الاسير نادر صدقه..سامري الدين ..فلسطيني الانتماء / ثامر عبدالغني سباعنه

 

ثامر عبدالغني سباعنه ( فلسطين ) الأربعاء 18/5/2016 م …

لم يمنعه انتماؤه الديني من القيام بواجباته الوطنية ،فانضم الى ابناء شعبه في مقاومة الاحتلال والتصدي لجرائمه ، الاسير نادر ممدوح صالح صدقة ، سامري الديانه فلسطيني الانتماء والهوية،والطائفة السومرية، يقطنون على قمة جبل جرزيم، أحد الأركان التي تقوم عليها مدينة نابلس، ولا يتجاوز عددهم 500 شخص.

والطائفة السامرية إحدى الطوائف الدينية اليهودية، لكن الاختلاف بينهما يتمثل بكونها تعتقد أن نابلس المكان المقدس، وليست القدس كما يعتقد اليهود الآخرين، ويملكون أقدم نسخة في التوراة عمرها 3646 سنة عبرية.

أنهى نادر تعليمه الثانوي من مدرسة الملك طلال في نابلس والتحق بجامعة النجاح الوطنية ليحصل على شهادة البكالوريوس في الاثار، كان نادر من أبرز النشطاء في صفوف الحركة الطلابية خلال دراسته المناهضة للاحتلال، وأول المشاركين في فعاليات رفض الاحتلال الاسرائيلي ، وتميز الأسير نادر بعلاقات رائعة مع كل الفصائل وقوى المقاومة الفلسطينية، اعتقال نادر كان في السابع عشر من آب/أغسطس عام 2004، بعد اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في جبل النار، وحكم بعدها 6 مؤبدات و38 عاماً.

التقيت بنادر السامري – كما يطلق عليه الجميع – في سجن شطه عام 2013م، وتعرفت عليه عن قرب من خلال فترة الرياضه الصباحية التي كان كلانا مواضبا عليها ، بالاضافه الى ان نادر صديق لاخي محمد ، حدثني نادر عن فترة التحقيق القاسي الذي تعرض له في اقبية وزنازين مراكز التحقيق الصهيونية ، بل ان التحقيق والتعذيب له بدأ منذ لحظة الاعتقال ، يوم اعتقاله و قبل أن يخرج من البيت قبل والدته وذهب مسرعاً، واخبرها أنه لن يعود إلا بهزيمة جنود الاحتلال، لقد أقام جنود وضباط الاحتلال عرساً حين اعتقلوا نادر وفرحوا فرحاً شديدا،

وقد تعرض لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب، لان اعتقال شاب يهودي ينتمي للطائفة السومرية يمثل مفاجئة كبيرة لإسرائيل، فأراد الاحتلال أن يجعل منه عبرة للآخرين.

نادر السامري ينتمي لقضيه اكبر من الجميع ويعشق وطن لا يقبل له اسم الا فلسطين، مثقف وعلى اطلاع واسع ، يمتلك رصيدا عاليا من الاخلاق والقيم الانسانية الرائعه ، امتلك قلوب كل من تعرف عليه وعاش معه ، لا يتردد بالمشاركه باي نشاط او فعاليه لأي فصيل هدفها نصرة الاسير او رفع الظلم عنه ، فقد كان من اوائل من شاركنا اضراب نصرة الاداريين عام 2014 م ، وقد علمت منه انه قد شارك باضراب الكرامه عام 2012 واضرب لــ 28 يوم متواصلات فخسر اكثر من 12 كغم من وزنه .

نادر ورغم سني القيد الصعبه الا انه لازال يلتزم ببرنامج رياضه صباحية يومي بالاضافه الى ساعات من القراءه والاطلاع ، وقد استخدم اتقانه للغه العبريه لخدمة الاسرى ، فكل الشكاوي والطلبات تتم من خلاله لاتقانه لغة العدو بالاضافه لمعرفته بقوانينهم وانظمتهم ،ولم نادر السامري ..ذاك الفلسطيني الذي اعلن انتمائه لفلسطين فاختار دربه وطريقه رغم كل ما في الطريق من اذى والم واشواك ، الا ان خياره كان فلسطين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.