“مسيرة الكراهية” الاستيطانية في القدس قد تفجر مواجهة جديدة ..!! / د. هاني العقاد
د. هاني العقاد ( فلسطين ) – الأحد 13/6/2021 م …
تصر اسرائيل علي تسيير “مسيرة الكراهية ” التي يسمونها “مسيرة الاعلام” العنصرية نحو القدس والمسجد الاقصي والتي محتواها التحريض علي كراهية الفلسطينيين وقتلهم وتهجيرهم من المدينة المقدسة ,ليس هذا فقط بل ان المستوطنين يرسلوا بهذه المسيرة الرسائل الي الفلسطينين بان عليهم الرحيل وترك هذه المدينة المقدسة لليهود ,وترسل رسائل الي باقي المستوطنين في اسرائيل لممارسة مزيد من العربدة والتطرف وبالتالي اقامة مزيد من انشطة الكراهية ضد الفلسطينين . لم ينهي (نتنياهو) حياته السياسية الا بمزيد من التطرف والكراهية ومزيد من سفك دماء الفلسطينين الابرياء من قبل آلته الحربية وجنوده احتلاله المدججين بالسلاح فقد ترك موضوع المسيرة “لنفتالي بينت ” ليقرر اما ان يلغيها او يستمر في اعطاء الضوء الاخضر للمستوطنين ليمارسوا كراهيتهم بدعم سياسي وحماية امنية كبيرة من الدولة . لا اعتقد ان يلغي (نفتالي بينت) في اول ايام ولايته مسيرة مهمة كهذه للسيادة الاسرائيلية علي القدس والمسجد الاقصي بالرغم من تحزيرات المستوي الامني والعسكري بل العكس سوف يثبت للمتطرفين اليهود انه الاحرص من (نتنياهو) علي حقهم في المدينة المقدسة وبالتالي حقهم في اقامة هذه المسيرة مهما كانت الاثمان .
“مسيرة الكراهية “انها ليست اكثر من ذلك ومسيرة استفزاز خطير للفلسطينين وتدنيس حقيقي لمقدساتهم الاسلامية ولن يفهمها الفلسطينين والعالم الحر اقل من ذلك , لا اعتقد ان تجلب هذه المسيرة السلام في مدينة السلام بالرغم من اعطاء الشرطة الاسرائيلية توجيهات لها بمحاولة تفادي الحي الاسلامي لكنها ستمر باطراف هذا الحي التاريخي , والاخطر ان تجمع المستوطنين المتطرفين سيبدأ من امام اهم رمز للسيادة الفلسطينية في الميدنة المقدسة بعد المسجد الاقصي وهو (باب العامود) والذي سيقيم فيه المستوطين الرقصات والطقوس التوراتية بالاعلام الاسرائيلية واليافطات التحريضية ومن ثم التوجه نحو باب الخليل لتنتهي بحائط البراق . لعل بداية المسيرة هي بداية شرارة المواجهة مع الشبان الفلسطينين الذين اخذوا علي عاتقهم التواجد علي مدار الساعة علي مدرجات باب العامود المتعددة في محاولة لمنع اي تواجد للمستوطنين المتطرفين داخل (باب العامود) وعلي مشارفه وبالتالي افشال تجمعهم العدواني في مهده , قد تلجأ الشرطة الاسرائيلية الي تفريغ باب العامود و المسجد الاقصي بالقوة من الفلسطينين وهذا سيفجر مواجهة دامية هناك قد تلهب المشهد مبكراً وسيكون بالطبع بمثابة عنوان لان يتداعي كافة الفلسطينين المقدسيين والفلسطينين من الضفة الغربية والعمق الفلسطيني للنفير العام و التواجد امام (باب العامود) يوم الثلاثاء 15 يونيو المحدد لاقامة مثل هذه التظاهرة الاسرائيلية التحريضية العنصرية . لا اعتقد ان توفر هذه المسيرة الهدوء للفلسطينين في المدينة المقدسة بالمقابل وخاصة ان هناك تحريض مستمر من قادة اسرائيل السياسيين والدينين علي الوجود العربي الفلسطيني في القدس وخاصة ان لديهم خطة ممنهجة لاقتلاع الهوية الفلسطينية وبالتالي ترحيل اكثر من 350 الف فلسطيني خارج القدس ليكملوا بذلك مخطط توحيد المدينة المقدسة.
