الخطة الأمريكية حول الشرق الأوسط الجديد …
الإثنين 16/5/2016 م …
الأردن العربي …
نقلا عن صفحة العميد ناجي الزعبي على الفيس بوك
إقرأ ما يكتب وليس بالضروره أن تصدق ولكن دع لعقلك مجالا لتدبر والحريه المطلقه..
قد يسأل سائل، ما هي العلاقة بين عملية الياسمينة الزرقاء وما يسمّى اليوم “الربيع العربي”؟.. ولماذا دوماً الولايات المتحدة في دائرة ومحرق الاتهام؟.. وهل من المعقول أن تمرّ هذه العملية من تحت أو حتى فوق طاولة بعض الزعماء والساسة العرب دون أن ينتبهوا إلى أخطارها؟!.
وبعد البحث وربط بين مجموعة من الأحداث والوقائع والحقائق، يضع بين أيديكم أسرار عملية الياسمينة الزرقاء والمقدّمات التي أفضت إلى ما ينخدع العرب به اليوم بترويج أمريكي غربي لمقولة “الربيع العربي” التي تبدو في ظاهرها دعوة للتغيير وفي باطنها أهداف تقسيمية عجز عنها سابقاً المشروع الأمريكي لتحقيق مصالحه الكبرى في المنطقة، فانبرى لتسويق تلك المقولة بتسمية أخرى تكون أسهل مروراً على المواطن العربي الذي يعاني كثيراً من السياسة الأمريكية، وهو يراها تسعى لتدمير الوطن العربي وتفتيت وبعثرة مكوناته الحضارية والإنسانية لمصلحة الكيان الصهيوني.
ولأن سورية كانت العقدة في هذا المشروع، فقد كانت الهدف الأول والأخير، حيث جيّشت الولايات المتحدة وسخّرت كل إمكاناتها التكتيكية والإستراتيجية لضرب سورية، ولم يكن الذي جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن إلا مقدّمة للوصول إليها بهدف تقسيم الوطن العربي مرة أخرى إلى دويلات متصارعة متناحرة، يسهل معها تمرير أي أهداف سياسية أو اقتصادية، واستنزاف خيراته من النفط والغاز والثروات الأخرى، والتحكم بمنطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً لتظل مرتبطة بمشروع الهيمنة الأمريكية.
مقدمة لابد منها..!
لا يمكن فهم ما يحدث وفهم هذه السلسلة إلا بعد مقارنة هاتين الخريطتين ودلائلهما، وبعد ذلك يمكن الخوض في تفاصيل مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومن ثم الياسمينة الزرقاء وفشلها عام 2006 وثم الربيع العربي وإحياء الياسمينة الزرقاء في العام 2011.
هي معلومات تحمل إثباتاتها ولا تحتاج إلى الكشف عن المصدر وتقدّم التفسير المنطقي لكل ما حدث.
هذا خط الغاز الأمريكي (صورة 1)
تركيا تقاتل لأجل هذا الأنبوب لأنه يحوّلها إلى عقدة غاز إستراتيجية، ولكن هذا الأنبوب يحتاج بأقل تقدير إلى إما سلام مع لبنان أو سلام مع سورية أو حرق للبنان أو حرق لسورية، وهذا الأنبوب قد لا يمر بسورية منه إلا جزء قليل ولا مردود مادياً له على سورية إلا من الغاز المصري، وهذا الخط على حساب اليونان، ويعطي تركيا نفوذاً إلزامياً في قبرص.
وهذا توضيح آخر..(صورة 2)
أما خط الغاز الإيراني الذي يحمل الغاز من تركمانستان وإيران والعراق ثم لبنان وقبرص، فيحل مشكلات الغاز والكهرباء السورية، ويحوّل إيران وسورية إلى بيضة قبان تفرض شروطها بين واشنطن وموسكو، ويعزل إسرائيل عن أوروبا، بل يجعلها عثرة في وجه المصالح الأوروبية، هذا الخط على حساب تركيا ولصالح اليونان ويبقي الأمور كما هي.
(صورة 3)
أما خط الغاز الروسي.. وهو الذي يريد الأمريكي القضاء عليه
(صورة 4)
وهذا خط الغاز الذي يشعل شمال إفريقيا
(صورة 5)
وهذه صورة عن خبر تأجيل خط نابوكو بعد سقوط مشروع الياسمينة الزرقاء في سورية
(صورة 6)
وهذه صورة خط نابوكو وخبره حين أعلن عن التوقيع عليه عام 2009.
