان أساسيان :

1 )  البعيد المدى محاربة الفكر القومي العربي الذي كان في بداية نهوضه بعد كبت وقمع استمر لأكثر من أربعة قرون ( الإستعمار العثماني )

2 ) إيجاد المبرر ( السياسي والأخلاقي ) لمزاعم الصهاينة ( الآن ) بأن أرض فلسطين هي دولة اليهود ، واليهود فقط ( يهودية الدولة ) مقابل ( اسلاموية ) الدول العربية التي كان من المفترض أن يحكمها الإخوان المسلمون .

ولكني ألوم ، بل وأتّهم من كان يزعم أنه تقدمي ويساري وشيوعي ( أو قومي ) ، وانحاز بملء إرادته الى الخندق المعادي لشعبه ووطنه … هذا الخندق الآسن الذي تتخندق فيه الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني وبني عثمان والرجعيات العربية ، مستعينين بالمرتزقة من كل شعوب الأرض وبعصابات قطّاع الطرق واللصوص والمهرّبين والمطلوبين للعدالة .

هؤلاء ( المثقفين المفخخين ) أخطر ألف مرة من السيارت المفخخة أو غيرها من وسائل القتل الفردية والجماعية .

طلقة المسدس قد تقتل إنسانا واحد لا أكثر ، والسيارة المفخخة قد تقتل عشرة أشخاص أو عشرين أو مائة شخص ، ولكن أوغاد الثقافة المفخخين يقتلون الآلاف ، بل وربما الملايين كونهم ممن يساهموا ب(صناعة ) الرأي العام .

لا يمكن أن يكون المتآمر على وطنه وشعبه إلاّ خائنا ستحاكمه الجماهير وستحكم عليه بالقصاص العادل .

لا يمكن أن يكون المتآمر وطنيا أو قوميا أو شيوعيا حقيقيا .

في اللحظة التي يققر هذا أو ذاك أن ينحاز الى صفّ المتآمرين على شعبه ووطنه ، يكون أنهى كل ارتباط سابق له بأيّة أيديولوجية أو فكر … إلاّ أيديولوجية وفكر الخيانة .

أخيرا … كان سبب عودتي للكتابة حول هذا الموضوع ، هو ما ذكرته لي إحدى القامات النسائية العربية الرائدة والتقدمية الملتزمة والتي تقيم في إحدى العواصم الأوروبية عن بعض هؤلاء ( المفخخين ) وأساليبهم الحقيرة والمبتذلة في الإساءة إلى شعوبهم وأوطانهم وعن تماهيهم مع مخططات وأجندات أعداء شعوبنا العربية .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.