حجارتنا وهيبتهم / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 30/5/2021 م …
“ما هدمتموه من حجر سنبني …وما هدمناه من هيبتكم ألف حرب لا تبنيه”
هذه الكلمات كانت أيقونة مهرجان دعم المقاومة ،الذي نظمته القوى السياسية الأردنية فوق أرض يمتلكها أيقونة القدس كابتن طيار يوسف الهملان الدعجة مساء الجمعة الماضي،وهي من أبلغ ما قرأت بعد المجابهة الأخيرة بين المقاومة والإحتلال ،وتداعياتها خاصة وإن ما انجزته المقاومة غير مسبوق ولم يجرؤ أي زعيم عربي على تحقيق ولو واحد بالمليون مما أنجزت المقاومة ،رغم ملاحظاتنا الشديدة على وقف إطلاق النار الذي كان غدرة وطعنة في قلوب الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص،بإستثناء تلك الصواريخ التي أطلقها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على مستدمرة الخزر ،بعد توريطه في حرب عبثية مع إيران ،وخلق أزمة جديدة مع الكويت،تحقق أهداف أمريكا وذيولها في المنطقة،وقد إنتهت تلك المؤامرات بشطب العراق مؤقتا من المشهد السياسي.
في ميزان الربح والخسارة ،فإن المقاومة الفلسطينية حققت نصرا مؤزرا على العدو ،وإن كان ناقصا بفعل الضغط العربي،ورغم الضغوط الهائلة من الجميع التي تعرضت لها من القريب قبل البعيد،إنقاذا لماء وجه الكيان الغاصب،واستمرت المواجهة 11 يوما ،أشيع الفرح الغامر في نفوس أحرار العالم،ومنهم شركاؤنا في النضال أعضاء جماعة ناطوري كارتا اليهودية التي تناهض الصهيونية والمستدمرة .
لا مقارنة بين إمكانيات المستدمرة النووية ،وإمكانيات المقاومة المحاصرة والمرتهنة في غالبيتها لقرار الممولين من الخارج،ولكن هناك بيضة قبّان وهي الإرادة الصلبة التي يمتلكها الثوار على مستوى فردي في حين أن أفراد الجيش الصهيوني من حسناوات وواضعي حفاظات الأطفال بين أرجلهم لأسباب يعرفونها جيدا ،وقد حققت المقاومة في مواجهتهاالأخيرة نصرا وإن كان مبتورا بسبب عقلية الإستفراد التي يتمتع بها البعض،بسبب قبول وقف إطلاق النار ،الذي ترك العدو يسرح ويمرح في الأقصى والقدس والضفة الفلسطينية والعمق الفلسطيني،يؤيدهم بذلك صهاينة العرب الذين يتخبطون كمن به مس من جنون في حظيرة خنازير لم يقم بتنظيفها أحد منذ ألف عام خلت، بسبب هزيمة حليفتهم مستدمرة إسرائيل.
صحيح أن الآلة الحربية الصهيونية العمياء ،دمرت الكثير من الأبنية والأبراج في غزة وقتلت وجرحت المئات ،ولكن ما تهدم سيتم بناؤه بشكل أو بآخر ،إذ أن البعض سيقدم رشوة لأهالي غزة كي ينفذ مخططه، ومن قتل فهو شهيد والمصاب يؤجر،إلا أن مافعلته المقاومة من تدمير معنوي في النفسية الصهيونية لن يتم بناؤه ،في حين سيقوم صهاينة العرب على وجه الخصوص بالتبرع للمستدمرة لإعادة بناء نفسها ،وإعادة بناء أبراج المستثمرين الصهاينة العرب في تل أبيب،وأهمها برج الضب ،وكما أسلفنا فإن أحدا لن يستطيع تعويض الهدم المعنوي عند الصهاينة ،ولذلك سيلجأون لمغامرات عديدة للإنتقام ،وسيبقى الجانب النفسي والمعنوي عندهم ماثلا للعيان في دواخل الجميع إلى يوم القيامة.
التعليقات مغلقة.