المفكر الأردني المحامي محمد احمد الروسان : عرب لندن كيف أحوالكم؟ ابراهيم رئيسي رئيساً لأيران … أليكس توغنر يزور الكيان سرّاً هذا الأوان … الصراع الامريكي البريطاني يتفاقم ­­- واليانكي يسرّع قطار العودة

 المحامي  محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 19/6/2021 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

فاز الرجل القوي المحافظ والمقرب من سماحة المرشد، ابراهيم رئيسي رئيس السلطة القضائية في ايران، بعهد الرئيس الحالي المنتهية ولايته حسن روحاني، بالانتخابات الرئاسية الايرانية بنسبة 62% ممن شاركوا في الانتخابات، وبلغت نسبة المشاركة 49%، وبالعدد حصل رئيسي على 18 مليون صوت تقريباً(حسم الأمر)، وأعلى نسبة تصويت كانت في مدينة رابور بكرمان مسقط راس شهيد القدس الشهيد قاسم سليماني. 

ونلحظ الأن: أجهزة ووسائل الميديا الغربية والامريكية والاسرائيلية والبعض العربية، تعمل على تشويه صورة الرئيس الايراني الجديد لغايات وأهداف معروفة للجميع، حتّى أن لندن عرقلة العملية السياسية الانتخابية الايرانية في بريطانيا، أثناء تصويت الجاليات الايرانية فيها، مما دفع وزارة الخارجية الايرانية اليوم، استدعاء السفير البريطاني في ايران، وطلب منه ايضاحات. 

 تزامن انتخاب ابراهيم رئيسي رئيساً جديداً في ايران، في الوقت الذي تخفض الولايات المتحدة الامريكية من عتادها وعديد قوّاتها في الشرق الأوسط، مع استعار وتفاقم الصراع البريطاني الامريكي في المنطقة والعالم. 

لا السياسة معادلات حسابية، وفي السياسة وعلمها لا غنى عن الرياضيات السياسية، وأجمل ما في الرياضيات أنّها لا تكذب ولا تنافق ولا تجامل العواطف والعقول، وأساس علم الرياضيات المنطقية هي البديهيات، والأخيرة هي القضايا الفكرية التي لا تحتاج الى براهين. 

 عرب لندن – كيف أحوالكم؟، وبعيداً عن تغليف موقف حكومة جونسون، حكومة اليمين بل يمين اليمين – المحافظين ضد حزب الله صوت المقاومة والتحرر وفعلها، بأنّ الأمر والحال تنافس حزبي انجليزي عتيق خبيث، فهذا كذب استعماري عتيق كالنبيذ الأسكتلندي المعتّق ذو الطعم الشهي، الموقف هذا من حزب الله طبيعي للغاية، فبريطانيا مربط بعض العرب وجلّ العربان، هي الرحم المريض المسرطن الذي أنجب الكيان الصهيوني، الرحم الذي لا علاج له سوى باستئصاله بمبيضيه المريضين، فماذا يضير بريطانيا وأنظمة سياسية أنتجتها وقوى الدين السياسي العربية، وكارتل الرجعية العربية الحديثة المستحدثة المنبطحة المتساوقة المتماهية غير المتصالحة مع ذاتها الخبيثة، أن تتمرغ في أحضان الصهيونية واليهودية المتصهينة والثورة المضادة عموماً؟!. 

مؤسسات اليمين البريطاني الموغل بالتطرف، حسم خياراته السياسية والمخابراتية ازاء حزب الله اللبناني بشقه السياسي والعسكري معاً، واعتبره ككل واحد مع العسكري، منظمة ارهابية، تخضع لما يسمى بريطانيّاً، بقانون تجميد الأصول المالية للمنظمات الارهابية، وذلك تماهياً وتساوقاً مع اليانكي الأمريكي والأسرائيلي الصهيوني، وسعياً زاحفاً على شفاهه نحو الخزنة المالية السعودية، لتحفيز الرياض لشراء أسلحة انجليزية مختلفة، مع استجلاب محافظ مالية سعودية، وتوطينها في الداخل البريطاني، لأستثمارات هنا وهناك في مشاريع الطاقة النووية وغير النووية، وخاصة في مصانع لأنتاج أسلحة كيميائية فريدة من نوعها، وفيروسات بيولوجية مختلفة الأطوار، وكانت هناك أدوار ارهابية مقيتة للقطاع الخاص البريطاني العامل في هذا المجال، وبالتعاون مع السعودي والقطري، على ادخال قوارير عديدة من غاز الكلور والأعصاب الى داخل الشمال السوري، للقيام في مسرحيات مفبكرة للسلاح الكيميائي لعرقلة العملية العسكرية السورية الروسية الايرانية في ادلب، وأشرف عليها مسؤول السلاح البيولوجي في جهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي وهو نائب مدير الفرع – لا أتذكر اسمه الان( لا أدري ان كان أليكس توغنر ما زال مديراً للمخابرات الخارجية البريطانية). 

وكما يعتبر وزير الداخلية البريطاني السابق في حكومة تيرزا ماي ساجيد جافيد، هو الممهد وصاحب قرار اعتبار حزب الله اللبناني بشقه السياسي مع العسكري، وذو الأصول الباكستنانية والذي يتمتع بعلاقات قوية ومتينه مع عمران خان(مواطنه في الجنسية الأنجليزية والأصول في شبه القارة الهندية – الباكستان)لاعب الكركيت الشهير، والبريطاني الجنسيّة والذي صنعته المخابرات البريطانية وصنعت فوزه بالأنتخابات الباكستانية، ووصوله لرئاسة الوزراء في الباكستان، ويمكن وصفه بعزمي بشارة الباكستان، فانّ وزير الخزانة البريطانية الحالي في حكومة جونسون، والذي له طموح كبير للوصول الى رئاسة الوزراء في بريطانيا، من قرر اخضاع حزب الله بشقيه العسكري والسياسي لقانون تجميد الاصول المالية البريطاني باعتباره منظمة ارهابية. 