(صورة 7)
وهذا خبير ياباني ينصح الغرب بفتح صفحة مع إيران على حساب إسرائيل بشكل غير مباشر، ويقول: على واشنطن التفكير جيداً قبل فرض أي عقوبات على إيران لأنها الحل الوحيد، وكونه لم يكن يدرك أو يدري عن غاز المتوسط.
الجزء الأول
سلسلة تعرف القارئ على أسرار الياسمينة الزرقاء وأسبابها بالأدلة والوقائع.. ولماذا حصرياً كان القطري والتركي شركاء فيها، بل رأس الحربة!.. هل انقلبت مواقفهم، أم كانوا جزءاً صغيراً من مشروع كبير؟.. لماذا فجأة يحارب تنظيم القاعدة في الجزائر؟ لماذا حدث عنف طائفي في نيجيريا؟ لماذا تخلّى الغرب عن القذافي ومبارك وبن علي؟!.. في هذه السلسلة سنكشف الأسرار الكبرى.
الصفقة بين الولايات المتحدة وحمد آل ثاني.. وحمد بن جاسم
في العام 1995 مر الكثير من الأحداث، ولكن أبرز حدثين هما مقتل رئيس الحكومة الصهيونية ومعه دُفنت ما سُمّي وديعة رابين، وانقلاب في قطر من الابن على أبيه، رغم أن الابن كان الحاكم الفعلي، فلماذا حدث الانقلاب؟ ولماذا قرّرت واشنطن القضاء على عملية السلام، باغتيال رابين؟.. وليس ذلك فحسب بل تتلوها بحرب على لبنان في العام 1996، ما الخطر الذي حدث وجعل واشنطن تغيّر كل إستراتيجيتها في العالم العربي، وتنقل قواعدها من السعودية إلى قطر؟.
الخط الأحمر الأمريكي
الولايات المتحدة تطبع عملتها دون مقابل ذهبي منذ العام 1976، حين أصبح الدولار والذهب ميزاناً يرتفع الدولار فينخفض الذهب بموجبه وبالعكس، والاقتصاديون يعرفون أن ورقة المئة دولار قيمتها الحقيقية لا تتجاوز ربع ليرة سورية بلا النفوذ الأمريكي على منابع الطاقة، ولكن كون واشنطن تسيطر على النفط حول العالم وبشكل خاص في الخليج، فهناك طلب على هذه العملة وتدوير لها فتبقى بقيمتها، فالخليج يبيع النفط حصراً بالدولار، ويعيد الدولار إلى واشنطن، من خلال إيداعات بنكية (فمثلاً دولة خليجية واحدة إيداعاتها في الخليج 3500 مليار دولار) وكون هذه الإيداعات تعود كديون لأفراد حول العالم من شركات أمريكية ضمن بطاقات الائتمان، فقد هندست الولايات المتحدة اقتصاد العالم بذكاء منقطع النظير، يمكّنها من طباعة عملة دون ذهب، ويبقى الخط الأحمر الأمريكي هو ألا تباع الطاقة إلا بالدولار.
ظهور الأخطار التي تهدد واشنطن
في العام 1992 أصبح النفط طاقة غير مرغوب بها، وخصوصاً بعد قمة الأرض في ريو ديجينيرو، ومن ثم توقيع الدول المتقدّمة على اتفاقية كيوتو في اليابان، وبدء الحديث عن استعمال الطاقات البديلة، وخلق صراع ما سُمّي حصص الدول من خفض انبعاث الغازات، وفي العام 1994 ظهر أكبر خطر يهدّد العرش الأمريكي، حين قرّر الاتحاد الأوروبي إلزام نفسه باتفاقية كيوتو والبدء بالانتقال إلى الطاقات البديلة، وحين تقرّر في نفس العام أن العام 1999 سيكون عام إصدار اليورو ليصبح منافساً للدولار، فكان هناك خطر على الدولار من اليورو، وكان هناك خطر على النفط من الغاز الطبيعي والوقود الحيوي، والغاز الطبيعي في تلك الأيام موجود في روسيا وإيران ومعظم غاز العالم غير مكشوف عنه، بل في بعض الدول كان يُحرق في الهواء، و”الوقود الحيوي” روسيا كبلد كبير قادرة على المنافسة به، والمرشح لإنتاج هذا الوقود هو السودان، فكان على واشنطن السيطرة على منافس النفط، فالوقود الحيوي سيأخذ من مكان النفط 10% في نهاية العام 2010 والغاز سيبدأ استهلاكه بشكل واسع على حساب النفط، وعلى واشنطن وضع اليد على منابع وممرات الطاقة، أولاً لتحافظ على عملتها، وثانياً لتتحكّم بمن سيخفّض انبعاث الغازات، وثالثاً لمنع ظهور أي تكتلات اقتصادية.