سيلتهب المشهد في القدس من جديد وستتفجر مواجهة ضارية مع الفلسطينين الذين يصروا علي حماية مدينتهم ومسجدهم الاقصي وسيكون للمقاومة الفلسطينية كلمة امام ذلك لان تفجر الاوضاع في القدس واستباحة المستوطنين المتطرفين حارات القدس العتيقة وحواريها وابواب المسجد الاقصي وباحاته وان تبقي المقاومة صامته لا معني لذالك امام هذا التحدي الخطير لمشاعر المسلمين في كافة بقاع الارض ولا تستطيع المقاومة الفلسطينية عدم التدخل بعدما كسبت المعركة الاخيرة وافشلت مسيرة الاعلام التي كان مخطط تنفيذها في 28 رمضان الماضي ,ولا اعتقد ان اتفاق وقف اطلاق النار الهش والوسطاء يمكن ان يقنعوا قيادة المقاومة الفلسطينية بغزة بعدم اتخاذ قرار بالرد علي “مسيرة الاعلام ” الاستيطانية في القدس وافشالها في مهدها لان هذا تحدي يحسب لها الف حساب لبقاء معادلة الدرع لصالح المقاومة دون تضرر وخاصة انها كانت قد حزرت ان اقتراب المسيرة من القدس والاقصي امر سيفجر الصواعق التي هي بيد المقاومين الفلسطينين في غزة وبالتالي فان المقاومة ستعيد التاكيدها علي كلمتها التي التزمت بها بأن القدس خط احمر واي اقتراب لمسيرة الاعلام من المسجد الاقصي يعني تفجر المواجهة من جديد وما ستراه اسرائيل لن يكون كما راته في الحرب السابقة .
المشهد وضع كل من الاسرئيلين اي الحكومة الجديدة والفلسطينين وخلفهم المقاومة الفلسطينية امام اختبار حقيقي مع “مسيرة الاعلام ” ” مسيرة الكراهية” التي اعطت الشرطة الاسرائيلية تصريح لاقامتها و بالتالي حشد الاف المستوطنين لاستعراض الوجود الصهيوني بالمدينة المقدسة . اي تراجع من قبل اي طرف سيفسر بكثير من العبارات التي تعني الاستسلام والرضوخ للاخر وخاصة ان (نفتالي بينت) لا يريد الان وفي مستهل ولايته لرئاسة الوزراء ان يتهم بالضعف ولا يحمي حقوق اسرائيل في المدينة المقدسة . اما الفلسطينين فانهم يعتبروا اقامة مثل هذه المسيرة ولو انها ستتفادي المرور من الحي الاسلامي استفزاز كبير وتحدي لمشاعرهم الدينية وتحدي لفلسطينيتهم وعتداء حقيقي علي سيادتهم الاسلامية علي المسجد الاقصي والقدس ولو سمحوا بان تجري هذه المسيرة دون مواجهة سيكون لها تبعيات خطيرة لا يستطيع الفلسطينين وحدهم مواجهتها وستفتح الباب امام هؤلاء المتطرفين لمزيد من الاعتداءات علي المقدسات الاسلامية والمسيحية وسيعتبروا نجاح مسيرتهم هذه سابقة تتوقف عندها كافة التنظيمات الاستيطانية الارهابية والتي لا تبرح الدعوة لطرد الفلسطينين من كامل المدينة المقدسة و الاستيلاء علي احيائها العربية وتقسيم المسجد الاقصي وفرض السيطرة الاسرائيلية عليه والتحكم في اعداد المصلين به بل ورفع الاذان للصلوات الخمس من علي ماذنه .
التعليقات مغلقة.