جافيد ساجد وزير الداخلية السابق في حكومة تيرزا ماي، ومعه وزير الخزانة الحالي، هما ذو شبكة عنكبوتية مع اسرائيل وكارتل اللوبي الصهيوني في الداخل البريطاني، ومنفذا دقيقان لتعليمات مدير المخابرات البريطانية – الفرع الخارجي الأم أي سكس أليكس توغنر، استندا على حوارات أكثر من عام كامل جرت في مفاصل الدولة العميقة البريطانية حول دمج الجناحين لحزب الله في وسم ارهابي واحد، مع العلم أنّ المنظومة الأمنية لحزب الله ومخابرات الجيش اللبناني كانت على علم بهذه الحوارات وتعلم تحفظات البعض الأنجليزي التي تصل درجة الرفض بوسم الجناح السياسي لحزب الله بالأرهاب، وكان الرهان على العقلاء في الدولة العميقة وحدث ما حدث لاحقاً، مع وضع حزب الله تحت نصوص قانون تجميد الاصول المالية في بريطانية بشقيه السياسي والعسكري، لذلك حزب الله لم يتفاجأ ولا ايران كذلك، مع العلم أنّ فرع المعلومات اللبناني وحسب معلومة ضيقة، كان يدفع باتجاه وسم حزب الله بجناحه السياسي أيضاً منظمة ارهابية، وجرت لقاءات بين ضابط ارتباط المخابرات البريطانية في محطة بيروت التابعة للندن، مع مساعدين لمدير فرع جهاز المعلومات التي تديره جماعة 14 أذار اللبنانية، مع تحفظات لمدير فرع المعلومات على هذه اللقاءات وعلى مضمونها. 

من ناحية ثانية يمكن أن نعتبر أن صدور القرار في حينه، ازاء حزب الله اللبناني المقاوم، والذي جاء استكمالاً لجهود الوزير ساجد جافيد في حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيرزا ماي بعد دفعه الى البرلمان في حينه، مؤشّر قوي جدّاً، على نجاحات متعددة للجناح المؤيد للكيان الصهيوني في السيستم الأنجليزي، وفي فرض رؤيته، وأنّ جلّ القرار هو نتاج فشل لندن وخاصة الكارتل المؤيد لتل أبيب في الرهان على اسقاط الدولة الوطنية السورية ومحور المقاومة منذ عشر سنوات، وليتساوق متماهياً الموقف الأنجليزي المعادي لحركات المقاومة، مع تشديد الحصار على حزب الله مع كل من الموقف الأمريكي والأسرائيلي والبعض العربي المتأسرل والمتأمرك وغير المتصالح مع ذاته.

ومن شأن هذا القرار وهو دعائي بعمق بالمناسبة، تأثيره فقط بالداخل البريطاني وعلى كل من يؤيد حزب الله من الأحرار هناك، ولن يؤثر على المقاومة، وان كان ما زال بأثره، يطوّق حزب العمّال البريطاني ورئيسه أمام ترامب بريطانيا جونسون رئيس الوزراء الحالي، لمصلحة توسّع نفوذ تيار المحافظين من أصدقاء إسرائيل، كما أنه، على ما يبدو، انتصار للرؤية التقليدية البريطانية الداعمة لإسرائيل، منذ وعد بلفور الشهير عام 1917، الذي مهّد لتسليم فلسطين للعصابات الصهيونية. 

 الإعلان في حينه، انّ حزب الله بشقيه العسكري والسياسي، جاء على لسان وزير المالية، ولم يصدر عن وزارة الخارجية، التي عاد وأعلن وزيرها الموقف نفسه، مضيفاً أن بريطانيا لا تستطيع السكوت عن نشاط حزب الله، والذي أخّر احالة القرار إلى البرلمان في حكومة تيرزا ماي السابقة، كان رفض وزارة الخارجية وجهاز الأمن الخارجي بقيادته السابقة، تحسّباً لرد فعل حزب الله على القرار، وتأثير ذلك في علاقة الحكومة البريطانية بالدولة اللبنانية، طالما أن حزب الله جزء لا يتجّزأ من الشعب اللبناني وهو عضو فاعل في الحكومة والبرلمان، ولكن بعد أن ظهر الضابط الشبح في المخابرات البريطانية ابن الريف الأنجليزي والذي يمتاز بالذكاء والخبث أليكس يونغر، تغير كل شيء لصالح كارتل اسرائيل في الداخل البريطاني، بالمناسبة ما يجري بين الباكستان والهند الآن من توترات في جزء رئيس منها المسؤول عنها هو جهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي بقيادته الجديدة والقديمة، ولأنّ الحديث مترابط ببعضه لنخرج بمشهديّة سياسية في محاولة لفهم لما يجري من صراع في شبه القارة الهندية كمتاهة أمريكية عميقة(راجع تحليلنا عبر محرك البحث المشير غوغل: دبلوماسية مافيويّة أمريكية تفاوض الأرهاب(طالبان) في قطر، وما علاقة التفاوض مع طالبان واتفاقية الصواريخ النووية مع روسيّا، وما هي التداعيات والعقابيل والتوظيفات على الصين وموسكو في شبه القارة الهنديّة)وما يجري على طول خطوط العلاقات الباكستانية الهنديّة، هو انعكاس حقيقي وطبيعي للصراع البريطاني الأمريكي على مناطق النفوذ السابقة في شبه القارة الهندية ومواقع أخرى من العالم. 

 فانّ باكستان دولة طارئة كما بنجلادش دولة طارئة، جزئين من الهند التي أقامها محمد علي جناح، كدولة دين سياسي بدعم الأستعمارية البريطانية، ثم انشقت سياسياً، كما انشقاقها الجغرافي الى باكستان وبنغلادش، مؤخراً ضربت اسلام أباد ايران بعد عودة السخونة للعلاقات الوهابية العفنة مع خطوط الأستخبارات الباكستانية، وبعد لقاءات أبو ظبي بين المخابرات البريطانية والأستخبارات الباكستانية والمخابرات الأماراتية والأستخبارات السعودية، ولقاءات جدّة أيضاً على البحر الأحمر بين ذات الأطراف.

