لا وجه للمقارنة بين “ناطوري كارتا” الأصولية اليهودية والصهاينة العرب / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 29/5/2021 م …

جماعة “ناطوري كارتا” اليهودية الأصولية التوراتية التي تأسست عام 1935 في القدس ،بعد قدوم أعضائها من أوروبا الشرقية،وتعني بالآرامية حارس المدينة،وهؤلاء يناهضون مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،والحركة الصهيونية ،ويدعون إلى إنهاء المستدمرة سلميا ،ويؤكدون على عروبة فلسطين،وعلى عدم علاقة اليهود بالقدس،وإنهم غير معنيين بمن يحكمها،ويبلغ عددهم نحو 5000 شخص موزعين بشكل رئيسي بين القدس ولندن ونيويورك،ويعدون من أشرس وأفضل المناضلين من أجل عروبة فلسطين ،والعمل ضد مستدمرة الخزر،ولذلك فإنهم مضطهدون أينما حلّوا بضغط من الصهيونية ،لكنهم يمثّلون علامة فارقة في النضال ضد الصهيونية ومستدمرة الخزر.




يثبت هؤلاء أنفسهم على الدوام في لندن ونيويورك وهم يتضامنون مع الفلسطينيين في المناسبات المعروفة ويضعون الكوفية الفلسطينية على أكتافهم ويحملون أعلام فلسطين ،ويؤكدون إنهم فلسطينيون،ويبرعون في تقديم الأدلة على همجية الصهاينة وعرووبة فلسطين،ويصفون مستدمرة الخزر بأنها محتلة لفلسطين ومجرمة ،ويمارس جيشها الإرهاب بكافة أشكاله ضد الشعب الفلسطيني الأعزل،ويقيني أن حاخاما واحدا من هؤلاء يعد  أفضل من كافة الدول العربية التي تدار من قبل الحاخامات الصهاينة،لأنهم يظهرون في ساحات لندن ونيويورك بهيئاتهم اليهودية المعروفة ويتحدثون لوسائل الإعلام  والرأي العام بإنجليزية سليمة ومعبرة ،وينجحون في التعبير عن آرائهم،فكم حاخاما منهم صرّح علانية لوسائل الإعلام العالمية أنه يخجل من كونه يحمل الجنسية الإسرائيلية ،ومن جرائم إسرائيل،وكم حاخاما أقدم على فعل نضالي قح عندما أشعل النار في جواز سفره الإسرائيلي في ساحات نيويورك أمام وسائل الإعلام الامريكية،ولا ننسى انهم يشاركون حركات التحرر العالمية في تضامنها مع فلسطين ،وقد زاروا ضمن وفود تضامنية عالمية غزة المحاصرة عدة مرات محملين بالدعم الممكن.

يتهم هؤلاء الصهيونية بدءا من هيرتزل وحتى “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،مرورا بجابوتنسكي وشارون وبيغين وشامير بأنهم سرقوا اليهود من الرب ،ولوّثوا الدين اليهودي بجرائمهم التي إرتكبوها في فلسطين،وإعتدوا على الرب بمخالفة أوامره وإقامة “دولة”لهم في فلسطين،في مخالفة صريحة منهم للتوراة الحقيقية التي تحرّم على اليهود إقامة دولة لهم ،وظلم الآخرين والإعتداء عليهم بصورة أو بأخرى،ولذلك فإنهم لا يعترفون بمستدمرة الخزر ولا يتعاملون بشاقلها رغم انه عملة الكنعانيين،وطلبوا من الأمم المتحدة عام 1948 منحهم جوازات سفر خاصة وإعتبارهم لاجئين ،لكن الأمم المتحدة وبضغط صهيوني رفضت الإستجابة لمطالبهم حتى يومنا هذا.

بارعون في تنظيم المسيرات في ساحات لندن ونيويورك ،وماهرون في إيصال رسائلهم للرأي العام العالمي ،ويقيني لو إننا كعرب تحالفنا معهم وقدمنا لهم بعض الدعم ،لإنتصرنا على مستدمرة الخزر دون قتال ،ولكن واقع الحال لا يسمح،إذ كان التحالف العربي مع مستدمرة الخزر،وظهر ذلك جليا عندما أمطرت المقاومة تل أبيب وغيرها بصواريخ أحالتها إلى ركام وأشعلت الحرائق هنا وهناك،ولمسنا الإستنفار العربي قبل الغربي للضغط منذ اليوم الأول على الجانب الفلسطيني كي يوقف إطلاق الصواريخ على المستدمرة ،وهددوهم بوقف الدعم المالي عن السلطة وكأن السلطة لها أثر أو تأثير على غزة ،وقبل أيام وبعد الغدرة المسماة وقف إطلاق النار في غزة ،نظم هؤلاء الحاخامات مسيرة مهولة في نيويورك،هتفوا خلالها ضد الصهيونية وربيبتها مستدمرة الخزر ،وإستعرضوا جرائمها في فلسطين عموما وغزة بوجه خاص ،ضد الأطفال والنساء وكبار السن وقصفها المتعمد للمدنيين وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم.

أظهر هؤلاء الحاخامات الذين يتعامل معه العرب كأعداء ولاءهم لفلسطين العربية ،أكثر من ولاء العرب لها وكانت رسالتهم إن اليهود في فلسطين يعانون كما الفلسطينيين على أيدي مجرمي الصهيونية ومن يشد على أيديهم في الغرب وفي الشرق على حد سواء،وطالبوا في مسيرتهم أمريكا والغرب المتصهين بإنهاء الإحتلال ليس للضفة الفلسطينية كما يتشدق العربان زورا وبهتانا ،بل لكامل أنحاء فلسطين من البحر إلى النهر وإقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني،وحملوا بطبيعة الحال الأعلام الفلسطينية تعبيرا عن إنتمائهم لفسطين،وهتفوا بحرية فلسطين غير آبهين بمواقف الرسمية الأمريكية ووجود عتاة الصهيونية في أمريكا.

لو قارنا  بين ما يفعله هؤلاء الحاخامات الأصوليين  الذين لا نستطيع الإتصال بهم والتعاون معهم خوفا  وجبنا من الصهاينة،وبين ما يفعله العربان العاربة منهم والمستعربة ،لوجدنا أنه لا مقارنة بين هؤلاء الأطهار والشرفاء وأؤلئك الأشرار الأنجاس الذين تخلوا نهائيا وعلانية عن فلسطين ،وإصطفوا بكل الوقاحة المعهودة مع الصهاينة ،ووضعوا كل إمكانياتهم المهولة والمغلفة بالسفه تحت إمرة النتن ياهو،وإستثمروا أموالهم في فلسطين المحتلة ،وقد دمرت صواريخ المقاومة إبان المواجهة الأخيرة  برجا يعود ل مبز في تل أبيب بلغت كلفته أكثر من مليار دولار،وفي الوقت الذي يتمسك هؤلاء الحاخامات ويؤكدون على عروبة فلسطين والقدس،يتنازل الصهاينة العرب عنها ويروجون لأحقية الصهاينة بها،ويقيني انه لا يمكننا حتى مقارنة السود في أمريكا الذين يؤمنون بالحق الفلسطيني ،مع صهاينة العرب.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.