الدب القطبي ينام لكنه مفتح العينين ويراقب ما يدور حوله / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 4/6/2021 م …




لم تكتف الادارة الامريكية بتحريض دول الاتحاد الاوربي على روسيا خاصة تلك التي  يلعق حكامها من فضلات  صحون الموائد الامريكية تلك الدول  التي  انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991 للانجرار وراء  حملاتها  التضليلية واكاذيبها ضد روسيا  بل اتجهت  واشنطن الان نحو دول شرق اوسطية بعد ان شعرت ان معظم حلفائها في المنطقة من الذين  كانت  تعتمد عليهم في  تصفير خزائنهم  التي كانت تغص بموارد النفط والغاز بحجج واهية وغيرها من الدول والحكومات مسلوبة  الارادة وجدت موسكو قدما لها في تلك المنطقة التي كانت حكرا على الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية.

فقد  طلبت واشنطن  من دول في منطقتنا دون ان تسميها  عدم الذهاب بعيدا وراء اقامة علاقات واسعة مع روسيا والصين وحذرتها  وبلهجة مشددة من عواقب وخيمة وكانت تخاطب هذه الدول بلهجة الاستاذ الذي يطلب من  طلاب الروضة بعيدا عن كل الاعراف الدبلوماسية والاخلاقية .

ويبدوا ان اول من  ركع عند اقدام واشنطن السودان فقد اعلن رئيس اركان الجيش السوداني الفريق  اول ركن محمد عثمان ان الخرطوم سوف تعيد النظر بالاتفاقية مع روسيا بشان مركز امداد ودعم البحرية الروسية في السودان.

روسيا من جانبها احيطت  علما بتصريح المسؤول السوداني الذي جاء مباشرة بعد التحذير الامريكي وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ” الكرملين” ديمتري بيسكوف ان موسكو على تواصل مستمر مع الخرطوم بهذا الشان عبر القنوات الدبلوماسية لتحري المسالة.

لاشك ان هناك العديد من الانظمة والحكومات في منطقتنا لاتمتلك  الارادة الوطنية انها مسلوبة  الارادة وتركع عند اقدام سادة البيت الابيض.

 وللتذكير فقط كان الرئيس السابق دونالد ترامب وادارته اكثر الذين حلبوا بقرات الخليج وحصل ترامب على مئات المليارات من الدولارات من تلك الانظمة التي تحولت الى زورق انقاذ للاقتصاد الامريكي الذي   كاد يترنح جراء استفحال  وانتشار وباء كورونا الذي اربك  اقتصاد الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تحولت من دول داعمة للمؤسسات الصحية والطبية  الى مجرد دول  جباية  وابتزاز على حساب وضع المواطن المعيشي فيها .

لاغرابة من ركوع السودان عند اقدام اليانكي وربما سوف تلحق به انظمة فاسدة اخرى لتلبي الاوامر الامريكية .

روسيا التي لم يعد يقر الاخرون من اعدائها انها ليست بعجالة من امرها في التعامل مع هذه الحملات المعادية التي تنم عن اخلاقيات رديئة  لكنها ترد  وبكل قوة على كل خطوة عدوانية مهما كان مصدرها  ردا مناسبا وهاهو مخطط واشنطن حول  عرقلة  خط انبوب الغاز الروسي الى اوربا  السيل2 قد  انهار تماما رغم العقوبات والحظر  ليقر الجانب الامريكي بفشله متذرعا بان العقوبات لم تعد مؤثرة بعد ان اوشك الخط على الانجاز تماما .

الولايات المتحدة سوف تفشل لامحالة في مخططات بمناطق  اخرى وان القمة القادمة بين بايدن وبوتين سوف لن تكون العصا السحرية التي ينتظرها العالم وان   موسكو واعية تماما.

والي الذين يعتقدون ان الدب القطبي كان  نائما طيلة هذه الفترة فهو واهم وحتى لوكان نائما لكنه لم يغمض عينيه فهو يراقب عن كثب  ما يدور حوله خاصة في الفترة الاخيرة التي انتفض فيها و وقف على قدميه وتحرك بصورة مفاجئة  واخذ  يجيد السباحة في المياه الدافئة وهذا اكثر ما ازعج ويزعج اعداء روسيا من الذين صنفتهم وزارة الخارجية الروسية في سجلها ” اعداء” لها  وفي المقدمة الولايات المتحدة ودولة التشيك دون ان تتراجع عن ذلك رغم دعوات دول الاتحاد الاوربي التي تمارس سياسة ذيلية موالية للولايات المتحدة تلك السياسة  التي لم يعد لها قيمة من منظور الكرملين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.