ما زالت الباكستان تحتضن الأرهاب الأفغاني منذ أربعة عقود، وصحيح واقع انّ الباكستان هي 270 مليون انسان، لكن هذا لا ينفي أنّها أداة وقاعدة للقاعدة والتخلف والتذابح الطائفي، ولطالما تحالفت الباكستان مع الصين وخاصةً اليوم من أجل طريق الحرير أي توسع رأس المال، فدور الباكستان الآن اسفين ضد دول تحالف البريكس، وان كان دعم الصين لباكستان يثير الشبهات بأنّ اللوبي الصيني المتعاطف مع أمريكا واسرائيل، يحاول العبث بالعلاقات الروسية الصينية، خاصة وانّ مودي رئيس الوزراء الهندي بالرغم من عنصريته انحاز لمصالح الهند القومية، ولم يتخلى عن التعاون مع روسيّا في كافة المجالات، خاصةً بعد اعلان الصين عن اكتشافات لمصادر للغاز ضخمة تكفي لمئات السنيين.

وزير المالية الحالي البريطاني، مثل ساجد جافيد وزير الداخلية السابق في حكومة ماي، فهذا وزير الخزانة الحالي والنائب في البرلمان عن حزب المحافظين الحاكم، لديه طموح للوصول إلى رئاسة الحكومة بدلاً من جونسون، وهو واحد من أبرز وجوه اللوبي الإسرائيلي – البريطاني المعروف باسم أصدقاء إسرائيل المحافظون، تماماً مثل ساجد جافيد. 

 وهذا الأخير ومعه زميله الحالي وزير المال البريطاني يشكلان لوبي، لم يوفّر جهداً في السنوات الماضية، لفرض مصلحة إسرائيل على السياسة الخارجية البريطانية، على مستوى العداء التام لحزب الله وسوريا وإيران، كما أنه لاعب مهم أيضاً في السياسة الداخلية.  

ويلعب الكارتل الأسرائيلي ووزير الخزانة الحالي، وساجد جافيد وزير الداخلية السابق من رموزه، دوراً مهمّاً لتحويل الموقف البريطاني في مسألة الجولان السوري المحتلّ، لجهة نقض القرارات الدولية الداعية لانسحاب إسرائيلي كامل من الهضبة، وتأييد ضمها لإسرائيل، على اعتبار أن بريطانيا ارتكبت خطأً تاريخياً حين رسمت حدود سايكس – بيكو ووضعت الجولان داخل حدود الدولة السورية، بدل ضمّه إلى فلسطين التاريخية وتالياً ضمن الكيان العبري. 

 ثمة انشقاقات داخل حزب العمال البريطاني حدثت وستحدث، والتي نسّقها أصدقاء إسرائيل المحافظون، وإعلان النواب المنشقين دعم الحكومة في البرلمان، والحملة التي خيضت ضد رئيسه جيريمي كوربين – الرئيس السابق لحزب العمّال الذي خسر الانتخابات الأخيرة أمام ترامب بريطانيا – جونسون، واتهامه بـالمعادة للسامية، فضلاً عن رغبة الحزب الحاكم في استرضاء السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، وهدف تضمين مشروع وضع حزب الله على لائحة الإرهاب(الجناح السياسي والعسكري)، جماعتي أنصار الإسلام وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين العاملتين في الغرب الأفريقي، إلى إحراج معارضي القرار وتحميلهم المسؤولية أمام الرأي العام البريطاني، ولا يمكن الفصل بين القرار، وبين زيارات مدير(MI6)أليكس يونغر إلى إسرائيل وآخرها قبل ساعات وسراً، ولقائه مدير الموساد يوسي كوهين المنتهيه ولايته، ولقائه أيضاً رئيس الموساد الجديد ديفيد داداري، بهدف معلن هو البحث في معلومات عن سلسلة زيادات إيران لتخصيب اليورانيوم، وخاصةً مع وجود الرئيس المنتخب الجديد في ايران – الرئيس ابراهيم رئيسي أحد تلاميذ المرشد الايراني في مدارس مشهد – شمال شرق ايران، ولكن الهدف غير المعلن مناقشة خاصة مع مجتمع المخابرات الأسرائيلي باعتبار حزب الله بجناحه السياسي والعسكري ارهابي، وعن خططه في الداخل اللبناني الان والمنطقة، وعلاقاته الخاصة جدا مع الرئيس ابراهيم رئيسي في ايران بجانب المرشد، وأنّ الزيارة أحدثت تحوّلاً في موقف يونغر لجهة ايران والموقف منها، خاصة وأنّه كان ليوسي كوهين رئيس الموساد المغادر، دوراً بارزاً في تسمية اليكس يونغر مديراً للمخابرات البريطانية – الفرع الخارجي منذ سنتين – وأعتقد أنّه ما زال مديرا.الموقف البريطاني الأخير ازاء حزب الله غير ذي أهمية، وخاصة أنه صدر وبريطانيا تخرج من الاتحاد الأوروبي، والموقف الاوروبي ما زال كما هو: بالفصل بين الجناحين السياسي والعسكري وباعتبار الجناح السياسي ممثلا لشريحة من اللبنانيين ومشاركاً في الحكومة اللبنانية، وبريطانيا تتجّه من ضمن خطة بريكسيت نحو سياسة منفصلة عن السياسة الأوروبية، متماهيةً بشكل كلّي مع السياسة الأميركية، وان كانت في حالة صراع مستتر مع واشنطن، غير آبهة بالمصلحة الأوروبية في ما خصّ السياسة تجاه لبنان، وبسلامة الجنود الأوروبيين الموجودين على الأراضي اللبنانية.

دوائر صنع القرار الإسرائيلي على المستويين السياسي – حكومة نيفتالي بينيت – لائير بن يوسف بن لابيد، والأمني الأستخباري لجهة مجتمع المخابرات الصهيوني، تعمل بجهد بالأعداد المستمر كخطط بديلة مقترحة لتنفيذ مخطط جهنمي، فخياراتها بعد انتخاب ابراهيم رئيسي كثيرة وعلى حافة الهاوية، لكن خياراتها الاستراتيجية محدودة، ةيشعر الكيان الصهيوني أنّه ليس حرّاً في الملف النووي الايراني. 

