الأردن على صفيح ملتهب … الأسباب والمسببات / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 30/5/2021 م …




لا يمكن لعاقل أو حصيف أن يقتنع بأن ما يجري في الأردن من مشاكل وقلاقل وضغوطات تمس سيادته،إنما هي قدر أو أحداث فرضت عليه هكذا بدون مخطط أو موجه،لأن ما يجري محير للعقل الذي لا يدرك ما وراء الأحداث ولا يربط الحدث بالتوقيت ومن المستفيد ،بمعنى أن ما يتعرض له الأردن منذ أن أصر جلالة الملك عبد الله الثاني على إستعادة منطقتي الباقورة والغمر أواخر العام 2019 إلى حضن الوطن ،وكسر كلمة الإحتلال للمرة الأولى،هو نتاج لهذا الإصرار،ولكن الغرابة كل الغرابة أن يتغيب العقل والحكمة عن حل الإشكالات الداخلية التي تطل برأسها تباعا ،وكأنها حلقة في سلسلة المؤامرات التي يحيكها أعداء الخارج وما أكثرهم.

لم يرق الموقف الأردني الجديد ل”كيس النجاسة” حسب التعبير الحريديمي  النتن ياهو ،فاخذ يرعد ويزبد ويهدد ويتوعد دون علم منه أن القرار قد إتخذ،ولكنه أي النتن ياهو إستند إلى تحالفه الذي قام مع أيتام المقاول ترمب في الخليج،والذي لم يكن هو الآخر على وفاق مع الأردن ،لأن التحالف الإبراهيمي حسم أمره وظن ان بمقدوره شطب الأردن من المشهد السياسي ،ليحلو لهم اللعب في حضن النتن ياهو،وبذلك إكتملت الدائرة على الأردن بتكامل زوايا المثلث الإبراهيمي المكون من ترمب والمراهقة السياسية في الخليج والنتن ياهو،ولكن تغييب ترمب ربما المؤقت قد أخل بالمعادلة ،لأن نظرة بايدن للأمور تختلف عن نظرة بايدن،ومع ذلك فإن أيتام ترمب ،ما برحوا يحاولون  تنفيذ المؤامرات ضد الأردن.

معروف أن المقاول ترمب جاء يحمل صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة ،كما تشطب الأردن لصالح أعداء الهاشميين من التحالف الإبراهيمي ،ولذلك بدأنا نلمس الضغوطات الخارجية ضد الأردن لإجبار جلالة الملك على التنازل لهم عن الوصاية الهاشمية،ولم تؤت ثمار ضغوطاتهم ،فتراجعوا قليلا وطالبوا بالشراكة على السيادة على المسجد الأقصى ،ولكن ضغوطاتهم وتحايلهم ذهبت أدراج الرياح،ووصلت الأمور بهم إلى تنفيذ محاولة إغتيال لجلالة الملك بالتنسيق مع النتن ياهو ولكن الله سلّم.

عمد النتن ياهو إلى خلق أزمة مائية للأردن ،وتأزمت العلاقات الثنائية وإنحدرت كثيرا ،ولم يرعو النتن من رسائل الراحل الحسين له عام 1996 التي وبخه فيها ،بقوله أنه لم يطلع على ملف العلاقات الأردنية-الإسرائيلية،بمعنى أنه يتعامل مع الأردن عن جهل وبدفع من نوايا الآخرين من المراهقين السياسيين السفهاء في الخليج.

وبموازات ضغوط الخارج شهدنا ضغوطا داخلية لا تقل خطورة عن السابقة ،وتمثلت بتسريبات تنبيء عن قرارات كتبت بحبر الفساد،وتتعلق بتعيينات لبعض أبناء الذوات في مناصب عليا برواتب فلكية في حين يشكو الشعب الأردني من الفقر والبطالة،وجاءت كورونا لتزيد الطين بلة،وتعمق المشاكل الأردنية الداخلية .

قبل فترة وجيزة تعرض الأرض لهزة داخلية أربكته في الداخل والخارج ،وتبين أن وراءها أطراف  خارجية تآمرت على الأردن ،بالتعاون والتنسيق مع أطراف أردنية ،ولا ننسى الهزات الداخلية الأخرى مثل قضية الزعران والفتى صالح،وكيف إنشغل الرأي العام بها،وها نحن اليوم نعيش أجواء حدث غير مفهوم ،وهو “هوشة”الرائد السابق في الجيش الأردني والنائب الحالي أسامة العجرمي ،بسبب موقف غير مفهوم ولا  هو مقنع حدث في مجلس النواب على خلفية تداعيات المجابهة الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية ومستدمرة الخزر ،وإنعكاس ذلك على الأردن،وتمخض عنه كلمة “طز”ليشتعل البيدر الأردني على وقعها ،ويبدأ التجييش القبلي في وقت نحن بحاجة إلى التعاضد والتكاتف ،خاصة وأن الأمة كانت تعيش أبهى حالات فرحها وهي تشاهد صواريخ المقاومة وهي تنهمر وللمرة الأولى على تل أبيب وبقية أنحاء فلسطين ،وتستنفر القبائل الأردنية تسندها قبائل العراق التي وصلت إلى منطقة طريبيل الحدودية ،على أمل الدخول إلى فلسطين،وإنقطاع الكهرباء عن كامل الأردن وبروز مشكلة في النت  وظهور مشكلة في المياه،وبعد ذلك  انطلقت إلى صدورنا سهام الغدر متمثلة بوقف إطلاق النارفي غزة ،وإستمرار الإحتلال يعبث في القدس والقصى والضفة الفلسطينية والعمق.

 

مطلوب من العقلاء والحكماء  التحرك فورا لتطويق الحدث ولملمة الأمور كي لا نصبح في حالة يقوى علينا أي ضب،فالأردن احتفل قبل أيام بعمر المئة ،وهذا يعني أنه زاخر بالحكماء والعقلاء،وعلى أصحاب الضبط والربط النظر إلى الأمور من زاوية اخرى والقيام بما من شأنه تهدئة الخواطر منعا لنفاذ المتآمرين إلى الأردن ،وتحقيق أهدافهم ،ولن يكون ذلك إلا بالتلاحم مع الشعب وليس الإلتحام معه…رسالة وطن.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.