واشنطن تستشعر الخطر وتبدأ بالتدابير الاحترازية
أصبح لزاماً على واشنطن السيطرة على منابع الغاز ومعابرها لتضمن بيع الطاقة بالدولار وليس باليورو أو بأي عملة أخرى، وكان عليها تأمين غاز للسوق الأوروبي يسدّ تصاعد الطلب في أوروبا حتى نهاية العام 2000 ومن ثم تأمين السيطرة على باقي المنابع قبل العام 2014 وبدأ التخطيط لرسم خريطة جديدة للطاقة.
البداية من قطر
كتدبر احترازي قرّرت واشنطن استخراج الغاز القطري، وعينها على غاز إفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا، وتأمين طوق على الاتحاد الأوروبي الذي سيصبح أكبر مستهلكي الغاز في العالم، ولهذا في قطر لا يكفي إنتاج الغاز، بل يجب نقل مقر السيطرة الأمريكية إلى قطر وفق الصفقة الكبرى، ليس فقط لحماية الغاز بل لأن السعودية ستقسّم لاحقاً.
الصفقة بين قطر وواشنطن
عرض الأمريكي مشروعه على أمير قطر وقبل به، ولكن ما رفضه هو العلاقة مع إسرائيل، وأمريكا تريد إسرائيل في مشروع الغاز، كون الغاز الذي ينقذ واشنطن موجود شرق المتوسط على سواحل فلسطين المحتلة ولبنان وقبرص، فما هي تفاصيل الصفقة؟.
بدأت المفاوضات بإشعال خلاف بين قطر والسعودية، وحملت واشنطن عصا التهديد؛ إما الاحتلال السعودي لقطر أو القبول بالشروط الأمريكية، ورفض الأمير ذلك، ولكن ولي العهد شعر بالخطر، وحدث انقلاب الابن على أبيه وقبل الابن الصفقة التي تنصّ على:
1- يتمّ إنشاء شركة للإضافات البترولية المحدودة للدخول في عالم الوقود الحيوي (كافاك).
2- يستثمر لصالح الأمريكي في السودان لأجل الوقود الحيوي.
3- يتم استخراج الغاز وبيعه فقط بالدولار.
4- يباع الغاز حصراً لأوروبا بعد تسييله، ولا يباع ضمن أنابيب بشكله الطبيعي لدول الجوار.
5- تلتزم قطر بإقامة علاقات مع إسرائيل.
6- تسمح قطر باستعمال أرضها في عمليات واشنطن العسكرية، ولهذا نُقلت القواعد من الدمام والقطيف إلى قطر وتم زيادة عدد القوات.
7- تلتزم واشنطن بمنح قطر دوراً إقليمياً مكان السعودية في الخليج.
8- تلتزم الولايات المتحدة بمنح قطر دور السعودية في لبنان، ودوراً على دول مجلس التعاون الخليجي.
9- توافق قطر على تقسيم المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية.
10- تدير الاستخبارات الأمريكية والصهيونية عملها من قطر.
وفعلاً قامت قطر بإنشاء شركة (كافاك) للإضافات البترولية المحدودة، وبدأ استثمار الغاز وبيعه فقط بالشكل المسال، في حين جيرانها البحرين وسلطنة عمان يشترون غازاً إيرانياً، بل البحرين فكّرت بشراء الغاز الروسي، وذهبت قطر تستثمر في السودان، وأصبح في قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، وأصبحت الدوحة وكراً للجواسيس، وما استدراج بعض السياسيين إلى الدوحة إلا ضمن طلبات الاستخبارات الأمريكية، ولم يكن شيخ شريف إلا أحد دلائل انقلاب المواقف في قطر.
يرجى قراءة الخرائط والرسوم التوضيحية على حسب التسلسل (1-7)
+3
التعليقات مغلقة.