حكومة الرأسين تستعرض بقوتها وحماس تلوذ بالتهدئة / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 19/6/2021 م …




منذ تولي حكومة الرأسين برئاسة اليميني المتطرف نفتالي بينيت الحكم في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،وهي تستعرض متحدية مشاعر الجميع،وتستفز في القدس وتضرب في غزة،ووصلت الأمور بالمستدمرين الذين نظموا مسيرة الأعلام أن شتموا رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولم يجدوا سوى أهل القدس رادعا  لهم بإمكانياتهم المتواضعة ،وهذا ما جعل الصهاينة يصولون ويجولون ليس في القدس فقط بل في الضفة الفلسطينية ،لمصادرة الأراضي وإجبار اصحابها الأصليين على مغادرتها وتركها لهم ،ضمن عملية التهجير بشقيه الطوعي والقسري،ووصل بهم الإطمئنان إلى المساس بالعقيدة عندما شتموا رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولم تتحرك حماس للإنتقام منهم عقديا.

كل ذلك وحركة حماس التي تصدرت المشهد وإستفردت بالواقع ،وبات “شيوخها “يصولون ويجولون في عملية حصاد وإستثمار لما أنجزته فصائل المقاومة مجتمعة في غزة ،عندما قصفت القدس وبقية أنحاء مستدمرة إسرائيل بالصواريخ ،وأشعلت النيران هنا وهناك ،ويقيني لو لم تجبر حركة حماس فصائل المقاومة على قبول وقف إطلاق النار،لرأينا المستدمرين الصهاينة يلقون بأنفسهم في البحر المتوسط ،كما فعل السوريون الهاربون من سوريا إلى اوروبا.

وإن عدتم عدنا ،هذا ما حاولت حركة حماس تسويقه للعامة لتبرير قبولها بوقف إطلاق النار الخديعة،ولكن الواقع يقول غير ذلك،إذ أن الصهاينة عادوا إلى القدس والضفة وغزة ،لكن حركة حماس لم تعد لقصف الأهداف الإسرائيلية بالصواريخ ،ولا هي سمحت لبقية فصائل المقاومة بذلك ،نظرا لكونها نصّبت نفسها مختارا على غزة ،وفرحت كثيرا بدعوة القاهرة لها ،وإستقبالها لمدير المخابرات المصرية ،ولم تتنبه لعمليات زراعة أجهزة التنصت والتجسس في أماكن حساسة في غزة ،إستعدادا للمرحلة المقبلة التي ستشطب المقاومة من غزة ،وهذه مسؤولية حركة حماس .

بعد قصف الإحتلال لمواقع  وأهداف تعود لحركة حماس خرج عليها قياديوها بتصريح عجيب غريب وهو إن المقاومة  هي التي تحدد قواعد وطبيعة المعركة ،وهذا برأيي قمة المراوغة وقتل متعمد للفرح الفلسطيني،ويتوجب على قيادة حماس أن تراجع نفسها وتعمل على تكريس مصلحة الشعب الفلسطيني ،وإلا فلتنسحب من المشهد وتترك الساحة لآخرين ربما يكونون أجدر منها في القيادة وأكثر إخلاصا للطموح الفلسطيني .

السؤال الملح هو :هل قدر الشعب الفلسطيني الذي ضرب أكبر المثلة في التضحية وقدم خيرة أبنائه وبناته دفاعا عن الوطن والقضية ،أن يبتلى بسلطة عميلة في الضفة وحركة باحثة عن المكاسب السياسية في غزة؟لا طبعا ،لذلك نقول أن من لا يتقن الفعل الثوري أن يغادر الساحة ،ويتوقف عن البحث عن المكاسب والمنافع الدنيوية في ظل الإحتلال.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.