كلّ ذلك لخلط اللأوراق بعد عملية سيف القدس، وفي حماقة: لإطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتسخين الساحة الأردنية(أعلن الاسرائيلي صراحةً ضرورة احتفاظه بمناطق غرب نهر الأردن في اطار أي تسوية سياسية قادمة في اطار الحل الدائم فماذا يعني ذلك يا سادة؟)وعبر الزومبيات المنتجة في كهوف تورا بورا، وبالتنسيق مع أشكال متقيحة من بعض أجهزة استخبارات البعض العربي في منطقة الخليج وغيرها مع كل أسف وأسى(مجتمع المخابرات الأردني لديه تصور كامل حول ذلك ويتابع بعمق ولديه متابعاته الخاصة وهذه نقاط قوّة، ويرفع تقاريره الى المستوى السياسي باستمرار فيبدي تحفظّاً هنا وموافقة هناك وفي بعض الأحيان رفضاً في تلك الورقة أو السلّة مشفوعاً بالأسباب وتقدير موقف عميق، في حين ثمة طرف في مؤسسة الحكم يقترب كثيراً من دول الخليج بسبب الورقة الأقتصادية مسنوداً من كارتلات اقتصادية في القطاع الخاص الأردني، وهذه حجّته في الأقتراب أو ان شئت الأنبطاح بالأربع ثم “الحبو”وهي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحافظ على نظام حكم ونسق)، حيث صارت الحرب على لبنان قادمة لا محالة بعد محاولة الأسرائيلي جر حزب الله الى حرب عبر حدث ما قادم، أو قيام الأسرائيلي بصورة مباشرة بالتنسيق مع الكارتلات العسكرية في الداخل الأمريكي، أو يذهب لوحده لعرقلة العودة الامريكية لذات الاتفاق الذي هندسه وليام بيرنز مدير السي أي ايه الجديد.  

فالاسرائيلي متخوف بعد انتخاب رئيسي وقبل استلامه الحكم، أن تسرّع أمريكا من قطار عودتها الى ذات الاتفاق 2015 م مع رفع كامل العقوبات، وتقديم تنازلات في مسارات فينا. 

التوظيف والتوليف الانجليزي بلؤم، للملفات المزدوجة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية والموساد، وتقاطعاتها مع مخابرات الساحات الأدوات في المنطقة، جليّة بشكل لا غموض استراتيجي فيها، لمن يفهم ويعرف كيف يعمل الانجليز وكارتل حكمهم مجلس اللوردات من خلال الام أي سكس(صاحبة استراتيجية البقره في الهند)، والعامود الفقري للمخابرات البريطانية، هم أبناء الريف الانجليزي المتعلمون والمثقفون، والذين يمتازون بالذكاء والخبث المتفاقم والقدرة على اجتراحات الحلول، وكيفية استثمار الحدث. 

بريطانيا تريد تفجير المنطقة، في اطار صراعها المستتر مع الامريكي، واستعادة مناطق وساحات نفوذها التي خسرتها بعد اتفاقية يالطا، لغايات خلق وتخليق ليالطا 2 مختلفة كليّاً، وأدوارها سوف تزداد في عهد الرئيس الايراني الجديد المحافظ الى حد ما ابراهيم رئيسي، وسوف تقوم لاحقاً وخلال أشهر على خلق وتخليق أكثر من طعم، مع هندسته كفخ عبر جهاز المخابرات البريطاني الخارجي، ودفعه نحو الأفواه الأمريكية والأسرائيلية، فالصراع بين لندن وواشنطن في عهد الناطق الرسمي الجديد باسم البلدربيرغ – جنين الحكومة الأممية، وكذلك باسم عميق الدولة الأمريكية وكارتلات حكمها، الناطق الرسمي جوزيف بايدن كيسار أمريكي، بات أكثر تعقيداً، وصار صراع متعدد كخيوط شبكة العنكبوت المتشابكة. 

علاقات كبيرة وعميقة بين وزراة الدفاع الامريكية البنتاغون وحبوب الكبتاغون وجلّ سلال أصناف المخدرات بما فيها الجوكر كصنف تافه، وتبين ويتبين وبعمق، أنّ المخابرات العسكرية للبنتاغون، أكبر مهرب حشيش ومخدرات في العالم، ولحبوب الكبتاغون بما فيها الاصناف المتدنية كالجوكر وغيره، بل ويتاجر بالدعاره ويعمل على أمميتها كأقدم مهنه في التاريخ وكجزء من الاتجار بالبشر، ورأينا فعلها للمخدرات بأدواتهم الداعشية الارهابية في العراق وسورية، وجلّ الساحات والبؤر الساخنة عبر بعض العرب.  

الكبتاغون سلاح فعّال وله مفاعيله وتفاعلاته بيد البنتاغون الامريكي، كونه يشكل أحد أشكال الحروب المدمرة للانسان والمجتمعات المستهدفة وخاصة جيل الشباب.  

الكبتاغون السلاح، يصنع في مختبرات حلف الناتو في بلغاريا وتل أبيب، ويرسل مع السلاح الى سورية عن طريق تركيا ودول الجوار السوري وعلى مدار المؤامرة والحرب على سوريا وفيها(نلحظ الان عن احباط كثير من عمليات تهريب لحبوب الكبتاغون وغيرها، من سورية الى الاردن وغيره من الدول عبر الحدود المشتركة، حيث الامريكي يريد العبث في مجتمعنا الاردني ومعه الاسرائيلي عبر سلاح الكبتاغون، ونملك جيشاً على الحدود وادارة مكافحة مخدرات فاعلة، لمقاومة هذا الفعل الارتدادي العكسي من قبل الامريكي، بسبب مواقفنا الثابته من خطة السلام الامريكية القاتلة(ما تسمى بصفقة القرن حيث غدت فوبيا أردنية فلسطينية بامتياز – وهي تنفذ وبصمت في عهد جوزيف بايدن بالدور الجديد المرسوم له من جنين الحكومة الاممية)والتي تعني شطب دولتنا ونسقنا وجغرافيتنا وديمغرافيتنا الاردنية، وتصفية شعبنا الفلسطيني ونظامه السياسي المنشود. 

في جانب عملياتي مقنع: حيث ازداد انتاج أفغانستان من جلّ أنواع المخدّرات بعد الغزو الامريكي الاحتلالي لها، وترسل الشحنات بالطائرات العسكرية الامريكية الى القواعد العسكرية التابعة لواشنطن في أوروبا، ثم توزع تحت أعين الاوروبيين دون ان تتحرك أو تنبت لهم شفّة.  

