جبهة الإعلام من أخطر الجبهات فالتزموا أخلاق المهنة / ميّ حميدوش
ميّ حميدوش ( سورية ) الخميس 19/5/2016 م …
هي ليس المرة الأولى التي نتحدث بها عن دور الإعلام في الحرب الدائرة في سورية وفي أكثر من مقال وجهنا بوصلتنا حيث يجب أن تكون وأكدنا بأن ليس كل ما يلمع ذهبا ونبهنا من باب حرصنا على سلامة وطننا كما حاولنا جاهدين فضح جوانب مهمة من المؤامرة التي تستهدف وطننا الغالي سورية وعن دور الغرف الإعلامية السوداء التي تقود الحرب على المستوى الإعلامي وقلنا بأن جبهة الإعلام هي من الجبهات الخطيرة وأوضحنا دورها وآليات عملها ولأننا حريصون على أمن وأمان الوطن ومن دافع هذا الحرص نعيد كلامنا مجددا ونوجهه إلى كل من يعمل في حقل الإعلام وتحديدا الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي .
وبعيدا عن المقدمات نسأل كيف يمكن لناشطين إعلاميين أن يتحولوا إلى خبراء عسكريين ومخططين استراتيجيين لكي يرسموا الخرائط ويتحدثوا عن المخططات والتكتيكات القتالية للجيش العربي السوري وكيف حبهم لوطنهم سمح لهم بأن يتحدثوا عن نقاط إستراتيجية ومحاور وطرق إمداد وعديد وعتاد أليس هذا يندرج تحت بند كشف معلومات عسكرية لو كان كلامهم عن مناطق تم تحريرها وتطهيرها من رجس العصابات الإرهابية المسلحة لقلنا بأن ذلك جزء من الحرب الإعلامية وتوثيق لانتصارات جيشنا الباسل ولكن أن يتم الحديث عن مناطق تشهد اشتباكات عنيفة فمن حقنا أن نسأل هؤلاء من خولكم للحديث بلسان الجيش العربي السوري وأين أنتم من الحرص على سلامة تحركات حماة الديار إن كان ما يهمكم السبق الصحفي وجذب العدد الأكبر من المتابعين فبإمكانكم الترويج لصفحاتكم عبر المصداقية والسرعة والدقة في نقل الخبر وليس عبر التحليل العسكري.
كثيرة هي الأدلة التي تثبت بأن للحقيقة وجه آخر في سورية وقد تحدثنا عن الكثير من الجوانب التي تثبت صحة أقوالنا ومازلنا نحاول تسليط الضوء على الحقيقة ونأمل أن نكون قد وفقنا، يقولون أن بين الحقيقة والكذب خيط رفيع يفصل بينهم وفي أيامنا هذه يبدو أن هذا الحد الفاصل قد تلاشى وما يثير الدهشة بأن البعض يقع في الخطأ مرات متكررة ويبقى مصمما على انه على حق والآخرون على باطل غريبة هي هذه المعادلة.
كل هذه المقدمة تهدف إلى أمر واحد وهو بأن البعض ممن يعملون في مجال الإعلام يبدؤون البحث وبشكل يومي وعلى مدار الساعة عن أخبار حصرية وهذا حق لهم ولكن هل تساءل أولئك الزملاء عن مصدر الخبر أو هل أتعبوا أنفسهم بالتحقق من مصداقية خبر ما قبل أن يتم نشره.
نحن لا ندعي بأننا مثاليون في عملنا والخطأ في العمل وارد ومن يعمل لابد أن يخطئ ولكن هناك أخطاء واضحة ومن المعيب الوقوع بها وبدورنا نتوجه بدعوة للجهات المعنية باتخاذ ما يلزم لضبط العمل الصحفي عبر مؤسسات مهنية حقيقية وكذلك نتوجه لكل من يعمل في حقل الإعلام وتحديدا الإعلام الوطني والمقاوم بأن يكون هناك ميثاق شرف إعلامي يرسم خطوط العمل الإعلامي وينظم آليته خصوصا في مسألة تناقل الأخبار على مبدأ قيل عن قال فلا عرفنا من القائل ولا علمنا ماذا قيل فهل عرفتم الحقيقة ودائما في سورية للحقيقة وجه آخر.
التعليقات مغلقة.