مادورو ام بوتفليقة بعد روسيف / فادي عيد

 

فادي عيد ( مصر ) الأربعاء 18/5/2016 م …

بعد ما شاهدنا من الفصل الاول للثورات الملونة بالدول الاوراسية 2001م مرورا بالفصل الثاني بالشرق الاوسط 2011م يجب الا يفوتنا مشاهد الفصل الثالث التى بدئت رسميا بعد وقف رئيسة البرازيل ديلما روسيف التى انتهجت منهج اقتاصاديا و سياسيا خارج الاطار الامريكي عن مهامها، و قدوم ميشيل تامر الذى يوضع عليه كل يوم علامة استفهام جديدة منذ عام 2006م و من قبل ان تحل علينا تسريبات و يكيليكس التى تشير الى انه عميل الاستخبارات الامريكية، و الذى خرج علينا بحكومة لا تمثل التنوع العرقي بالبرازيل مقتصرة على الرجال اصحاب البشرة البيضاء فقط و لا توجد بها أي نساء لكي تسجل كاول حكومة منذ عام 1979م دون ان تتواجد بها اي امرأة .

و بالتزامن مع احداث البرازيل المتسارعة حرك القاضي الاتحادي كلاوديو بوناديو دعوى ضد رئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر يوم الجمعة 13 مايو الجاري بسبب ما وصف بخيانة مهام منصبها و دورها في الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الدولة في سوق العملات الأجنبية، و التواطؤ مع الحكومة السابقة في بيع البنك المركزي بأسعار أقل من القيمة السوقية، كما حرك القاضي أيضاً الدعوى ضد وزير الاقتصاد السابق أكسل كيسيلوف و مدير البنك المركزي السابق أليخاندرو فانولي و 12 شخصاً آخرين، وفرض القاضي على كل متهم من هؤلاء كفالة مبدئية 900 ألف يورو، فى مشهد قد يكون هو الاول لارجنتين مختلفة تماما عن الارجنتين التى احرجت واشنطن بكافة المحافل الدولية .

فتلك الموجه الجديدة من الثورات الملونة التى بدئت تضرب سواحل امريكا الاتينية و قد تصل عمق القارة فى ظل من يتابع خطط و نوايا و اشنطن تجاه القارة الامريكية الجنوبية جعلت الكثير يعيد استراتيجيته و رؤيتها للغد مجددا، و هو الامر الذى دعى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن اعلان تمديد و توسيع حالة الطوارئ لمدة 60 يوماً، بسبب ما وصفه بمؤامرات من الولايات المتحدة للإطاحة بحكومته، فقد كان مشهد خروج ديلما روسيف من رئاسة البرازيل جرس انذار اخير لمادورو و لكن ليس لمادورو وحده .

و لاستكمال حلقات الثورات الملونة بشمال افريقيا و مع موجة الهجوم الجديدة للمعارضة الجزائرية على المرادية بعد الزيارة العلاجية الاخيرة للرئيس الجزائري بوتفليقة بسويسرا و التى تتجدد مع كل رحلة علاج لبوتفليقة، و بالتزامن مع الانتقادات الفرنسية المستمرة على الجزائر دون غيرها و بلا هوادة و فى مقدمتهم الرئيس السابق و المرشح القادم نيكولا ساركوزي الذى يبدو انه ينوى العودة لقصر الاليزيه مجددا لاستكمال ما قام به فى ليبيا و المغرب العربي، فقد توجه السفير الفرنسي بالجزائر برنار ايميي لولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل و التقى بكبار رموز الحركة الانفصالية بمنطقة القبائل و فى مقدمتهم فرحات مهني الذى قدمته مؤخرا قناة فرانس24 على انه الرئيس المؤقت لحكومة القبائل و رجل الاعمال يسعد ربراب و العديد من المعارضين الذين يتخذون من باريس نقطة ارتكاز لتحركاتهم لاي دولة بالعالم بعيدة عن أعين السلطات الجزائرية و يتلقو منها كافة الدعم المادي و السياسي .

حقيقة الامر المشهد الحالى يطرح علينا سؤال مباشر دون اى تعقيدات او ضبابية و هو الدور القادم سيكون على من بعد رئيسة البرازيل، و اذا كان التدخل العسكري و المواجهة المباشرة هى النتيجة الطبيعية و التى حدثت فى الدول الاوراسية ثم الشرق الاوسط حاليا، فما المسار المقبل لامريكا الاتينية .

فادى عيد

الباحث و المحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.