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة مجرمة ارهابية في عروق مجتمع كارتلات الحكم الولاياتي في الداخل الأمريكي، تستخدم الحروب لتحصد دماءَ الأمريكيين والضحايا لأدواتها من الشعوب الأخرى، لتشنَ حروباً خارجية للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، بحيث يتم تطبيق إجراءات حربية بشكل روتيني بهدف خداع الجماهير وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم باتجاه الاستعمار الخارجي ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية عبر آسيا الوسطى. 

يعمل قادة واشنطن بشكل روتيني على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة في محاولة ساخرة لبناء عقيدة لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى(من قبل العقائد التنفيذية)بصفتها ملكاً للأمريكيين. 

تعمل أرباح شركات الأسلحة على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة لغياب فرص العمل. 

إنّ قتل واغتيالَ المدنيين، حدث روتيني في عقيدة الحرب على التمرد المضاد، فقد اغتالت “سي آي إيه”، أو خططت لاغتيال، أكثر من 50 زعيماً أجنبياً، في تشيلي، والعراق، وليبيا، وبَنما، والسلفادور، وسوريا، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وروسيا، وايران(هندسة اغتيال العالم الجليل في وقته، الشهيد محسن فخري زاده عبر عملية مخابراتية قذرة، من خلال عولمة مخابراتية أمنية من نتاج الانجليزي، وقناعة وتنفيذ الامريكي والاسرائيلي بتسهيلات من البعض العربي المتصهين، بالتعاون الوثيق مع عملاء على الارض في الداخل الايراني، كذلك الحال بالنسبة للشهيد قاسم سليماني وشبكة العملاء الانجليز والامريكان والاسرائيليين في الداخل العراقي). 

ويمكن للاغتيالات، أو مؤامرات اغتيال القادة والكوادر والعلماء، أن تأخذ أشكالاً مثل أساليب تفجير الطائرات التي تتواجد على متنها شخصيات مستهدفة من قبل “سي آي إيه”، أو دعم الفصائل العسكرية التي يدفعها كرهها للجنرالات الذين يتمتعون بشعبية كبيرة إلى محاولة اغتيالهم، كما تستخدم “سي آي إيه” فرق الموت لقتل المعارضين السياسيين والقادة الدينيين الداعمين للفقه التحرري من أمثال الأسقف روميرو، لكنها تشارك أيضاً في عمليات اغتيال وحشية لسياسيين وجنرالات يقاومون، أو لا يتماشون مع، أهداف السياسة الخارجية للمجمع العسكري- الصناعي أو الشبكة النقابية الإجرامية لمافيا “سي آي إيه”، من أمثال رافايلو تروجيللو(جمهورية الدومينيكان)، ونغو دينه دييم (فيتنام). 

 إنّ “سي آي إيه” تعمل كملحق للآلة الحرب الإجرامية الجماعية وتقوم بحماية ثروات النخب المهيمنة على “وول ستريت“. 

 ويتم قتل المدنيين الأبرياء مع استهتار كبير بحقوق الإنسان والسيادة، إذ يتم ذبح النساء والأطفال من قبل الجيش الأمريكي و “سي آي إيه” التي تعمل على اغتيالهم من خلال أساليب على غرار “عملية فينيكس” التي تقوم على برامج معسكرات الاعتقال ومكافحة التمرد، كما تعمل عبر البنتاغون على الأبادة الجماعية بحجة محاربة داعش، كما جرى في الرقّة السورية ويجري الآن في محيط دير الزور وفي قريتي الشعفة وهجين السوريتين. 

إنّ معاداة الأشتراكية والشيوعية هي المحرك الرئيس للسياسات الأمريكية في العالم، التي تعمل على قتل بلدان العالم الثالث الأصلية، هذا فضلاً عن التدخل في عملياتها الانتخابية و تدمير بناها التحتية. إنّ صفقات الأسلحة عامل روتيني في شرح هذه العملية، حيث تتم التضحية بحقوق السكان الأصليين لصالح الأرباح المتأتية من بيع الأسلحة، والغزو الأوروبي العرقي، والحرب الدائمة تحت الراية الوطنية التي ترفرف فوق فرق القتل التي تذبح المدنيين من أجل الدولارات الملوثة بالدماء التي يجنيها المساهمون. 

 كما يطال القبح الذي يميز الحرب الإمبريالية الأمريكية التعذيب في نظام سري في القواعد حيث يتم تعذيب الرجال بلا أية محاكمات أو إجراءات قانونية في ظل الدستور الأمريكي.  

كما أن القنابل الأمريكية عامل روتيني آخر في زهق الأرواح البريئة، وتبين كيف يعمل دافع الربح على تقويض أي قيمة للأعراق الأخرى بصفتها زائدة عن الحاجة. 

 أمّا المحتجون الذين يتجمعون بالقرب من مواقع قواعد الطائرات الآلية، حيث تعمل أنظمة القيادة والسيطرة على القتل الروتيني للمدنيين في باكستان واليمن والصومال وأفغانستان والعراق والفيليبين والنيجر وسورية، فيتم التعاطي معهم بصفتهم مجرمين حيث يواجهون أحكاماً بالسجن، بينما يبقى المجرمون المرضى الذين ينفذون أوامر مجرمي الحرب في الدولة طلقاءَ يقتلون المدنيين الذين لم يروا وجوههم أبداً . 

تستخدم الدولة البوليسية الحجج العقلانية في إبادتها للمجموعات الأخرى بناءً على أعراقها، وتعمل على تعميم الفكرة القائلة إن الهجمات موجهة ضد عرق أشبه بالحيوانات أو الحشرات بحيث يتم تقنين التفكير العقلاني في دوائر ضيقة تتوجه نحو القتل ونهب الثروات أو احتجاز تلك المجموعات في معسكرات الاعتقال.

 فقد أنفق البنتاغون ملايين الدولارات على إطلاق عملية مكافحة الإرهاب الداخلي في الولايات المتحدة على شكل فرق شبه عسكرية تشمل عدة وكالات فدرالية وحكومية ومحلية.  

