الدعم العربي لفلسطين … مجرد حكي / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 13/6/2021 م …  

وما أسهل الحكي،وقالوها في الأمثال:”الحكي ما عليه جمرك”،يعني ببلاش وقيل :”ياللي ببلاش كثّر منّو”،وهذا هو حال العرب العاربة منهم والمستعربة،فهم أتقنوا فن تلويث الأثير بصراخهم الفارغ:”بالروح بالدم نفديك ياقدس..ويا أقصى ويا فلسطين”،ولو فحصنا قوة حناجرهم وهم يمارسون هذا الكذب لوجدنا إنها تعمل بقوة ألف حصان،لكن أفعالهم على الأرض أضعف من نملة للتو خرجت من البيضة،وأعني التقدميون قبل الرجعيين والأغناء قبل الفقراء والأقوياء قبل الضعفاء ،وأضيف إليهم الدول الإسلامية حتى النووية منها،ما عدا إيران.




يقول أحد المرتزقة العتيقين في تقديم خدماتهم للرجعية الثرية،قبل أيام على إحدى وسائل إعلامهم القذرة، أن حركة حماس ورطت الفلسطينيين والعرب في حرب  وهم ليسوا مستعدين لها،ولا أدري كيف قبل هذا المرتزق على نفسه الغوص بهذا الإتجاه ،إذ أن 73 عاما مرّت على إنتزاع فلسطين من أهلها ،ومع ذلك وبحسب هرطقته التي تقلب المعدة فإنهم ليسوا مستعدين للحرب،والسؤال هو متى يستعد العرب والفلسطينيون إذا.

ما نجح به العربان حتى اللحظة هو تقزيم فلسطين إلى غزة وتقزيم المقاومة إلى حماس،التي إنقضوا للهجوم عليها بتوظيف كل كلابهم  هنا وهناك ،ومحاولة تشويه صورتها ومنع الدعم عنها ،بحجة واهية وهي إنها لم تشاورهم في الحرب الدائرة على غزة ،وكأن المقاومة هي التي بدأت تلك الحرب،لكنهم ولجبنهم لم يفصحوا عن السبب الحقيقي لهجومهم على حماس ،ألا وهو تلقيها الدعم المعتبر من إيران،وهذا هو السر البريمو،وهذا هو سبب تحريضهم على الشعب الفلسطيني برمته أيضا،وكأن الشعب الفلسطيني يرفض دعمهم وإسنادهم .

كان  من الأجدر بالعربان التكاتف مع الشعب الفلسطيني ومنافسة إيران  والضغط على تركيا لمساندة فلسطين فعليا نوكذلك الباكستان النووية،وأندونيسيا ،لكن العربان يمارسون الضغط على هذه الدول لإجبارها على التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية،ويتناغم العربان مع الصهاينة في الهجوم من حماس والتحذير منها ،إذ قال “كيس النجاسة “حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو أن إنتصار حماس على مستدمرة إسرائيل ،يعني إنهيار الأنظمة العربية.

ليست المرة الأولى التي يخذل فيها العربان فلسطين ،وكانت البداية عندما تنازل الملك عبد العزيز عن فلسطين لليهود ،مقابل تعهد بريطانيا بتمكينه من حكم الجزيرة بمفرده ،كما أنهم أسهموا في تأسيس المستدمرة عام 1948 من خلال إرسال ما يسمى جيش الإنقاذ الذي منع الفلسطينيين من المقاومة بحجة إعاقة عملياته،ورأيت بأم عيني المواقف العربية المخزية إبان إجتياح السفاح شارون للبنان  صيف العام 1982،بالتنسيق مع حلفائه في الإقليم ،وإنتهت الأمور بعد صمود لبناني-فلسطيني غير مسبوق في بيروت  مدته 88 يوما،بإخراج قوات منظمة التحرير من لبنان ،وبعدها إفتعال مجازر صبرا وشاتيلا وخنق المقاومة اللبنانية ،بالتعاون مع العربان من أبناء مردخاي.

اليوم تقومم دول عربية تتقدمها الكويت في الخليج والأردن رغم وضعه الإقتصادي ،بالتبرع لدعم غزة ،لكننا نسمع أصواتا في الكويت والخليج تنهق خارج الصف ،وتستنكر حملة التبرعات الكويتية ،وتقول إن حماس لم تشاورهم في الأمر،علما أن من يوظف هذه الأصوات  النشاز وهما مبز ومبس يدعمان مستدمرة الخزر بعشرات المليارات  من الدولارات ويستثمران فيها بمئات المليارات ……أمجاد يا عرب أمجاد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.