العالم مسرح الصراع الدولي / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 17/5/2016 م …
اصبح المسرح الدولي برمته ساحات لاحتدام الصراع بين معسكريه ؛ الراسمالية المالية المركزية الاميركية الاطلسية , وقوى التحرر الوطني الذي تلعب روسيا الاتحادية فيه دورا محوريا استراتيجيا حاسما بينما تقف الصين متأهبة بمشروعها الاقتصادي الطموح المذهل .
اميركا الجنوبية
ففي اميركا اللاتينية تستثمر الراسمالية تخفيضها لاسعار النفط لتعميق الازمات الاقتصادية في فنزويللا وزعزعة استقرارها وتحريك الشارع ضد حكم مادورو خليفة شافيز للعودة عن الانجازات التي استهدفت الفقراء والكادحين واعادة فنزويلا لحضيرة صندوق النقد والتبعية وقد اعلن مادورو حالة الطوارئ لمواجهة المؤامرات الاميركية والراسمالية الفنزويلية والعملاء والمتآمرين .
وفي البرازيل افلحت جهود الراسمالية في تقويض حكم حزب العمال وتجميد روسيف التي انتشلت مع سلفها لولا دي سيلفا ٢٠٪ من البرازيليين من الفقر المدقع في رِدة على الديمقراطية وعلى الرئيسة العمالية التي حازت على 54 مليون صوت في ال 2014 وانقلاب على الشرعية وقد اعلن حزب العمال عدم اعترافه بحكومة الانقلابيين برئاسة نائب روسيف الوصولي وعميل السي اي اي حسب ويكيليكس المتحالف مع اليمين ميشال تامراللبناني الاصل المتوافق مع المتآمرين .
وستكون الستة شهور القادمة اختبارللاستقلال و الارادة الوطنية ولقدرة حزب العمال للذود عن مكتسباته ولسطوة راس المال البرازيلي المعولم والنفوذ الاميركي واستثمار انخفاض اسعار النفط الذي انعكس على الاقتصاد البرازيلي فقد تقلص الاقتصاد بنحو %8
صنع ازمة حقيقية وانخفاض بالمداخيل في سعي مثابر وعنيد وحثيث لانهاء حقبة 13 عام من حكم اليسار بدأها لولا دي سيلفا وضع فيها البرازيل في مقدمة دول العالم الاقتصادية تبوأت خلالها مكانة دولية مرموقة كاحد اركان دول البريكس .
مما يتطلب من القوى البرازيلية والفنزويلية التقدمية حشد قواها والدفاع عن مكتسبات الفقراء وخط حزب العمال وعدم اعادة البلدين للتبعية للراسمالية العالمية , كما يتعين على البرازيل التشبث بموقعها ومكانتها الدولية عبر منظومة دول البريكس .
اسيا
وفي جنوب شرق آسيا تعمل الراسمالية على الحد من نفوذ الصين ومحاصرتها وقطع الطريق عليها بعقد التحالفات مع الدول المناوئة لها واثارة القلاقل في مانيمار ذات الاهمية الاستراتيجية للصين والتبيت وفي هونغ كونغ بدعم حركة ” احتلوا وسط المدينة “
لقد وقعت الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية عام 2015، وإحدى عشرة دولة مطلة على المحيط الهادئ، وهي: أستراليا، بروناي، كندا، شيلي، اليابان، ماليزيا، المكسيك، نيوزيلندا، بيرو، سنغافورة، فيتنام، اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادي، وهي اتفاقية تجارة حرة متعدد الأطراف تهدف إلى زيادة تحرر اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما أخذ بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بالقول “أن واشنطن لن تسمح لبلدان مثل الصين أو غيرها بكتابة قواعد الاقتصاد العالمي .
وفي الواقع ان هذه الاتفاقية ذات صبغة سياسية تهدف الى تعزيز ارتباطها واتصالها بالقارة الآسيوية ومن ثم تطويق الإستراتيجية الصينية التوسعية هناك، وأخيرًا تؤيد العديد من الدلائل النظرية والتجريبية بأن الصين ستتعرض لخسائر في الدخل القومي والصادرات حال إتمام هذه الشراكة بشكل نهائي
يتلخص النهج الأمريكي تجاه الصين بأنه يهدف إلى الاحتواء والمشاركة في آن معًا، فبينما تدعم الديناميات الاقتصادية والسياسية منطق المشاركة، فإن الديناميات العسكرية تحقق منطق الاحتواء،
والحلفاء الرسميون الرئيسيون للولايات المتحدة هم اليابان، وكوريا الجنوبية، والفلبين، وأستراليا، وحليف رئيسي غير رسمي هو تايوان، وبموازاة ذلك، عملت الولايات المتحدة – وهي تضع الصين في ذهنها – لتحسين علاقاتها مع دول أخرى غير حليفة في المنطقة تشعر بقلق إزاء الصين، مثل فيتنام، العدو السابق للولايات المتحدة والتي لا تزال شيوعية.
