لن نرحل … ولن ترحل فلسطين عن وجداننا / مهند إبراهيم أبو لطيفة
مهند إبراهيم أبو لطيفة ( فلسطين ) – الثلاثاء 25/5/2021 م …
منذ البدايات الأولى لإقتلاع الشعب العربي الفسطيني من وطنه، وماكنة الدعاية الصهيونية تسعى بكامل جاهزيتها الميدانية لإبتزاز جميع أشكال الدعم المالي والسياسي والعسكري بحجة ما يُسمى ب ” الأمن الإسرائيلي”.
كما قام هذا الكيان على أساطير أخرى دينية وتاريخية مؤسسة، اختلق نظرية الأمن والوجود، ليتلقى أكبر دعم وإسناد من الدول والجماعات الحاضنة في مختلف دول العالم. حتى على مستوى ما يُسمى بقرارات الشرعية الدولية ومؤسساتها الأممية، سعى الكيان لترويضها وإستغلالها لتأكيد شرعيته الزائفة، وتبرير توسعه وعدوانيته، وإفراطه في قمع الشعب الفلسطيني، ومصادرة حقوقه في أرضه.
لم يرى بعض العالم الصامت أمام إستمرار الإحتلال، سوى هذه البكائية الصهيونية على أشلاء الفقراء والفلاحين من أهل فلسطين ، وأغمض عينيه طويلا عن جوهر المشكلة: وهي أن هذا الإحتلال هو التهديد الحقيقي للأمن والإستقرار والتقدم الطبيعي للمنطقة، وأن هذا الكيان ينهج سياسة مدروسة لزعزعة أمن المنطقة برمتها.
فضحت مذكرات موشيه شاريت، وزير الخارجية ، ورئيس الوزراء ” الإسرائيلي”، والتي قامت بدراستها ليفيا روكاس، وصدرت في كتاب بعنوان: ” إرهاب إسرائيل المقدس” عن مكتب الشروق الدولية في القاهرة، عام 2000م، أهم ركائز الإستراتيجية الصهيونية إتجاه المنطقة. ولعل بعض العناويين في هذا الزمن الرديء، تدرك أنها بربط أمنها وإقتصادها بهذا الكيان، تقامر بمستقبل المنطقة كلها، وبمستقبل أجيال من شعوبها.
عمل شاريت رئيسا للقسم السياسي للوكالة اليهودية، في الفترة من عام 1933 إلى عام 1948، ثم أصبح وزيرا لخارجية ” إسرائيل” في الفترة من عام 1948 وحتى عام 1956، في الفترة التي تولى فيها ديفيد بن غوريون رئاسة الوزراء، ثم أصبح رئيسا للوزراء في عامي 1954، و 1955، في أوج المد القومي العربي في المنطقة. وبالرغم من أن أول مرة صدر فيها هذا الكتاب كان عام 1980، إلا أن ما كشفه من حقائق، لم تسقط بالتقادم، لكونها نهجا دأب عليه الكيان الإسرائيلي، وما زال مستمرا فيه.
من أبرز ما جاء في الكتاب:
– كان هدف المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، هو دفع بعض الدول العربية لمواجهات عسكرية غير متكافئة، لتغيير موازين القوى على الأرض بشكل جذري، وتحويل دولة الكيان ، للقوة الإقليمية الأكبر المتفوقة عسكريا في الشرق الأوسط .
– إنهاك دول الطوق حول فلسطين، وتحييدها عسكريا وسياسيا، وإنهاكها بالأزمات الداخلية، والتأثير على كياناتها العسكرية بإستمرار وبوسائل مختلفة.
– إستغلال جميع الفرص المتاحة، لكسب مزيد من الشرعية الدولية، في مقابل تصفية مطالب العرب الفلسطينيين، وإنهاء قضية اللاجئين بتهجيرهم ، أو إبعادهم داخل أو خارج العالم العربي.
– إرهاب المواطنين الفلسطينيين بشكل منهجي متواصل، وتعميق حالة المعاناة الشديدة على جميع المستويات المعيشية والنفسية، ومحاولة تحييد ديمومتهم الوطنية، وضرب جماهير المقاومة، وشيطنة حركتها الوطنية بوسائل مختلفة والتشكيك في قوتها ومصداقيتها، واعتماد اسلوب الإغتيالات الداخلية والخارجية.
– تشتيت جهود وطاقات الحركة القومية العربية، والسعي لإلحاق الهزيمة وبها، وهذا ينسحب بالطبع على باقي التيارات الوطنية والعقائدية.
– تدجين بعض الأنظمة بل جعلها في موقع التبعية المتزايدة للكيان، المنوط به أن يصبح بوابة المنطقة الأوسع التي يدخل منها العالم ويخرج ، مستغلين كل تشابك وتعقيدات النظام الدولي.
ما فضحه شاريت، وما تؤكده جميع المنعطفات الحاسمة والمراحل التي مرت فيها منطقتنا ، والتي ستمر فيها مستقبلا، أن الخطر الحقيقي على أمن المنطقة ومصيرها( وليس تبريرا لكل تراجعها)، وأمن الإقليم كله: هو هذا الكيان.
فإلى متى سيبقى العالم ضحية إبتزاز هذه الإسطورة الزائفة ؟. ما تملكه شعوب هذه المنطقة، هو أن تقف حائط صد شغاره الوحيد: لن نرحل…..نحن شعب له ذاكرة…..وسنقاوم!.
التعليقات مغلقة.