في العراف … مطلوب رأس الحشد حياً أو ميتاً / عدنان فرج الساعدي
ربما لا أحد يشك من المراقبين والمتابعين للشأن العراقي إن قرار غزو العراق عام 2003 كان يخفي وراءه رغبة أمريكية كبيرة في جعل هذا البلد تابع لها في سياسته واقتصاده وثقافته وعبر ترسيخ الوجود بإنشاء قواعد عسكرية تحفظ مصالح امريكا وتحفظ أمن إسرائيل .
وبالرغم من ضجيج الاعلام الامريكي بجعل العراق شعاعا ديمقراطيا في المنطقة الا إن المؤشرات كانت تتضح شيئا فشيئا حتى للانسان السطحي البسيط إن هذه القوات لن تترك العراق حتى لو جاء الموعد المحدد لانسحابها في نهاية عام 2011، وحتى وان أضطرت إلى الخروج من العراق تحت ضربات فصائل المقاومة فإن خروجها كان ظاهريا حيث بقيت ممسكة بخطوط السياسة والاقتصاد والأمن والجيش والاجهزة الأمنية .
لذلك عمدت حكومة أوباما وبالتعاون مع دول خليجية الى صنع حركات إرهابية هجينة وإدخالها للاراضي العراقية واحتلال الانبار ونينوى وصلاح الدين وكانت هذه بمثابة عقوبة للسلطة العراقية لترجع وتطلب المساعدة من واشنطن .
صدور الفتوى المباركة وانطلاق تشكيلات الحشد في مطاردة الاوباش الارهابيين وتحرير جميع الاراض العراقية وجه ضربة قاضية لمشروع هيلاري كلينتون – أوباما مما جعلهم يندبون حضهم العاثر بعد أن تبين إن هذه القوة الجديدة مزقت كل المخططات التي رسمت في البيت الابيض .
ومع مجيء ترامب صممت الامارات الخليجية على قطع رأس الحشد ورصدت مليارات الدولارات لترامب وكوشنر من أجل تحقيق هذا الهدف وتخليص العراق من ( الحشد الايراني ) كما يحلو لهم تسميته وظلت تضغط على الادارة الامريكية, فكانت الغارات على مقراته وتشكيلاته ولم يستطيعوا أن ينهوا هذا التشكيل المبارك .
رأس الحشد مطلوب حياً أو ميتاً، ومن هنا أختلقت السفارة الامريكية والمعهد البريطاني تظاهرات( أكتوبر ) في عام 2019 وبذلت قصارى جهدها لاسقاط الحشد عبر المواجهة المباشرة مع المتظاهرين عبر مكر خبيث وخاب مسعاهم أيضا ورد الله مكرهم الى نحورهم .
ولأن رأس الحشد مطلوب حياً أو ميتاً فقد حاول الجوكر جرعناصر الحشد بكل صورة للاحتكاك بهم عبر حرق مقراتهم وتجريفها بشفلات بلدية الناصرية وحرق صور ابطال الانتصار الكبير , الا إن زيفهم أنكشف وورثوا عارها وشنارها ولم ينجحوا في ايجاد المعادلة البغيضة وهي المواجهة بين القوات الامنية وجهاز مكافحة الارهاب والامن الوطني وبين الحشد الشعبي بفضل حكمة المجاهدين الكبار في تحالف الفتح وفصائل المقاومة وكبار قادة الجيش العراقي .
ولا ريب إن ما نراه من الجيوش الالكترونية لمرتزقة السفارة والتي تهاجم باستمرار قادة الانتصار الشايب وحبيب كرمان وشيخ المجاهدين هادي العامري والشيخ قيس الخزعلي والخال أبو فدك لتسيء لسمعتهم وتزيف مسيرة تاريخهم ,أقول لا ريب انها تهدف لقطع رأس الحشد والذي يمثل المعضلة الكبرى أمام خطط إسرائيل والبيت الابيض في العراق والمنطقة .
وأرى إن الكثير من المحللين والكتاب لم يناصروا الفتح هذا التحالف الذي يعتبر اليوم هو الحاضنة الوحيدة للحشد الشعبي بعد أن تخلت عنه قوى شيعية وأخذت تتماهى مع المشروع الامريكي مداراة لمصالحها الانانية الضيقة
التعليقات مغلقة.