وفي إطار إستراتيجية “الانعطاف”، حركت الولايات المتحدة مزيدًا من قواتها العسكرية إلى منطقة شرق آسيا، وهناك الآن حديث عن إعادة وجود عسكري أمريكي إلى القاعدة البحرية في خليج سوبيك في الفلبين، التي كان الفلبينيون قد طردوا الولايات المتحدة منها عام 1992، وهناك حتى ما هو أسوأ من ذلك، حيث أعلن الأدميرال هاري هاريس، القائد الأمريكي الأعلى في منطقة الهادئ، إن الولايات المتحدة تخطط لتحرك عسكري مباشر من خلال زيادة الدوريات البحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، وهو ما حدث بالفعل في نوفمبر 2015 ومرور مدمرة أمريكية بالقرب من مجموعة من الجزر الصناعية التي أقامتها الصين بالقرب من جزر سبارتلي المتنازع عليها بين الصين وكل من تايوان وفيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي كما تكرر الامرقبل بضعة ايام .
اوروبا
كما عملت واشنطن على تشغيل الدرع الصاروخية في شرق أوروبا بدءا من الخميس، 12مايو/أيار، في قاعدة ديفيسيلو برومانيا، في تهديد للاستقرار الاستراتيجي في القارة ولامن روسيا ومصالحها
أن أنظمة إطلاق الصواريخ العامودية (مارك-41) التي تم نشرها في الأراضي الرومانية استخدمت سابقا لإطلاق الصواريخ المتوسطة المدى من سفن أمريكية عسكرية، ما يعني أن هذه النظم قادرة على إطلاق الصواريخ المجنحة وليس فقط الصواريخ المضادة”.
مما يعتبر مخالفة لمعاهدة إزالة الصورايخ القصيرة والمتوسطة المدى، الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في العام 1987.
.إن الهدف الحقيقي للدرع الصاروخية هو تحييد الترسانة النووية لموسكوستمتد الدرع الدفاعية لدى استكمالها من جرينلاند إلى الآزور. وستبدأ الولايات المتحدة يوم الجمعة العمل في موقع أخير في بولندا من المقرر أن يكون جاهزا في أواخر عام 2018 ليكتمل بذلك الخط الدفاعي الذي اقترح لأول مرة منذ نحو عشر سنوات.
وتشمل الدرع الكاملة كذلك سفنا وأجهزة رادار في مختلف أرجاء أوروبا. وستسلم لحلف شمال الأطلسي في يوليو تموز على أن يكون مركز القيادة والتحكم في قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا.
إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول تطويقها بالقرب من البحر الأسود ذي الأهمية الاستراتيجية الذي يوجد به أسطول بحري روسي وحيث يدرس الحلف زيادة الدوريات.
ويأتي تجهيز الدرع بينما يعد الحلف رادعا جديدا في بولندا ومنطقة البلطيق بعد أن ضمت روسيا منطقة القرم عام 2014. وفي مواجهة ذلك تعزز روسيا جانبيها الغربي والجنوبي بثلاث فرق جديدة.
يتضح مما سبق ان حمى الصراع تحتدم وان اميركا تتشبث بمشروع هيمنتها على العالم بدءا من اوروبا لجنوب شرق اسيا واميركا اللاتينية ثم الوطن العربي الذي تحرك خيوط اللعبة به من ليبيا لمصر والسودان واليمن والعراق وسورية وفلسطين وتخوض حروبها به بالوكالة بتمويل خليجي عربي وان بؤرة هذا الصراع وميدانه الحاسم هو سورية واسطة العقد وشاهد المسبحة .
ان هزيمة ماحقة ستحيق بمشروع التحرر من الهيمنة الاميركية وقطبها الاوحد لو قيض لها الانتصار وستقوض الهزيمة كل الاحلام والتطلعات الروسية الصينية وبقية دول العالم التي تنشد الحرية والاستقلال وارسا قواعد دولية مبنية على الشراكة وتبادل المصالح
التعليقات مغلقة.