ويمكن أن تهدف الخطة إلى معالجة الاضطرابات الداخلية لقمع الشعب الأمريكي في حرب إبادة على غرار الحالة التاريخية في بلدان العالم الثالث بإشراف الدولة البوليسية الأمريكية الإمبريالية. 

 فقد عمل “مكتب السلامة العامة” بمثابة واجهة لوكالة الاستخبارات الأمريكية وهو فرع من “يو إس إيد”، التي تدير برامج النشاطات المدنية التي تشكل غطاءً لاختراق “سي آي إيه” للمجموعات المستهدَفة التي تقاوم الإبادة الإمبريالية الأمريكية، ويتم إعطاء الأوامر لشبكات المخبرين باستهداف واغتيال القادة الثوريين بشكل عام . 

العبودية والحرب متشابهان، كما في حالة معتقلي غوانتانامو، حيث تم بيع الكثير من هؤلاء الرجال إلى الولايات المتحدة والناتو من قبل أمراء الحرب التابعين لحلف شمال الأطلسي، ولا يزال هؤلاء الرجال في معسكرات الاعتقال في “باغرام” و “غوانتانامو” ومواقع سرية في الصومال، حيث يتم تعذيبهم بالإغراق بالماء والإطعام القسري. 

 إنّ الدولة المهددة بالحرب على الدوام لا تتماشى مع الحكم الدستوري، كما أنها لا تنسجم مع المجتمع الديمقراطي. 

إنّ خلق الأعداء الدائمين وتحريك الشعب ضدهم بشكل متواصل يولد الخوف والكراهية والتسلح، حيث يتم اختبار الأسلحة الجديدة على المجموعات المستهدفة سواء في العراق، أو بنما، أو فيتنام، أو أفغانستان أو في سورية أو في لبنان حالياً ولاحقاً. 

على خلاف ما يعتقد الكثيرون حول الغزو الأمريكي لأفغانستان، لم يكن الغزو يستهدف أولئك الذين نفذوا هجمات أيلول، بل لبناء خط أنابيب لنقل نفط بحر قزوين من تركمستان، عبر أفغانستان، وإلى الموانىء الباكستانية بالقرب من المحيط الهندي.  

الأمريكي يعمل على تبييض صورة الأرهابيين وما زال يستثمر في الأرهاب، وأي أزمة اقتصادية ومالية عالمية متوقعة خلال القادم من السنوات، هي نتاج العبث بدم ديكتاتورية الجغرافيا ودم الديمغرافيا للفالقة السورية والتي هي بمثابة مفاعل نووي، ونتاج أي عبث مع روسيّا أو الصين. 

البعض منّا مع كل أسف لا يعرف أنّ السياسة ليست مجرد صور تذكارية مع الفقراء والنازحين واللاجئين، بل هي استقراء للمستقبل، وكل خطوة غير مرئية في المستقبل يجب معاملتها على أنّها كمين، والسياسي الذي لا يكترث الاّ للهتاف والمديح، لا يختلف عن بائع المواشي في سوق الحلال كل يوم جمعه، وبائع الجرائد على الأشارات الضوئية في بعض عواصمنا العربية القطرية.  

ومن هنا نرى أنّ الساسة المراهقون ودبلوماسية العلب الجوفاء والخرق الخرقاء، يعتقدون أنّ اللعب في دماء الجغرافيا هومجرد لعب مع الخطوط والحدود والتراب، ولكنّ من يلعب بدم الجغرافيا عليه أن يعلم أنّ الجغرافيا ستلعب بدمه ورأسه، وكون المنطقة في حالة سيولة شديدة والأرهاب المعولم يتم تسييله، الكل صار يلعب بدم الجغرافيا السورية، ولكن بدأ الأرتداد على كل من عبث ويعبث وسيعبث بالجغرافيا السورية وديكتاتوريها، ولمن أراد أن يستيقن ليعد الى التاريخ لسان الجغرافيا ليخبره.

 الأمريكي ما زال يؤمن أن الأنتشار الأفقي للفكر الجهادي والمحافظة على سمته في كل الأزمنة والأمكنة، هو السبيل الوحيد لأسقاط أي نظام لا يتفق ويتساوق مع رؤى الأمريكان، ويريد هذا الكابوي الأمريكي للفاشية الدينية أن تسود ليس في سورية والعراق فحسب، بل في جلّ ساحات الشرق الأوسط وأسيا الوسطى وفي الداخل الصيني أيضاً عبر أقلية الأيغور المسلمة، والتي تتجاوز عشرين مليون ايغوري مسلم، لذا يصر الروسي على رفض الأرهاب والأستثمار فيه وفي منحنياته لأسقاط الأنظمة المعارضة أو التي لا تتفق وتتساوق مع الكابوي الأمريكي بأي صورة من الصور. 

 ويعتقد أنّ واشنطن دي سي سوف تستخدم هذا العامل السابق ذكره، في اسقاط أنظمة حلفائها عندما تغدو عبء على نفسها وعلى مجتمعاتها وبلا شك على أمريكا، لذلك أن تكون معادياً لواشنطن فيه خطورة، ولكنّ أن تكون حليفاً لها أشد خطورة من العداء لها. 

 …وأذكر أنّه وفي عام 2010 م، أني قد اشتبكت بعمق في البحث المضني والتحليل عن مضمون إعلام، بمعنى إخبار، للسيدة الجميلة ويندي هلتون، المسؤولة في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في وقته، وأعتقد هي الان تستمتع بتقاعدها، وتعمل من باب الترف وعشقها للمعلومات، في مركز أبحاث استخباري وحسب معلوماتي، وشبقها للمعلومات كونها نتاج جهاز استخبار واسع وتعاني من شذوذ استخباري مفتعل ومقصود في تزويد جهازها السابق بأبحاثها، والانسان ابن بيئته. 

 فمضمون اخبارها الامني، عن الأشراف على كشف الوثائق التي تعتبر أسرار دفاعية، بإخبار وإعلام القاضي الفدرالي في نيويورك الفن هيلرشتانين، بأنّها ترفض السماح بنشر سلسلة وثائق، يتعارض مع قرار قضائي فدرالي – صدر  يلزمها بهذا الأمر. 

