الردع المدروس ..والرد الموجع .. / د. فائز الصايغ
د. فائز الصايغ ( الثلاثاء ) 3/2/2015 م …
أكثر من عشرين ألف نازي إرهابي يتواجد في سورية ويمارس الإرهاب الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا ورؤساء دول من أسموا أنفسهم يوماً بـ”أصدقاء سورية”.
التقرير الدولي الذي كشف عن هذا العدد تزامن مع ما أطلقه الرئيس التشيكي الذي وصف منظومة داعش التي تضم هؤلاء بأنّهم تنظيم إرهابي مماثل للنازية الألمانية، وأنّ من أهداف هذا التنظيم الإرهابي التهديد بقتل الملايين من البشر بمن فيهم المسلمون، وأنّ خريطتهم حتى عام 2020 تشمل نصف أوروبا ونصف إفريقيا وحيزاً كبيراً من آسيا..
ألا يشير هذا الوارد في التقرير والوارد في تصريح وتوصيف الرئيس التشيكي إلى أنّ الإستراتيجية الأميركية – البعيدة المدى- لمواجهة داعش لا يعنيها تهديد الإرهاب لأوروبا، وأنّ أمن القارة الأوروبية العجوز ليس في مقدمات اهتمامات الولايات المتحدة الأميركية ولا في صلب إستراتيجيتها لمواجهة داعش؟
ألا يعني أنّ إسرائيل التي تتعاون وتنسق وتدعم وتداوي المصابين من الإرهابيين النازيين الجدد أنّها دولة نازية معاصرة تنتهج أساليب النازية وطرائق عملها ودعمها للنيل من المنطقة عموماً ومن سورية على وجه الخصوص..؟
ألا يحق للمتابع أن يذهب في تخمينه أو تحليله إلى ربط أهداف إسرائيل وممارسات الولايات المتحدة واستخدام النازيين الجدد لتحقيق أغراض استعمارية استيطانية عبر تفتيت الجغرافيا وتشويه التاريخ وإضعاف شعوب ودول المنطقة وتكريس مجموعات خارجة عن القانون لتنفيذ المخطط الصهيوأميركي المشترك في المنطقة العربية وفي العالم..؟
وكما يجدد النازيون أزياءهم وهندامهم وأساليب الإرهاب يجدد وريث الأحلام العثمانية أردوغان أساليب العثمانيين الذين أسهموا في تخلّف المنطقة وشعوبها طيلة أربعة قرون لا تزال آثارها ومفاعيلها تستولد التخلف والجهل والهمجية في منطقتنا، وبخاصة عندما يكون لبوس العثمانية الجديد مدعوماً من دول الناتو ومن فكر المنطقة المتخلف ومن فهمها المغلوط للإسلام الحقيقي، لا بل المتعمد تشويهه وتحميله ما ليس به تمهيداً لاستهدافه في المستقبل..
ومع ذلك فقد مرت أربع سنوات بقضّها وقضيضها مع تكالب دول العالم الاستعماري وتوظيف مختلف إمكاناتها وطاقاتها وأساليبها وأدواتها وبقيت سورية صامدة، يتنامى صمودها ويشتد عودها بفضل معادلة راسخة لم تقوَ قوى الشر على النفاذ منها وهي قوة الشعب التي تمد قوة الجيش وبالعكس بحيث تستطيع سورية في أحرج الظروف وأصعبها توحيد جبهة المقاومة في الجنوب اللبناني مع جبهة المقاومة الشعبية في الجولان بالصلابة والقوة التي تتمكن فيه المقاومة هنا أو هناك من تحقيق الردع المدروس والردّ الموجع، وهذا ما أثبتته الأحداث والوقائع.
التعليقات مغلقة.