بدء معركة تحرير الموصل
الأربعاء 4/5/2016 م …
الأردن العربي … قالت صحيفة “فورين بوليسي” في مقال “تحولت عملية استعادة المدينة العراقية من تنظيم “داعش” إلى عملية محفوفة بالمخاطر في ظل المنافسة السياسية على السلطة. رغم أن إطلاق النار لم يبدأ بعد.
بدأت معركة تحرير الموصل من يد التنظيم. ولكن حتى الآن يشتعل الصراع على الساحة السياسية، حول كيفية استعادة ثاني أكبر مدينة في البلاد.
والخلاف المحتدم حول من يدخل الموصل سيحدد القوة التي ستسيطر على المدينة حالما، أو إذا، تم طرد مسلحي تنظيم “داعش” منها. ولكن على الرغم من الاعداد للحملة بدأ منذ أكثر من عام، إلا أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يتوصل بعد إلى خطة سياسية متماسكة يمكنه من خلالها جسر الهوة بين الجماعات المتنافسة، وفق مسؤولين وخبراء أمريكيين.
وزعمت النشرة الالكترونية للصحيفة ان هدف زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى بغداد واربيل كان “يرمي للتوصل الى توافق الآراء بشأن كيفية استعادة الموصل حيث هدد بايدن باستعداد أميركا للتوقف عن تقديم المساندة الجوية والمدفعية اذا فشلت خطط تحرير الموصل ومنح الجيش العراقي النظامي دوراً محورياً في استرداد المدينة.”
ورجحت الصحيفة نقلاً عن مصادرها السياسية، “نجاة العبادي من الاضطرابات السياسية الراهنة .. لكنه سيكون اكثر ضعفًا وعرضة للرضوخ لضغوط الميليشيات الشيعية الاشد تطرفا.”
وقد استولى تنظيم “داعش” على الموصل في شهر حزيران عام 2014، ما صدم المسؤولين في إدارة أوباما التي حولت تركيزها إلى منطقة أخرى بعد خروج القوات الأمريكية من العراق في كانون الاول عام 2011 بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب ومقتل ما يقرب من 4500 من القوات الأمريكية. وهناك بعض أوجه التشابه بين صراع السلطة الدائر حول من سيحكم الموصل وبين الخلاف الذي نشب أثناء استعادة مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين، وسط العراق في آذار 2015. وفي تلك الحالة، رفض القادة العسكريون الأمريكيون في البداية تنفيذ غارات جوية ضد مقاتلي “داعش” في تكريت.
فيما صرح مسؤولون أمريكيون بأنهم مستعدون لإيقاف نيران مدفعيتهم وقوتهم الجوية مرة أخرى إذا فشلت خطط استعادة الموصل في إعطاء جيش بغداد دورًا محوريًّا.
وعلى الرغم من شكوك قادة الجيش العراقي ومستشارين عسكريين أمريكيين، يصر هادي العامري، زعيم كتائب بدر على تولي جزء محوري من المعركة يتمثل في محاصرة المدينة من الخارج لتأمين القوات العراقية التي ستدخلها.
وأكد العامري في حوار مع صحيفة “فايننشال تايمز” في آذار الماضي أنه “سيلعب الدور الأساسي في معركة الموصل”، مشددًا على أن قواته لن تدخل المدينة، ولكنها ستعزل وتطوق المنطقة، لتسمح للمقاتلين المحليين وقوات الأمن بالدخول الى الموصل.
وقال بِن كونابل، ضابط المخابرات الأمريكي السابق التابع لقوات المارينز، والمحلل البارز الآن لدى راند، بعد زيارة قام بها مؤخرًا للعاصمة العراقية بغداد “العبادي غارق تمامًا في أزمته الداخلية، ومن الصعب أن يقاتل أي شخص حربًا بينما هو مشغول بأمنه والتهديدات السياسية التي تحيط به بشكل مباشر على المدى القصير”.
وتعتبر الموصل عاصمة محافظة نينوى التي تقع على الحدود مع سوريا وكردستان العراق، وتعد أكبر تجمع متعدد الأعراق في المنطقة.
وكشفت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها العام الماضي أن الاكراد منعوا العرب من العودة إلى قراهم في محافظة نينوى لعدة أشهر، تاركين للمدنيين الأكراد يستولون على الأرض. فيما منعت البشمركة العرب من العودة إلى ديارهم بحجزهم في “مناطق أمنية”، مع حرمانهم من الخدمات الأساسية ومنعهم التحقق من ممتلكاتهم.
وفي حديث للفورين بوليسي، قال برونو جيدو ممثل المفوضية العليا للاجئين في العراق إن وكالة اللاجئين ستكون موجودة على الخطوط الأمامية أثناء هجوم الموصل في المستقبل لضمان عدم إساءة معاملة النازحين العرب بحجة المخاوف الأمنية.
وأضاف “اننا سوف نراقب ظروف المعاملة والتأكد من وجود الغذاء والماء والمأوى في مراكز الفحص وبالإضافة إلى التأكد من عدم وجود اعتقالات تعسفية”.
التعليقات مغلقة.