 فرفض السي أي ايه نشر وثائق جديدة تتضمن معلومات مفصلة عن برامج الاستجواب واعتقال مشتبه بهم، بممارستهم لما يسمى بالإرهاب الأممي بالخارج بحجة لا تسمن ولا تغني من جوع وعلى شاكلة: تمس الأمن القومي في شكل جديّ، فهذا يتعارض مع قرارات القضاء الأمريكي الفدرالي، ويعتبر جريمة فدرالية وحسب منطوق التشريعات الأمريكية الفدرالية المتعلقة بهذا الخصوص القضائي . 

السجون السريّة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، حقيقة موجودة منذ أحداث أيلول 2001 م وحتّى هذه اللحظة، وقد اعترفت إدارتي الرئيس السابق بوش الابن بوجودها، و بعد أن تم فضحها عبر وسائل الميديا العالمية بمساعدة حثيثة و واضحة من جناح محدد من داخل أروقة السي أي ايه سائه وغضب من السلوك السيء والمنبوذ المتبع في مخابراته، سلوك غير قانوني وغير إنساني وغير أخلاقي وغير حضاري، سلوك دموي سادي.  

إنّ تفاعلات قضية توقف طائرات استخدمتها السي أي ايه، حيث نقلت سجناء إلى سجون سريّة في عدة بلدان متفرقة من العالم ومنها عربية، واعتقال من تشتبه بتورطهم في ما تطلق عليه واشنطن(الحرب المقدّسة على الإرهاب) بصورة غير شرعية، وإخضاعهم لعمليات تعذيب والتي لا يعلم بوجودها إلاّ القلّة من المسؤولين الأمريكيين إلى جانب الرئيس ومدير المخابرات ومستشار الأمن القومي، وبضع من كبار مسؤولي الأستخبارات في الدول المضيفة التي أطلق عليها البيت الأبيض ذاته والسي أي ايه نفسها ووزارة العدل الأمريكية، فضلاً عن الكونغرس الأمريكي مسمى ” المواقع السوداء “. 

وتضم هذه السجون السريّة وما زالت حتّى يومنا هذا من عهد الرئيس الزئبقي دونالد طرامب الذي انتهى، والمستمرة في عهد جو بايدن الساكن الجديد في البيت الابيض، وفي عهد إدارتي باراك أوباما الرئيس السابق، العديد من السجناء، وخاصةً من كبار قادة القاعدة وأخواتها وبناتها، وعمّاتها وخالاتها، وعشّاقها وغيرهم، ويتضمن التحقيق مع السجناء عدد من التكتيكات، وتطبق على مراحل تبدأ بتكتيكات بسيطة وتصل إلى إغراق السجين تحت الماء، ومن جذب المعتقل من ملابسه بقوّة للفت انتباهه، والضرب على البطن والكلى والوقوف لساعات، مع العمل على إفقاد الرجل لرجولته واغتصابه، كذلك الوقوف في زنزانة باردة مع إغراقه بالماء البارد، وتكرار انتهاك عرضه واغتصابه جنسيّاً لمرات متتالية لتدمير نفسيته، ونقرأ بين الفينة والأخرى في صحف عالمية مشهورة سواءً داخل أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو اسبانيا وايطاليا، عن كشف لفضائح جديدة ارتكبتها وترتكبها السي أي ايه.  

هذا وقد تولّت كل من الجارديان والأندبندنت البريطانيتان ومعهما الواشنطن بوست، نشر الغسيل الوسخ والمسوّد لوكالة الاستخبارات الامريكية على حبال الميديا العالمية، وما زلنا حتّى اللحظة نسمع ونقرأ ونشاهد تلك العمليات القذرة.  

لقد تسربت معلومات من داخل أروقة C.I.A  ونشرتها الواشنطن بوست وغيرها من الصحف الأمريكية الجادّة، أنّه تم تطبيق برنامج فونيكس   PHONIX مع سجناء ومعتقلي السجون السريّة خارج وداخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو برنامج للتعذيب والقتل بموافقة الدولة من حقبة حرب فيتنام، وقد طبق على أعضاء الفيتكونج VIETCONG(أعضاء جبهة تحرير فيتنام )، كما قامت الوكالة بتعيين مجموعة من المقاولين من خارجها، والذين قاموا بتطبيق نظام من التقنيات وصفها مستشار خاص لمجتمع الأستخبارات العالمية، بأنّها أشبه ما يكون بطريقة ” البرتقالة الآلية ” وقد كان هؤلاء خبراء نفسانيين عسكريين حيث خلفيتهم تتركز في تدريب جنود القوّات الخاصة، وقد عرف البرنامج  باسم  SERE  وهو اختصار لعبارة البقاء، المراوغة، المقاومة، والهروب،   Escape SURVIVAL , EVASION , RESISTANCE  وقد أنشئ هذا البرنامج في نهاية الحرب الكورية، ويخضع المتدربين إلى محاكاة التعذيب، بما في ذلك تقليد التخويف بالإغراق في الماء، والحرمان من النوم والعزلة، وتعرضيهم لدرجات حرارة عالية جداً ومنخفضة جداً، والاحتجاز في الأماكن الضيقة، والإزعاج الشديد باستخدام الأصوات العالية، كذلك الإذلال الديني والجنسي، هذا وقد تم تصميم برنامج في الأماكن الضيقة, والإزعاج الشديد باستخدام الأصوات العالية، كذلك الإذلال الديني والجنسي، هذا وقد تم تصميم برنامج SERE خصيصاً لمقاومة أنظمة التعذيب، ولكن أفراد وكوادر C.I.A  استخدموا خبراتهم في مساعدة المستجوبين، على إساءة معاملة المعتقلين في السجون السرية في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وباقي دول العالم، ولقد قال مسؤول أوروبي مطلع على هذا البرنامج وحيثياته : –  ” لقد كانوا متغطرسين للغاية، ومؤيدين للتعذيب، لقد أرادوا إضعاف المعتقلين، ويحتاج الأمر إلى عالم نفساني لفهم هذه التجربة الخطيرة على البشر “. كما يتم إيقاف المعتقل بهذه السجون داخل قفص يسمى ” صندوق الكلب “ وهو صغير جداً، بعد ذلك يتم استخدام التعرية لإظهار قوّة الآسر أو لأضعاف المعتقل، وتمزيق ثياب المعتقل بجر الثياب على أن يكون من أعلى إلى أسفل حتّى لا يفقد المعتقل التوازن, كذلك الضرب المبرح على الكتف والمعدة وتغطية الرأس وجر الجسد بشدّة والتعليق على الجدار وسلسلة من الأوضاع المتعبة ومنها وضعية تسمى ” أعبد الآلهة GODS WORSHIP ”  . 

