مؤشرات زوال الكيان الصهيوني / د. عبد الوهاب المسيري
د. عبد الوهاب المسيري ( مصر ) – الثلاثاء 8/6/2021 م …
حدد المفكر المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري، صاحب موسوعة (اليهود واليهودية والصـמـيونية) ، عشر علامات تؤشر على أن زوال إسرائيل بات وشيكاً .
نافيا أن يكون لهذا التوقع علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل، مشدداً على أنه يقرأ معطيات وحقائق يستقيها من الكتب والصحف الإسرائيلية. والعلامات العشر التي حددها المسيري هي:
*1. تآكل المنظومة :
يرى المسيري أن تآكل المنظومة المجتمعية لإسرائيل هو أحد أهم أوجه انهيار الكيان الصهيوني، وذلك بعدما فشل مصطلح “الصهر” الذي حدده ديفيد بن جوريون مؤسس الدولة العبرية “لصهر المجتمع الإسرائيلي بأكمله في منظومة واحدة موحدة القومية بعيدا عن الهويات المتعددة التي جاء بها اليهود من مختلف بلدان العالم”.
وأضاف: “هذا المفهوم فشل في إيجاد هوية قومية موحدة لليهود القادمين إلى إسرائيل، وهناك مشكلة دمج عرب 48 والأقليات داخل المجتمع الإسرائيلي، والتي مازالت تمثل عائقا. كما وقع المجتمع الإسرائيلي في مجموعة من الاستقطابات والصراعات الفكرية والعرقية”.
*2. تغير السياسات:
وفيما يتعلق بتغير السياسات الحاكمة، قال المسيري إن هذا الفشل أدى إلى “تزايد حالة القلق داخل المجتمع الاسرائيلي من قبل المفكرين والمثقفين، والذي وصل إلى درجة الهاجس من حدوث انهيار الداخل الحزبي، وظهور تمرد عام في إسرائيل أو حتى شيوع حالة من التذمر في مؤسسات الجيش والاستخبارات على غرار ما جرى في السيتنيات بين صفوف الموساد في ظل تعثر خطوات تطوير النظام السياسي القائم”.
*3. النزوح للخارج:
أما العلامة الثالثة التي حددها المسيري فهي “النزوح من إسرائيل”، مشيرا إلى أن سجلات الإسرائيلية تؤكد “نزوح مليون إسرائيلي لخارج إسرائيل من إجمالي 6 ملايين قدموا إليها”.
وأضاف: “شهد العام الماضي وحده خروج أكثر من 18 ألف إسرائيلي في حين تدنت مستويات الهجرة لإسرائيل إلى أقل معدلاتها منذ 20 عاما”.
*4. عدم اليقين من المستقبل:
وأرجع المسيرى السبب وراء النزوح إلى حالة “عدم اليقين من مستقبل “إسرائيل”، مشيرا إلى أن “المجتمع الإسرائيلي مصطنع وبالتالي سيظل شعوره بعدم الانتماء إلى المنطقة قائم”.
ولفت إلى أن ما يؤكد ذلك قول الرئيس الإسرائيلي شيمون بريز عندما سأله أحد الصحفيين هل ستبقي إسرائيل 60 عاما أخرى؟ فرد عليه: “اسألني هل ستبقي 10 سنوات قادمة؟!”.
*5. الإجماع الوطني:
ومن بين العلامات أيضا “انهيار نظرية الإجماع الوطني” نظرا لاتساع الهوة القائمة بين العلمانين والمتدينين، والتي أدت إلى حالة من العداء المستمر بين الأحزاب الدينية الشرقية والغربية والوسطية.
*6. الماهية اليهودية:
ولفت المسيري إلى أن إسرائيل فشلت حتى الآن في تحديد ماهية الدولة اليهودية، مشيرا إلى أن الحاخامات اليهود يؤكدون أن الإعلان عن الدولة اليهودية هو علامة انهيارها وفقا لمعتقدات الديانة اليهودية.
*7. العزوف عن العـسكرية:
وأضاف المسيري أن علامات انهيار الدولة العبرية تتعاظم خلال السنوات الماضية، ومن بينها ما تؤكده وسائل الإعلام والكتابات الإسرائيلية عن “عزوف الشباب عن المشاركة فى الحياة العـшـكرية، ورؤية شباب الدولة ورجالاتها عدم وجود مبرر لاستمرار الاحتلال لأراضي الغير”.
ولفت إلى أن الشباب الإسرائيلي بات يتساءل: “هل هذه الحروب التي تخوضها الدولة خيار أم احتلال؟”
*8. السكان الأصليون:
ومن بين العلامات التي شدد عليها المسيري “فشل الإسرائيليين في القضاء على السكان الفلسطينيين الأصليين”، مشيرا إلى أن الوضع الديموغرافي في صالح الفسطينيين وليس الإسرائيلين.
وأضاف أن الجيوب الاستيطانية في العالم تنقسم إلى قسمين، الأول من نجح منها في القضاء على السكان الأصليين، مثل الولايات المتحدة وأستراليا، فيما لم ينجح القسم الثاني الذي تنتمي له إسرائيل في ذلك.
وأردف: “هذا ما اكتشفه بن جوريون مبكرا عندما قال: نحن الآن لا نجابه مجموعة من الإرهابيين، وإنما نجابه ثـورö قومية، لقد سرقنا أرضهم ولن يسكتوا على ذلك وإذا قضينا على جيل فسيظهر آخر”.
*9. استمرار الـمـقـ.ـاومة:
وأعرب المسيري عن أن استمرار الـمـöـ.ـاومة الفلسطينية هو “جرثومة النهاية للدولة الإسرائيلية”، مضيفا أن “هذا ما يؤكده قول أحد قادة إسرائيل: نحن غير قادرين على رصد صـ،ـواريخ الـöـسـ.ـام بسبب صناعتها البدائية،
وأشار إلى أن إسرائيل تعاني من “غياب عمق الانتصارات”، قائلا إنه “على الرغم من امتلاك إسرائيل لآلة عسكرية ضخمة حققت من خلالها العديد من الانتصارات، فإن الانتصارات العـшـكرية التي لا تترجم إلى انتصارات سياسية . لا تمثل انتصارات.
*10. عبء على أمريكا:
أما العلامة العاشرة والأخيرة التي لفت إليها المسيري فهي أن “إسرائيل قائمة على الدعم الخارجي، وخاصة الدعم الأمريكي، والبعض يتحدث الآن عن أن إسرائيل بدأت تمثل عبئا على الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة”.
*وأوضح أن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعني أن “القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة.. فهي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية، وإذا انتهي هذا الهدف انتهت إسرائيل”.*
التعليقات مغلقة.