لهذه الأسباب… سيعلن الأسد النصر قريباً / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي * ( سورية ) الأربعاء 18/5/2016 م …

*كاتب سياسي

نتيجة لإهتمامي بالأزمة السورية المثيرة للجدل والإختلاف، والتي أشغلت السياسيين وعلماء الاجتماع في مختلف أنحاء العالم، رأيت من المفيد أن أختار هذا المحور “الإرهاب لن يوقف النصر”، كون سورية الآن تخوض معركة من أجل مصير الأمة كلها، فالجيش العربي السوري السوري يخوض  هذه المعركة، وهي معركة لا تحتمل  أي فشل، فالرئيس الأسد أفشل بإسقاطه المؤامرة مخططاً خارجياً لا يريد لسورية أن تقوم  لها قائمة، فالإستنزاف الذي تقوم به القوى المتطرفة الإرهابية إستنزاف عبثي، ومحاولتهم إستئصال لكل ما يمت بصلة للإنسانية بسبب أفكارهم المفككة، وما يخيف هو أن تسارع أفكار القاعدة يتجه نحو تصاعد الإجرام والموت، ويتخذ طريقاً نوعياً في إستنزاف مقدرات الوطن وثرواته، ومن هنا فالإصطفاف الوطني هو بداية الحل الأمثل لتجفيف كل منابع وروافد الأفكار والتمويل للجماعات الإرهابية وقطع الطريق عنهم نحو تحقيق أهدافهم.

-سورية والإرهاب.. معركة حياة أو موت:

شهدت سورية فى السنوات الخمس الأخيرة أكبر موجة من  الإرهاب غير المسبوق فى تاريخها الحديث والمعاصر، فقد إنتشرت الجماعات التكفيرية المسلحة فى مختلف المناطق السورية ونفذت عدداً من العمليات الإرهابية، كما تواصلت داعش والمجموعات المسلحة حربها الإجرامية الدموية الواسعة مختلف المناطق السورية، ويواجه شعبنا السوري الصامد آلة إجرامها، التي تقتل الأطفال والنساء والمصلين في المساجد، وتقترف مذابح ومجازر ضد الإنسانية،  ويسقط الشهداء بالجملة، دون أي رادع إنساني أو أخلاقي، ولا ريب أن هذه الحرب الهمجية لم تكن تتم ويشتعل أوزارها دون موافقة زعيمة الشر في العالم أمريكا، التي ترى فيها جزءاً هاماً يخدم مخططاتها ومشاريعها وأهدافها في المنطقة الرامية إلى خلق معادلات جديدة، وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد.

-الجيش العربي السوري بالمرصاد: ولأن تلك الحرب التى تخوضها سورية ضد  الإرهاب هى مسألة حياة أو موت، فقد كان الجيش السوري بالمرصاد لتلك الجماعات، كما تغلب الجيش السوري على وسائل خبيثة لتنظيم داعش بإستخدام أسلحة مُحرمة دولياً، ومواصلةً تقدمه في الحرب على الإرهاب، الذي تقهقر داخل أخطر أوكاره في الشمال السوري، في هذا الإطار جاء العدوان على حلب بعد أن فشلت داعش وحلفاؤها في تحقيق أهدافها العدوانية، وتركيع الشعب السوري بالمزيد من القوة والبطش، وتصفية محور المقاومة، إن التصعيد الإجرامي الخطير يجري في ظل الصمت والتواطؤ العربي والعالمي والمواقف المتخاذلة والمتهادنة مع التآمر، الذي عرى القوى المعارضة القابعة في الغرف المكيفة في تركيا وغيرها من الدول الغربية، لذلك كانت الآمال العريضة معقودة على روسيا وإيران والدول الصديقة باتخاذ مواقف كنا نتوقعها، والوقوف إلى جانب المقاومة في تصديها لهذا العدوان، وهذه الآمال والتوقعات رأيناها كيف نفذت على أرض الواقع كما في تحرير تدمر وغيرها من المناطق السورية التي كانت تحت سيطرة داعش. -الرئيس الأسد ..هزيمة الإرهاب مرهونة بصمود السوريين:

أمام هذه الحرب الدموية  هنالك مقاومة وطنية شعبية فاجأت أمريكا وحلفاؤها من الدول العربية وشكلت صدمة كبيرة لهم، واستطاعت تغيير إستراتيجية المواجهة والمقاومة والتصدي لللإرهاب، وإنطلاقاً من ذلك شدد الرئيس بشار الأسد في خطاباته المستمرة على أن داعش وحلفاؤها لن تجد على أرض سورية إلا ما عودته علیه سورية، الضرب بيد من حديد، وإن المقاومة ستکون له بالمرصاد، وأكد على أن أي ذريعة یسوقها الغرب لن تکون مقبولة على مقاومتنا وعلى شعبنا، وعلى الغرب وقیادته أن یتوقفوا عن بیع الأکاذیب لمجتمعهم وللعالم، وحيّ الجيش العربي السوري وأبنائه، وطمأنهم أن المقاومة بخیر وأنها تقف فی وجه العدوان بصلابة، وعاهد بأن دماء الشهید مصطفى بدر الدين ودماء أبناء الشعب السوري لن تذهب سدى، وبالمقابل أكد وزير الإعلام عمران الزعبي إلى أن الحرب التي تشن على سورية والعروبة والإسلام والمسيحية هي حرب على الإنسانية بكل مكوناتها الحضارية والقومية والدينية ولها قوانين وقواعد تختلف تماماً عن كل الحروب الأخرى التي تشتبك فيها جيوش الدول مع بعضها أو يكون فيها غزو كالغزو الأميركي للعراق ومع ذلك صمدت سورية وصمد أحبة وعشاق سورية الذين يعتقدون ويؤمنون بسورية الخير والمقاومة والثبات والصمود .

في إطار ذلك أنا على ثقة تامة بأنه على الرغم من إن أمريكا وتركيا وبعض حلفاءها في المنطقة يضعون الإستراتيجيات والمخططات، للوصول الى أهدافهم، ولكن ما أكثر المخططات الأمريكية والصهيونية التي اصطدمت بإرادة الشعوب وتكسرت على صخرة مقاومتها، ولا أظن نتيجة الإستراتيجية الأمريكية الحالية ستكون أفضل حالا من نتائج الإستراتيجيات السابقة، وما المقاومة التي أصابت “داعش” بالرعب، ليست إلا جانبا من مقاومة الجيش العربي السوري،  فسورية ستبقى أرضاً عربية سورية موحدة ولا يوجد مخطط في العالم يستطيع أن يمزقها أو أن يقتطع شبرا تحت أي عنوان كان.

مجملاً.. إن الشعب السوري قادر على تجاوز وتخطي أزمته ومحنته الراهنة بفضل تماسكه ووحدته الوطنية، لأنه يدرك جيداً دوره في المنطقة العربية، وإن السياسات الأميركية الغربية العوراء تجاه المنطقة هي التي أدت إلى إنتشار الإرهاب بشكل سرطاني يهدد الأمن والاستقرار الدولي برمته خصوصاً أن الإرهاب لا يعرف منطقة جغرافية ولا يحده مكان بل يشمل كل الدول وان حماته سيكتوون بناره طال الزمان أم قصر وفي التاريخ شواهد كثيرة على ذلك، وبإختصار شديد يمكنني القول، إن القتل والترويع لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.