وبالرغم من وعود الرئيس الأمريكي الاسبق أوباما، والسابق طرامب الذي انتهى وستستمر في عهد جو بايدن، فانّ حالة ومشكلة سجن غوانتانامو لا تزال تدور في حلقة مفرغة ومفزعة ولا يوجد تحسن ولا تغيرات ملموسة في حياة السجناء نحو الأحسن والأفضل، كذلك حالة ومشكلة سجن باغرام في أفغانستان وقد وصف بسجن غوانتانامو الثاني، من قبل الكثير من منظمات حقوق الإنسان حيث يتشابه مع سجن غوانتانامو في ظروف الاعتقال العشوائية، هذا وقد أدان اتحاد الحريات المدنية الأمريكية AMERICAN CIVIL LIEBERTIES UNION  نتيجة تقرير روبرت جيتس \ رئيس اللجنة التي شكلها الرئيس الأسبق أوباما لدراسة ظروف الاحتجاز للمعتقلين وقت إدارته الأولى، و وصفتها بأنّها غير حقيقية ومزورة، بل وصفت التقرير نفسه بالمهزلة، وأكد الإتحاد الأمريكي المدني، بأنّه من غير المعقول تصديق مثل هذه الأقوال الخرقاء، فكيف استطاعت اللجنة تقييم زهاء سبع سنوات ونصف كاملة من ظروف الاعتقال في غوانتانامو في خلال سبعة عشر يوماً فقط لا غير !(قطعاً التقييم جرى عام 2013 م واستغرق 17 يوم لسبع سنوات ونصف – انّها الصفاقة الامريكية أي الوقاحة غير المتناهية). 

كما انتقدت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني الأمريكي والعالمي، تصرفات وسلوك أفراد الجيش الأمريكي في سجن باغرام في أفغانستان المحتلة، حيث لا يزال يقبع فيه سجناء دون محاكمة أو توجيه تهم لهم، ولم يقابلوا أي محام منذ فتح السجن، وعدد السجناء فيه يتجاوز 900 سجين بعد أن تم نقل بعض السجناء من سجون سريّة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وغالبية سجنائه من حركة طالبان الأفغانية، وفيه سجناء أطفال وقصّر من كلا الجنسين ونساءً، وظروف سجن باغرام في غاية السوء حيث الرطوبة العالية، ولا توجد آماكن للنوم ولا طعام صحي. 

الولايات المتحدة الأمريكية تراودها فكرة في غاية الخطورة وسوف تستمر هذه الفكرة في عهد جو بايدن ليصار الى تنفيذها، وهي من الأفكار المبدعة والخلاّقة للصندوق الأسود للسياسة الأمريكية في الدولة العميقة، عبر الأداة في الحقبة الترامبيّة السابقة التي تستمر كظاهرة وبعد مغادرة ترامب الان(والترامبيّة شكل من أشكال العنصرية ونازيّة اللون الابيض)، حيث يمثل هذا الصندوق بالمفهوم المالي: دير شيلدون اديلسون لغايات التمويل لذلك، وتتمثل هذه الفكرة : في إغلاق غوانتانامو ونقل كافة السجناء والمعتقلين إلى سجن باغرام الحصين والذي يقع في قلب أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان المحتلة، بالإضافة إلى نقل سجناء آخرين من سجون سريّة أخرى إليه، عندّها سوف يزداد الأمر سوءً على سوء، مع عدم وجود أي فرصة لأي سجين من الحصول على خدمات قانونية من منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان من المحاميين، كما أنّ إدارة دونالد ترامب الحالية كسابقتها لا تزال تتجاهل طلبات إغلاق هذا المعسكر \ سجن باغرام \ أو تغير ظروف الاعتقال العشوائية، بحجة أنّ الحرب المقدّسة على ما يسمى بالإرهاب الأممي لا تزال قائمة ودائرة.  

لقد طالب المفوض السامي للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مراراً وتكراراً، بإجراء تحقيقات أممية خاصة حول السجون السريّة الأمريكية التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان وغيرها من الدول، وذهبت كغيره مطالباته أدراج الرياح. 

من جانب آخر، ما كشفته صحيفة الاندبنت البريطانية، على ارسال وزارة الدفاع البريطانية قوّات عسكرية سريّة ومنظومات دفاعية جويّة متقدمة(نشر منظومة الزرافة البريطانية)الى السعودية تحت عنوان: مزيد من الحماية لحقول النفط والحفاظ على أمن الطاقة العالمي، بعد استهداف أرامكو ومسارات خطوطها المختلفة في الداخل السعودي، من قبل الجيش اليمني من خلال الصواريخ البالستية المتقدمة والطائرات المسيرة، بعد انتقاله من استراتيجيات الدفاع الى استراتيجيات الهجوم المدروس والمتفاقم، أرى أنّه يندرج في اطارات ومسارات الصراع البريطاني الامريكي المستتر على المنطقة وساحات النفوذ الانجليزية السابقة، وما العدوان على اليمن في عمقه، الاّ مثال حي نموذجي، وصراع الأدوات في الداخل اليمني وعلى اليمن من سعودي واماراتي وغيره، من خلال ما تسمى من قوات هادي وميليشيا حزب الاصلاح(الاخوان المسلمون)الاّ انعكاس للصراع الأمريكي البريطاني – وقد تحدثت عن ذلك على مدار سنوات من خلال عشرات التحليلات وبثلاث لغات، وعشرات المقابلات التلفزيونية وعبر قناتي على اليوتيوب(طلقات تنويرية)وعبر البث المباشر من خلال صفحاتي على السوشال الميديا وخاصة على الفيس بوك. 

*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:  

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

خلوي:- 0795615721   منزل – عمّان : 5674111

سما الروسان في : 20 – 6 –2021م.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.