عشاء حماس في المغرب … هنيّة على خطى عرفات / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( فلسطين ) – السبت 19/6/2021 م …




تواظب حركة حماس منذ توقيعها إتفاق وقف إطلاق النار الخديعة مع مستدمرة الخزر ،على حصد المكاسب وكأنها هي وحدها التي خاضت المواجهة،ناسية أو متناسية إن حركة الجهاد والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لهم نصيب من النصر،ولكن حماس ولحاجة في نفس يعقوب تتحرك إقليميا لتكريس نفسها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ،ترغب بحصد النتائج،ويقوم ممثلها السيد إسماعيل هنية ،بإطلاق التصريحات على عواهنها ،ووصف هذا أو ذاك من صناع القرار المتآمرين على القضية بإنهم حماة هذه القضية والحريصون على القدس التي تتهود بأسرع من البرق.

هنية في المغرب بدعوة من حزب العدالة والتنمية الذي يتولى رئيسه الدكتور سعد الدين العثماني ،رئاسة الوزراء في حكومة الملك منذ الربيع العربي المختطف ،ويقيم له ملك المغرب “أمير المؤمنين من كل الأديان” ورئيس لجنة القدس  المغيبة عن أحداث القدس الملك محمد السادس،وتنطلق حنجرة الحاج هنية في مدح الملك محمد السادس بقوله لا فض فوه ،إن علاقة الملك بفلسطين ليست طارئة أو آنية أو مصلحية ،بل شرعية إنسانية  دينية وطنية….

من يحاسب هنية على مثل هذه التصريحات والمواقف،والجميع يعرفون أن الملك محمد السادس لم يحرك ساكنا تجاه القدس ولم يعقد لجنة القدس التي يرأسها،ولم نسمع له صوتا مؤثرا إبان العبث الصهيوني المتواصل في القدس والمسجد الأقصى،ويقيني إن شهادة هنية هذه ستخرس كل الألسنة التي تهمس أو تصرخ إحتجاجا على موقف المغرب الرسمي المتواطيء من العبث الصهيوني في القدس والأقصى،ويبدو أن الحاج هنية نسي أو تناسى أن الملك محمد السادس دخل نادي التطبيع المجاني مع الصهاينة رسميا ،ووجه بالأمس برقية تهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف المنتخب نفتالي بينيت،وقال هنية أنه والوفد الحمساوي المرافق له سيبحثون مع المسؤولين المغاربة المعنيين بعمق القضايا المتعلقة بالقدس وفلسطين .

ما نستشفه من تحركات الحاج هنية أنه يسير على خطى الراحل عرفات ،مع الفارق في الإمكانيات وإختلاف الكاريزما،ورغم ما كان يتمتع به عرفات من قدرة على المراوغة إلا إنه كان يعود من المغرب ومصر وحتى رومانيا بخفي حنين،وإذا كان عرفات كذلك فما بالك بهنية صاحب الخبرة الضعيفة في السياسة الدولية،وربما جل إهتمامه أن يؤم مرافقيه أو مضيفيه بصلاة العشاء على سبيل المثال.

مجمل القول يتوجب على حماس معرفة حجمها والتصرف على هذا الأساس،وأن تعلم إن هناك شركاء لها في غزة ،لا يجوز أن تتجاوزهم وتتحدث بإسمهم على طريق حصولها على وحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني،ونهمس أن الشعب الفلسطيني  في هذه الحقبة ،ليس هو ذاته الذي كان إبان حقبة الإقطاع بعد العام 1916.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.