إحتيال القرن / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 1/6/2021 م …




جاء وصف “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو، لتحالف معارضيه  لبيد وبينيت ضده وإتفاقهم على تشكيل حكومة ،يتناوب  عليها  كل من المذيع السابق /خصم النتن ياهو رئيس حزب “هناك مستقبل”يائير لبيد ،ورئيس حزب اليمين الجديد نفتالي بينيت  مناصفة ،بأنها إحتيال القرن،ليغطي على صفقة القرن التي جاء بها المقاول ترمب وضباب الخليج مبس ومبز،والتي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة ،والأردن الرسمي لصالح آل سعود ،الذين ينظرون للهاشميين نظرة العدو التقليدي الصعب والمزعج بالنسبة لهم،خاصة وإنه لا يزال يرفض التنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات، أو حتى المشاركة معه فيها نظير مليارات كثيرة من الدولارات،من أجل تجريده من شرعيته التي قام عليها .

حكومة الرأسين في حال تم تشكيلها لا تعني فقط إخراج مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية من مأزقها التي تر به منذ سنتين ،وأجرت أربع إنتخابات لم يتمكن النتن ياهو من تشكيل حكومة يمينية بمفرده،بل تعني الشيء الكثير ،مثل أن هذه المستدمرة الإصطناعية قد دخلت مرحلة الإنهيار وفق التنبؤات الدينية التوراتية والقرآنية ،وبناء على دراسات الإستخبارات الأمريكية على وجه الخصوص،والتي أصدرت تقارير عام 2016 تتحدث عن الشرق الأوسط بدون إسرائيل،ويقيني إنها تقارب نهاية مملكة إسبارطة اليونانية التي لم تكن تفهم سوى لغة القوة والحروب.

أما الجانب المهم  في هذا التحول فهو نهكوص لابيد عن وعده إبان مواجهة المقاومة مع الإحتلال،الذي قطعه على نفسه بإنسحابه من محاولة تشكيل الحكومة ،وتعهده بعدم العمل على إسقاط النتن ياهو،ويبدو أن النتن ياهو دخل النفق المظلم ،الذي سيقوده إما إلى الإنتحار أو إلى السجن،وبذلك سيفقد متعة شعوره بأنه ملك إسرائيل ،كما سيفقد أصحابه الضباب في الخليج الذين أغرقوه وزوجته بالملايين نقدا وعلى شكل هدايا،ناهيك عن مشروع الشرق الأوسط الجديد ،الذي يسجل للنتن ياهو أنه هو الذي أخرجه إلى النور ،وهو الذي إتفق على ذلك مع الضباب في الخليج ، الذين تحالفوا مع مستدمرة الخزر علانية وتبنوا روايتها ،ووظفوا جراءهم كي ينبحوا ضد الفلسطينيين نيابة عنهم.

لكن هل سيسمح النتن ياهو الزعيم اليميني العتيق في الحكم منذ العام 1996 ،بهذا التحول ويترك المياه تنساب من تحته كي يجد نفسه قابعا هو وزوجته ساره التي يعشقها ضباب الخليج؟الجواب على ذلك لا طبعا ،فالرجل له مكانته وأدواته وبصمته ،وبالتالي سيوظف كل شيء كي يحبط مساعي خصميه لابيد وبينت،حتى يعود هو رئيسا للوزراء ويحظى هو وزوجته المسرفة سارة بملايين الدولارات لحسابهما الشخصي.

كل الإحتمالات واردة لأن السياسة لا تسير على سكة ثابتة ،ولكن الثابت هنا هو أن مستدمرة الخزر في طريقها للتفكك ،فقد إستيقظ المستدمرون من سباتهم وأيقنوا إن فلسطين ليست لهم ،وتحرك الضمير الغربي وخرج من ظلمة التضليل الصهيوني وقال كلمته بحق إسرائيل والفلسطينيين منحازا للشعب الفلسطيني ،كما إن النتن ياهو وإن أتقن لعبة قذرة ضد خصمية  فإن مآله إلى السجن لأنه ليس مخلدا، وهم رغم سوئهم لا يرحمون الفاسدين ،ولن يكون أكثر أثرا وتأثيرا من الهالك السفاح شارون.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.