60X59…إنتخابات إسرائيلية خامسة / أسعد العزّوني




أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 14/6/2021 م …

معسكران  متقاربان في النتيجة ،وبيضة القبّان جاسوس إسلامي عربي مع الأسف هو “شسع نعل”نتنياهو سابقا ،منصور عبّاس المنشق عن الحركة الإسلامية في الداخل ،والذي كان من نصيبه منصب نائب وزير وليس وزيرا بما يتناسب وحجمه كعربي إسلامي جاسوس خرج على قيم شعبه ،وإنضم لليمين الإسرائيلي؟؟!!

النتيجة ليست حاسمة،ويستطيع النتن ياهو الثعلب وبلعبة خفيفة منه أن يقلب الطاولة على رؤوس من صنعهم وإرتدوا عليه ويقودهم لابيد وبينيت،خاصة إن هذه الحكومة  تحمل في جنباتها بذور فنائها ،إذ إن نقطة ضعفها  إنها مكونة من 8 أحزاب يمينية ويسارية ومعهم حركة الجاسوس منصور عباس الإسلامية،كما إنها برأسين وإن إتفقا على تداول السلطة مناصفة،ولا أعتقد إن كليهما قادران على التعاطي مع الحداث كما كان يفعل النتن ياهو الذي يتقن فن لعبة الثلاث ورقات.

لا أحد ينكر إن نتن ياهو صاحب الحكم الممتد ل 12 عاما  ،هو صاحب التطبيع مع 4 دول عربية ،وهو الذي يشكل مفتاح خزائن البعض في الخليج،كما إنه القادر على إذلال الرؤساء الأمريكيين ،وفي مقدمتهم الرئيس أوباما ،وحاول اللعب مع الرئيس بايدن عندما قال إنه سيتجاوز العلاقات مع أمريكا في حال تعارضت مع المصالح الإسرائيلية ،وهذا هو توجه كل من حليفيه مبز ومبس،ولا شك إن لديه أسلحته وعلاقاته مع  الإيباك والكونغرس الأمريكي .

بدهية لا يختلف عليها إثنان أن لابيد وبينيت هما يمينيان متطرفان وهما من صنيعته ومعهما الجاسوس منصور عباس،ومع ذلك يصف نتن ياهو الحكومة الجديدة بإنها حكومة يسار وهدد بإسقاطها  وبأسرع مما يتخيل كثيرون،وهو يعني ما يقول ،لأنه الوحيد الذي يفهم  لغة قطعان المستدمرين الهائجين ،والقادر على قول لا بالفم المليان للإدارة الأمريكية.

لن يصمت نتنياهو الذي يشبع الأسد الجريح ،ومعه حلفاؤه في الصحراء ،عن هذه الضربة الموجهة للجميع والتي تصب في صالح الرئيس بايدن الذي يريد قيادة إسرائيلية ضعيفة يملي عليها،وهم في حال تركوا نتن ياهو فإن مصيره السجن ،وبالتالي فإن مبز ومبس سيفقدان حليفا ثعلبا يتكئان عليه وإن كانت مكافأته فلكية،وبالتالي فإن نتن ياهو وبكل ما يملك من قوة وحنكة ودهاء ودعم مالي خليجي ،سيتمكن من الإيقاع بالحكومة الجديدة،وقد ذكّرهم بأنه  تجاوز مرحلة “الأرض مقابل السلام”إلى مرحلة “السلام مقابل السلام”دون ان يفرط بشبر واحد،وها هو يستعرض إنجازاته ضد إيران ،وإنه أقنع الإدارة الأمريكية بنقل السفارة إلى القدس،وجلب لإسرائيل أربع دول عربية ،وأربع أخرى على الطريق.

راقبنا تصريحات بينيت-لابيد بحيادية ،ووجدنا إنهما لا يصلحان للحكم لأنهما ركّزا  على إيران وغزة ،وقال عنهما نتنياهو إنهما لن يستطيعا منع قيام دولة فلسطينية تهدد وجود إسرائيل،ولذلك نتوقع إن فرحة البعض بإزاحة النتن ياهو عن الحكم لن تطول،ويبدو إن قدر الله سينفذ ويكون فعلا هو آخر حكام مستدمرة الخزر ،وسيكون إنتهاؤها ليس على أيدي العرب والمسلمين بطبيعة الحال، بل على أيدي قادتها المتناحرين الذي سيأكلون بعضهم بعضا طمعا في الحكم،وعليه نقول إننا أمام إنتخابات برلمانية خامسة ،ربما ستعيد نتن ياهو للحكم تسريعا في نهاية المستدمرة،وسيصطف المستدمرون إلى جانب نتن ياهو الذي شجّعهم على الإستدمار،بعكس بينيت-لابيد اللذان سيكونان رهينة توجهات الرئيس بايدن الذي طلب منهما التنسيق معه في كل القرارات بما فيها ما يتعلق بإيران.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.