مستدمرة الخزر الصهيونية في فلسطين محظوظة بصهاينة العرب / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 31/5/2021 م …
مخطيء من يظن أن الغرب المتصهين هو الذي أسس مستدمرة إسرائيل الخزرية في فلسطين المحتلة،رغم الرغبة الملحة لهذا الغرب بذلك ليس حبا بيهود بطبيعة الحال ولا كراهية بالفلسطينيين ،بل سعيا لتخليص بلدانهم من يهود الفاسدين المفسدين الذين وبشهادة الحاخام اليهودي “يارون رؤفين” كانوا في المانيا على سبيل المثال يعيشون حياة قوم لوط ،وإنهم كانوا أصل الربا ،كما وهم الذين دمروا المانيا وروسيا على وجه التحديد.
لكن هذه الرغبة الغربية لم تكن لتر النور وتصبح حقيقة على الأرض، لولا وجود بقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب ،الذين إكتشفهم البريطاني خبيث الصحراء وثعلبها لورانس ،وتولاهم من بعده السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني في الصحراء،الذي سهّل لمؤسس الحركة الصهيونية الصحفي النمساوي اليهودي العلماني ثيودور هيرتزل ،الحصول على وعد ملك الصحراء آنذاك عبد العزيز بالتنازل عن فلسطين ومنحها لليهود ،مقابل تمكينه من حكم الجزيرة منفردا ،وهذا ما تم إذ ساعدته بريطانيا في إبعاد كافة خصومه من أصحاب الأرض والحق في الحكم وفي مقدمتهم الهاشميون وآل رشيد وغيرهم.
هذا ما يفسر حرص عبد العزيز وأبناؤه الذين حكموا من بعده على الحفاظ على أمن مستدمرة إسرائيل ،والعمل على “ردع الفلسطينيين”،بدءا من المشاركة في جيش الإنقاذ الذي قام بتسليم الساحل الفلسطيني لليهود عام 1948،وإنتهاء بصفقة القرن التي تبناها إبن أخيه مبس مقابل تمكينه من العرش بعد وفاة أبيه،مرورا بموقفه من مجزرة الخليل عام 1929 إذ طرد الحجاج الفلسطينيين من الخليل آنذاك إحتجاجا على ذبح العشرات من اليهود في الخليل،وتلاها موقفه من ثورة وإضراب 1936 في فلسطين ،عندما أوفد أخاه فيصل وكلب الإنجليز في العراق آنذاك نوري السعيد إلى فلسطين ،وإبلاغ قادتها ان “صديقتنا “العظمى بريطانيا وعدت بحل المسألة في حال تم إيقاف الإضراب وإنهاء الثورة ،وكانت خدعة كبيره كررها الملك فهد عام 1982 عندما أقنع القيادة الفلسطينية بالخروج من لبنان ووقف النار بعد حصار أسطوري في بيروت دام 88 يوما،ومبادرة الملك عبد الله الإستسلامية.
لم تقف الأمور عند مملكة الصحراء الوهابية ،بل تعدتها لتشمل العديد ممن إنضووا تحت اللواء الصهيو إمبريالي البريطاني ومن ثم الأمريكي.
إتضحت الصورة أكثر في اليوم الأول للمجابهة المتأخرة التي بدأتها المقاومة في غزة مجبرة مع الإحتلال بعد 3 أيام من عبث الإحتلال في القدس والأقصى،وفي ذلك اليوم لمسنا التحركات العربية لحماية مستدمرة الخزر من الإنهيار ،إذ هرع مبس للإتصال بالأصفهاني الأصبهاني القابع في مقاطعة رام الله،وطلب منه وقف إطلاق الصواريخ على المستدمرة لأن ذلك ضد مصالح مملكة الصحراء،وإلا فإن المملكة ستوقف دعمها المالي للسلطة ،لكن الأصفهاني أخبره أنه لا تأثير لسلطته العميلة على قرار غزة،فما كان من الآخرين إلا أن هرعوا إلى غزة ،وبحسب تسريبات وتوقعات أنه تم عقد لقاءات سرية بين المتحاربين نجم عنها وقف إطلاق النار بصورته المشبوهة ونتيجته الكارثية.
وما أضحكنا حد البكاء إنهم خرجوا علينا بمسرحية هزلية تبرر قبول “كيس النجاسة”لوقف النار وهو أن الرئيس بايدن أبلغه إنه في حال لم يوقف إطلاق النار وتدمير غزة ،فإنه لن يتمكن من منع الطائرات الباكستانية والتركية من التوجه للمستدمرة وقصفها بالقنابل والصواريخ،وزادوا أيضا أن تركيا والباكستان طلبتا من العراق والأردن فتح مطاراتهما الحربية للطائرات الباكستانية والتركية ،والأشد غرابة من ذلك أن مسؤولي البلدين صرحوا انهم أبلغوا واشنطن بإرسال طائرات حربية في حال لم يوقف النتن ياهو الحرب على غزة………صح النوم.
التعليقات مغلقة.